أعجب كثيراً , لمن يروج لمخرجات حوارهم , الذي يصر كثيرون على أنه يعنينا , و هو حوار يمني .. و أي حوار يدخل فيه الجنوبيون , مثلهم مثل أبناء صعدة أو تهامة أو....... بمعنى آخر : أي حوار , ليس فيه الجنوب نداً للشمال , فهو لا يعنينا. و مروجو المخرجات أبشع في نظري من مروجي المخدرات , لأنهم يتناسون شيئاً تاريخياً مهماً , ألا وهو خروج الجنوبيين في مليونيات رافضةً الحوار أصلا.. فكيف لهم أن يقبلوا بالمخرجات أو – حتى – يتكيفوا معها ؟؟!! يتناسون أيضاً أن دماء شابة سالت , يوم الثامن عشر من مارس 2013م .. يوم حوارهم المشؤوم , سقط رامي البر في تريم شهيداً ..ليس وحده , فهناك دماء سالت قبله , و دماء سالت بعده ... فكيف تسول لهم أنفسهم , تجاهل كل هذه الدماء الزكية , إرضاءً للسيد الدافع ؟! هلا سأل أحدٌ نفسه : لم الجنوب إقليمان , و الشمال ثلاثة أو أربعة أو ..؟؟!! أعني : لم حسموا أمر الجنوب بإقليمين , و اتفقوا على ذلك .. بينما أقاليم الشمال لم تحسم بعد ؟؟ و هذه الأقاليم لم تقسم على أساس السكان أو المساحة , و لا كما يقول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ( أن الأقاليم موزعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث , و التمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال , و من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب , تسوده المفاهيم الحديثة , و تذوب فيه الطائفية و المذهبية و التصرفات العنصرية ) . فالأقاليم وُزعت محاصصة أو ترضيات .. للشيوخ النافذين و المتنفذين , لكل واحد منهم , لعبة من لعب الأقاليم , يلهون و ينشغلون بها .. ولهذا كان الشمال – على صغر مساحته – أربعة أقاليم , ولهذا , أُلغي معهد دماج في صعدة , و هُجّر أهله وطلابه ؛ لإقامة إقليم الحوثي أو الدولة الشيعية , التي تهفو إليها أفئدة كثير منهم . أما في الجنوب , فالإقليم الشرقي ( سقطرى , المهرة , حضرموت , و جزء من شبوة ) أكبر الأقاليم مساحة .. فهو يمثل أكثر من نصف مساحة الدولة الحالية المسماة الجمهورية اليمنية . هذا الإقليم , أو كما يحلو للبعض , تسميته بإقليم الثروة بل الثروات .. البترول , الغاز , الذهب و الأسماك و..... ليس إرضاء للشركات الغربية فحسب , بل لشركات النافذين و المتنفذين أيضا .. فأكثر من نصف الشركات و المقاولات يملكونها , و يتجه ريعها شمالاً . فيا أيها المروجون , لا تدغدغوا عواطف الناس و مشاعرهم , فالإقليم الشرقي ليس عودة حضرموت , كما تزعمون .. ثم , من منا لا يريد عودة حضرموت ؟! و لكن مثلما ذهبت حضرموت عن طريق الجنوب , ستعود إن شاء الله عن طريق الجنوب , و لن تكون خنجرا في صدر الجنوب , أو سلاحاً يلوّح به الأعداء لكبح الثورة الجنوبية .. مثلما كان يلوح به علي عبدالله صالح أثناء حكمه , مهدداً الحراك ( إذا انفصل الجنوب , ستنفصل حضرموت ) و أنشأ في عهده مكونات عديدة .. ما زال بعضها يغرد باسم الحضارم خارج السرب , بدليل أنها لم تلق قبولاً أو ترحيباً , و لم يتجاوز حضورها الغرف المغلقة أو أخباراً مفبركة مغلوطة خجولة في بعض المواقع . فلا حل للقضية الجنوبية , أو استقرار للبلاد و للمنطقة , إلا بخيار الإقليمين , بعدها يُستفتى الجنوبيون , على استعادة دولتهم , أو البقاء في هذه الوحدة , بأي شكل من أشكالها . لهذا فالجنوب أولاً .. بعد ذلك لكل حادث حديث ..