بينما يقترب موعد الاستفتاء على الدستور المصري المعدل في مصر يومي 14 و15 يناير/ كانون الثاني الجاري، تحاول جماعة الإخوان المسلمين، حشد أنصارها بأكبر عدد ممكن، للتظاهر والاحتكاك بقوات الشرطة والجيش، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات بين الجانبين. وأسفرت المصادمات اليوم الجمعة، عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بينهم شرطيان، وإحراق مسجد في مدينة المنيا، وإحراق سيارة للشرطة في القاهرة. وتظاهر اليوم الجمعة 10 يناير/كانون الثاني الجاري، أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في مناطق عدة في أنحاء الجمهورية، لاسيما في القاهرةوالإسكندرية والمنصورة والسويس وكفر الشيخ ومرسى مطروح والفيوموالمنيا. ووقعت مواجهات بينهم وبين قوات الشرطة، أسفرت عن سقوط قتيل، وعشرات المصابين، بينما ألقت الشرطة القبض على نحو 46 شخصًً، بتهمة الإنتماء إلى جماعة إرهابية وممارسة أعمال عنف.
لإسقاط الاستفتاء وشهدت مدينة القاهرة مسيرات ومظاهرات عدة للإخوان، ووقعت مصادمات دامية بينها وبين قوات الشرطة، ومنها مواجهات جرت بين الجانبين في منطقة الهرم في الجيزة، وأسفرت عن إصابة نحو ستة أشخاص. وأحرق أنصار مرسي سيارة للشرطة في منطقة الزيتون في القاهرة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين في مدينة نصر، وفي حي شبرا الخيمة الشعبي.
وتصادم أنصار مرسي ومؤيدي السيسي في حي أرض اللواء الشعبي في الجيزة أيضًا، واستخدم الإخوان الزجاجات الحارقة وأعيرة الخرطوش ضد الطرف الآخر، وردت السيدات من سكان المنطقة بإلقاء القمامة والمياه غير النطيفة والمياه الساخنة على الإخوان من شرفات منازلهم. فيما غابت الشرطة عن المشهد في تلك المنطقة.
وتحت شعار "قاطع استفتاء الدم"، خرج أنصار مرسي وأعضاء جماعة الإخوان للتظاهر اليوم، تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، الذي يضم مجموعة من الأحزاب والحركات الإسلامية. وتظاهر بضعة آلاف في مدينة الفيوم، ورددوا هتافات معادية لعبد الفتاح السيسي منها: "السيسي قاتل.. دستوره باطل"، "السيسي باطل"، "الدستور باطل"، "الاستفتاء باطل"، "يسقط يسقط حكم العسكر".
ووقعت مواجهات دامية بين أنصار مرسي ومؤيدي السيسي في منطقة الرمل في مدينة الإسكندرية، تبادل فيها الطرفان الرشق بالحجارة وطلقات الرصاص والخرطوش، ما أسفر عن مقتل شخص واحد، وإصابة نحو 3 آخرين، وألقت قوات الشرطة القبض على 15 شخصًا، بينهم المشتبه في إطلاق الرصاص على القتيل، ووجّهت إليهم تهم الانتماء إلى جماعة إرهابية، واستخدام العنف وقطع الطرق والتظاهر بدون تصريح من وزارة الداخلية.
وانطلقت مظاهرات مماثلة في مدينة السويس، ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي من جانب، ومؤيدين للسيسي وقوات الشرطة من جانب آخر. وقال شاهد عيان في السويس يدعى علي مرزوق، ل"إيلاف"، إن المواجهات بين الطرفين استخدمت فيها طلقات الخرطوش والأعيرة النارية، مشيرًا إلى أن أربعة مصابين على الأقل سقطوا في تلك المصادمات، بعضهم أصيب بالرصاص في الرأس إصابات خطرة.
إحراق مسجد وفي المنيا وقعت اشتباكات دامية بين أنصار مرسي وقوات الشرطة، أدت إلى إحراق مسجد عمر بن الخطاب في المدينة، وإصابة شرطيين، و3 أشخاص آخرين بطلقات الخرطوش. وقال مصدر أمني في مديرية أمن المنيا ل"إيلاف" إن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية استخدموا الزجاجات الحارقة بكثافة لرشق قوات الشرطة، إضافة إلى طلقات الخرطوش، وردت الشرطة بإطلاق الخرطوش، والقنابل المسيلة للدموع.
ولفت المصدر إلى أن بعض زجاجات المولوتوف التي اسخدمها الإخوان سقطت على المسجد وأدت إلى ِإشتعال النيران فيه، وإحراق أجزاء منه، منوهًا بأن الشرطة اعتقلت نحو تسعة أشخاص من الإخوان، بعضهم كان متلبسًا بارتكاب أعمال عنف، واستطاعت تفريق المظاهرة التي خرجوا فيها.
في سياق متصل، تظاهر المئات من مؤيدي السيسي في ميدان القائد إبراهيم في الإسكندرية، دعمًا له، وطالبوه بالترشح للإنتخابات الرئاسية، ورددوا هتافات ضد الإخوان، منها: "الإخوان إرهابية"، "السيسي رئيسي"، "إنزل يا سيسي الرئاسة في انتظارك"، كما رددوا هتافات ضد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق، ونائبه الفريق سامي عنان، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ومنها تلك الهتافات: "لما كنا في الميدان، الطنطاوي ويا عنان باعوا الثورة للإخوان".