ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق :فيما تبحث نور عن وميض أمل بالعودة للدار ((موجات نزوح مرتقبة))
نشر في عدن الغد يوم 30 - 03 - 2012


تحقيق /كفى الهاشلي

حزمت عائلتها أمتعة السفر للفرار من موت محتمل فباتت نور تفكر في الدار والأصدقاء والألعاب ودفاتر المدرسة التي ستتركها عنوة في أبين موطن الخطر ، نورمحمد التي لم تتجاوز العاشرة من العمر أدركت أن العودة لمنزلها ستكون شبة مستحيلة وأنها تغادر اليوم إلى موعد غير قريب .

كانت الشمس قد أسدلت شعاعها صباح يوم الجمعة من شهر مايو العام الماضي حين قررت العائلة حمل أمتعتها بما خف وزنه وغلي ثمنه لتذهب إلى عدن العاصمة الاقتصادية للبلاد للبحث عن مأوى وامن من نار القاعدة والسلطات الأمنية التي تتعارك في معظم قرى أبين .

عبرت العائلة طرق متعرجة وطويلة لتصل إلى مبتغاها فالطرق الرسمية المؤدية إلى عدن أصبحت خطيرة بعد أن تقاسمها طرفي الصراع فتكبدت العائلة مشقة السفر وأجرة الحافلة المضاعف لتصل إلى بر الأمان بأطفالها الصغار .

وما أن وصلت إلى عدن حتى منحتها الحكومة غرفة واحدة في بناية السكن الجامعي بمديرية البريقة أسوة بالعائلات التي نزحت في ذلك اليوم ،نور كانت تحكي لنا قصة ألمها بعين لا ستطيع ذرف الدموع وهي تقول :عاد- كان – أبي يشتي –يريد-يجيبني –يحضرني -لعدن علشان يعالج عيني بس الفلوس كانت قليل وألان أجينا لعدن علشان نحصل أكل وشرب ومكان ننام فيه " .

كانت نظراتها خجولة تارة تغطي رأسها وأحيانا وجهها بحجاب اخضر وتستمر معي بالحديث قائلة :انتو أيش باتفعلوا لنا؟! – ماذا ستفعلون لنا؟-عيني تكبر وأنا أشتي – أريد- أشوف بها وأتعلم مثل صاحباتي –صديقاتي - نور التي باتت تعلم أن الأمل بعلاج عينها أصبح مستحيل بعد أن تشردت عائلتها وأصبح الماؤى وحلم العودة هاجسها وهمها الأول .

تعاني هذه الطفلة من ورم يقع بين الشبكية والدماغ لم يفلح أطباء أبين في علاجه وكانت عدن هدفها للعلاج أما اليوم فهي لا تبحث إلا عن وميض أمل للعودة للدار وعن الأمان والماء والغذاء وتركت عينها لرب السماء بعد أن أصبحت عائلتها منكوبة بسبب الحرب على الإرهاب ؟!!!

يحكي والد نور قصة هربهم من أبين قائلاً:"شعرنا بتصرفات غريبة قبل ليلة محاصرة اللواء 25ميكا مدرع حيث بدأ أنصار الشريعة بتوزيع منشورات خلت تماما من ذكر مصدرها ومن يوزعها كانوا ملثمين.

واستمر قائلاً :"أنذرتنا تلك المنشورات بأن الأمن سيشن هجوم على المنطقة ولم تمر يومان حتى سمعنا صوت إطلاق الرصاص والمدفعية وكنا نتوقع أن أنصار الشريعة قد سقطوا جميعا ولكن المفاجأة كانت كبيرة عندما علمنا أن معسكر النجدة والأمن المركزي قد سقطا بيد القاعدة !!!.

ويتابع قائلا:"لم نستطيع أن نمكث طويلاً فقرار الرحيل بات هاجس الجميع ولكننا انتظرنا ثلاث ليال لنتأكد من سلامة الطريق لأطفالنا وكان خروجنا الفعلي 29مايو شاهدنا ليلتها شباب صوماليين وباكستانيين وأفغان يصولون ويجولون في منطقتنا وأدركنا أنها نهاية أبين ؟!".


قبل عام من الآن والحرب كانت قد نشبت عن أظافرها في أبين التي تقع في الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، وأصبحت المخزن والكود وجعار وزنجبار والمسيمير أشبه ما تكون بقرى أشباح
فالسكان المحليون رحلوا عن قراهم خوفا من أن يصبحوا درع واقي لأي من طرفي الصراع أو هدف لطلاقات الرصاص وقذائف المدفعيات أو مرمى لسهام الصورايخ .

