من ضمن الحروب بين الشعوب تلعب الحرب النفسية دور مهم وفعال ومنها يتفرع فرع فن الإغاظة حيث اتضح أنها لها مفعول قوي وتأثير مباشر على عدوك . كان من ضمن تلك الإغاظة ما استخدمه اليمنيين تجاه أبناء الجنوب يوصفهم بالصوماليين والهنود والأفارقة ومع علمنا ان هذه الاتهامات لاتغير في حقيقتنا وأصولنا العربية الأصيلة شيء ولكنه من باب الإغاظة وكذلك وصف الجنوبيين لليمنيين بالدحابشة والتي بالفعل إغاظتهم كثيراً مثلما إغاظتنا وصفهم لنا بالهنود. كذلك كان تسريب بعض التلميحات عن اتجاه البيض إلى إيران ومن ثم إلى حزب الله أغاظ كثيراً سوى في الداخل أو الخارج نتيجة الخوف من تلك العلاقة وتطورها في المستقبل وتأثيرها على الأمن القومي لتلك الدول على حد زعمهم . كذلك كان هناك ماتم تسريبه مؤخراً من وجود علاقة بين الحراك الجنوبي والحوثيين والذي أغاظ الكثيرين سوى في الجنوب من منظور ديني والذي أرادوا له ان يكون خط دفاع أول ضد الانتشار الحوثي في الشمال والحرب أرادوها ان تكون في الجنوب وهذه من مفارقات وهشاشة المنطق الذي اعتمدوه والذي اثبت فشله في تكاتف الجنوبيين وفضحهم لتلك الدعاوي الباطلة .رغم ان أخبار تلك العلاقة أغاظ اليمنيين وخاصة آل الأحمر العدو اللدود للحوثيين ويعتبرون تلك العلاقة تقوية للحوثيين وايضاً للحراك الجنوبي والذي حاصروه بشتى الوسائل . في ظل عدم وجود حرب حقيقية الان لتحرير الجنوب رغم بعض المناوشات هنا وهناك لذلك لابد من استخدام كل الأساليب الممكنة لتهيئة الأجواء للمرحلة المقبلة والتي بلا شك ستختلف الأساليب فيها ولكنها بلا شك ستكون نتاج هذه المرحلة الحالية والتي في اعتقادي أنها يجب ان تكون مبنية على أسس قوية حتى يرتفع عليها بنيان الدولة الجديدة . لاشك بأن الأسلوب الديمقراطي في تحرير الوطن غير مجدي من وجهة نظري لكونه تشوبه كثير من الشوائب لتحقيق الهدف السامي حيث ان اختلاف الآراء لكثير من المكونات السياسية والتي يعتقد البعض أنها دليل على حضارية المشروع التحرري الجنوبي ولكن الاختلاف افقد الحراك الجنوبي قوته التحاورية مع الأطراف المحلية أو الدولية ومثلما قال بعضهم ان الجنوب قضية بدون رجال ولذلك يفسر عدم وجود اهتمام بها إلى حد مؤثر . لذا يجب ان نجيز الديكتاتورية في عملنا النضالي حتى تحقيق الاستقلال بعدها من السهولة البحث عن إصلاح إي خلل يحدث لان هذا أهون من ضياع وطن نتيجة وجود قيادة جنوبية هشة وغير فعالة وأصابها العجز في تحقيق طموحات شعب الجنوب والذي من وجهة نظري ان الهبة الشعبية الجنوبية عرت القيادة السياسية من ورقة التوت وأصبحت تبحث الان عن مايستر عورتها وليس امامها إلى خيم العزاء على شهداء الجنوب تتوارى فيها وتقدم العزاء لاسر الشهداء والذي ضحوا بارواحهم من اجل ان تروى شجرة الحرية والتي يكاد خريفها ان يقبل نتيجة العجز السياسي الحاصل . ان من تغيظهم هذه النظرية (إجازة الديكتاتورية في العمل التحرري) عليهم الامعان كثيراً فيها وعمل المقارنة بين الحاصل والذي ممكن ان يحصل واستخلاص العبر والدروس ولاباس من ان تكون ديكتاتوريتنا مختلفة عن المألوف والمتعارف عليه لان الهدف ليس البحث عن كرسي الرئاسة بل كرسي الوطن وهو اكبر من اي شخص ولذلك لاخوف علينا من الكوابيس التي قد تراود البعض نتيجة خوفهم من عودة زوار الفجر والذي برايي ان زوار الفجر الان اخطر حيث تحول الزوار من اشخاص إلى صواريخ وقنابل تهبط عليك من السماء بدل ان تطرق بابك وزوار الفجر كانوا يبحثون اعن شخص والصواريخ عن اّسر بكاملها .