هل نعلم ان العالم اليوم أصبح قرية وأصبحت المصالح المجتمعية بين كل الأقطار الدولية عربية وعالمية متشابكة ؟ متى ما أدركنا جيدا ذلك سندرك جيدا أيضا ماذا يتوجب علينا عمله لكي نوصل إلى الحرية والاستقلال . البعض لايزال يعيش في منتصف القرن العشرين ومعلق الأمل ان زخم الثورات في القرن العشرين والذي كان يحقق الانتصارات الثورية هو ذلك الزخم نفسه قادر اليوم قي القرن الواحد والعشرين ان يحقق به الانتصار. الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة ان الزخم الجماهيري لأي ثورة في هذا القرن وبعد تغير المعطيات وحتى خارطة السياسة الدولية تغيرت انا أرى ان الزخم الجماهير لايمثل إلا نسبة متواضعة من الوصول إلى الغاية . وارى ان إي زخم ثوري لأي شعب اليوم إذا لم يكن مدرك لما حوله من المستجدات على هذه المعمورة سيطول مشواره وبكل سهوله ستبنى له العوائق الخرسانية في طريقه حتى يصل إلى مستوى الوعي المطلوب الذي يجب ان يستوعبه . قد يقول البعض ان هكذا تصور هو يجسد مبدأ قانون الغاب قوة القوي على الضعيف وانا ربما اختلف مع هذا التصور نسبيا وأقول ان المصالح المترابطة بين كافة أنظمة المعمورة تتطلب استيعاب وبعد نظر والإدراك الجيد لكيفية التعامل معها . بالاختصار المفيد . إي شعب في العالم يناضل من اجل الحرية اليوم يجب ان يحدد وبوضوح ماهو ذلك المستقبل التحرري الذي ينشده هذا الشعب أو ذاك وما مدى استيعاب هذا الشعب للسياسة الاقتصادية المجتمعية وسياسة الالتزام بالمواثيق المتفق عليها وأيضا سياسة تامين المصالح . وكل هذا يجب ان يوثق في رؤية يتم الإجماع عليها من كل أطياف العمل السياسي مهما اختلفت وسائل العمل الثوري بين تلك الأطياف في هذا الشعب أو ذاك المطالب بالاستقلال والحرية .