والنظام الذي يبدوا وان رمزه قد رحل في نهاية شهر فبراير إلا أن سياسية نائبه الذي أصبح رئيسا للبلد اليوم لم تختلف كثيرا عن سابقه ، فمازال سيناريو الحرب على القاعدة قائما وساحة المعركة هي عينها محافظة أبين .

وعلى الرغم من أن الرئيس هادي يستعد لخوض نفس غمار المعركة التي خاضها الرئيس الأسبق صالح إلا أن الفارق الأبرز أن هادي سيضطر لمحاربة رجال معظمهم من بني جلدته ؟!فأبين هي موطنه وموطن قبيلته التي مازلت تمكث منذ ألاف السنين ...

لم يكن المدنيين وحدهم من سحقتهم عاصفة الحرب وقرروا النزوح فمحمد أحد جنود اللواء الثاني في بلحاف محافظة شبوة التي تتصل بابين من الشرق علم بأن أبين ساحة قتال واسعة بين القاعدة والسلطات فقرر المجيء لأبين واخذ أطفاله الثلاثة وزوجته إلى منطقة أكثر أمان فتوجهوا من المخزن التي شهدت قصف عنيف إلى باجدار حيث كان الهدوء نسبي .

وفي مساء احد ليال شهر ديسمبر الماضي بدأت القرية تشهد هي الأخرى قصف ناري ولكنه متقطع.
قال محمد الذي مازالت رجله اليمين وفكه بهما حديد من جراء العملية التي أجريت له مؤخرا بعد إصابته بابين :"ضننت بأنني قد أخذت أطفالي وزوجتي من وادي الموت ولكنني اكتشفت إنني أختهم إلى واد آخر لا يقل بائس وخوفا ؟!.

وأضاف :" فخرجت إلى السوق بقصد البحث عن مصدر دخل لعائلتي وسد رمق جوعها وكانت وسيلتي الدراجة النارية التي انقل بها بعض المارة بخمسين ريال ذهاب أو إياب لكنني لم افلح !!!
فلم تمر على السابعة مساء سوى دقائق حتى أطلقت على موقعنا القذائف وأصبت بأحد شظاياها أفقدتني فخذي وجعلتني قعيد الكرسي ".


النساء كن يتحدثن عن وقوع المحافظة –أبين- بيد القاعدة بعد أن قام الجنود بتسليمها لهم تقول سعيدة علي أحد المسنات النازحات :"يابنتي الناس تموت بابين ومحد داري من فين تجيه الرصاصة تخيلي الصاروخ أو القذيفة ؟! فالقاعدة مسلحة والمعسكرات موجودة وبها سلاح فهل من المعقول أن المعسكرات تسقط بيد القاعدة والجنود تتهارب؟! يعني ننام بحماية السلطة ونصبح وإحنا رهائن مسلحين ؟! أبين باعها النظام دون أي مبرر آخر !!!".


أطلق أنصار الشريعة – تنظيم القاعدة – دعوتهم لأهالي أبين بالعودة للدار غير أن الناس تخشى العودة والحياة على صوت النار المتبادل رغم أن الأنصار اخبروهم بأنهم اجتهدوا لإعادة المياه والكهرباء التى يستفيد منها الجيش نفسه وأنهم يقومون بتنفيذ شرع الله حد وصفهم .

استبشر النازحون خيراً ولكنهم في المقابل سمعوا قصص قللت من احتمال العودة للدار،
قيل لهم أن شباب قطعت أيديهم لأنهم سرقوا ليأكل أطفالهم المتضورين جوعاً وعرفوا أن المآذن تدعوا إلى الصلاة فرضاً وأن قوانين وعقوبات جديدة ستفرض عليهم و أن حريات الناس سلبت وأصبحوا يعيشون على رضا البشر- أنصار الشريعة- لا الرب !!! واستمرت قصص النزوح

فمنذ شهر مايو الماضي وجد معظم النازحين في مدينة عدن ولحج ملجئ لهم حيث تربطهم المدينتان بعلاقات عائلية أو قبلية وثيقة البعض الآخر لجئ إلى المدارس و اليوم 74 من المدارس الحكومية في عدن تكتض بما يزيد عن 20,000 نازح غير النازحين بالسكن الجامعي ومنازل الأقارب .


ركزت معظم المنظمات الدولية والمحلية على دعم النازحين في المدارس بعدن والذين تستضيفهم بعض العائلات وكذلك المحاصرين في أبين ويتوقع أن تبدأ منظمة الإغاثة الدولية قريبا بدعم من يقبعون تحت الأشجار ومنازل الصفيح في لحج وعديمي الدخل والعائلات الفقيرة المستضيفة للنازحين بلحج .

وفي الأسبوعين الأخيرين وصل عدد النازحين إلى مايزيد عن 2000 نتيجة للتصعيد الأخير في القتال الدائر بين القوات الحكومية و المسلحين في محافظة أبين ويتوقع أن يزداد العدد نتيجة التوتر المتزايد ويصل إلى 400نازح من جعار هم يتلقون حاليا الدعم الغذائي من أنصار الشريعة الذي لا نعرف كيف تغطى حاجتهم الفعلية وحاجة السكان الذين فضلوا البقاء في المحافظة هناك ؟!


لايعرف أطفال أبين النازحين في المدارس غير لعبة المبارزة بين الصبيان وتسلق الشجر والقتال بالعصي على اعتبار أنها سيوف أما الفتيات فاكتفينا بالجري ولعب دور المعلمات للنازحين في بوح المدارس ؟! وهناك من كتب عليه القدر أن يفتح عيناه على حيطان ولوحة المدرسة ليدرك بعد حين أن والدته لم تنجبه وهي تتلقى الدروس بالفصل ولكنه السجن ألقسري الذي جعل الدخول إليه مفروض والخروج منه حلم إلي يومنا هذا مفقود ؟!


لا ينفك الحديث بين اثنين أو أكثرمن النازحين حتى تقطر القلوب الم وتدمع العيون حزنا على مساكنهم ومزارعهم والأرض التي ترعرعوا بها ،فالعجزة اتخذوا من جانبي الرصيف الجامعي مكانا لجلسات الصحبة ولقاءات السمر كل منهم يتحدث عن حال المدينة التي عشقوا ترابها وترعرعوا في سهولها ووديانها ويناقشون حاضرها ومستقبلها المجهول ؟!

يناظرون الأحفاد وهم يمرحون بفناء السكن الجامعي الذي تقع به ثلاث بنايات تحتوي على 334أسرة منها 1020ذكر و950انثى 525طفل بينهم 35 حالة مرضية ،فيما يتوزع عدد من النازحين في ثلاث مدارس من نفس المديرية ويبلغ عددهم 73أسرة تشمل 310 نازح .

تقدم المنظمات دعم لا بأس به للنازحين ولكن العمل مع ذلك الكم المتزايد يجعل الأمور أكثر تعقيدا وأما الوحدة التنفيذية التي شكلت من الحكومة شاب عملها الكثير من التساؤلات حول الإحصائية الدقيقة للنازحين والآلية التي توزع من خلالها المعونة واتهمت بأنها تسلم المعونات الغذائية لغير النازحين وكشفت بعض المصادر فيها بأنها اكتشفت 7000عائلة غير نازحة وتم استبعادها من الكشوفات .


ويزداد الوضع تعقيداً أن مدينة عدن التي فتحت ذراعيها لأبناء أبين باتت تضيق بهم درعا ، فالعام الدراسي قد بدأ والأطفال يبحثون عن مدارسهم بدلا من الخيام خصوصا وفصل الصيف سيطرق الأبواب بعد أيام .

يرى الكثير من المحللين أن الوضع في أبين هو نقطة البداية لتوسع رقعه أنصار الشريعة في الجنوب وأنهم استطاعوا أن يسدوا بالفعل الخلل الذي تركته الدولة وأن تسميتهم بأنصار الشريعة تأتي لأسباب الاستعطاف الديني ولهذا يقتنع الكثير من الشباب اليمني بالالتحاق بالأنصار بل والأجانب العرب وغيرهم .


فقبل أسابيع استطاعت السلطات الأمنية منع ستة مصريين أرادوا الذهاب لأبين وعبر مصدر مصري مسؤول أنه تم ترحيل 200 مصري على مدار عام 2011 كانوا يحاولون دخول السعودية بطريقة غير شرعية عن طريق اليمن، مشيرا إلى أن القانون ينص على حبس هؤلاء من سنة إلى سنتين، لكنه توصل إلى اتفاق مع المسئولين في مصر على أن يتم الاكتفاء بغرامة قيمتها 250 دولاراً.



أما السلطات اليمنية في عهد صالح لم تعترف قط بأنها سلمت أبين لمسلحين ينتمون لقاعدة ولكن عهد الرئيس منصور الذي بدأ للتوا كشف عن عجالة مالم تكشفه السنوات الطوال من عهد صالح فعلى لسان محافظ أبين اللواء صالح حسين الزوعري جاء الاتهام لبعض الجهات السياسية والعسكرية بتسليم أبين لتنظيم القاعدة ..

وقال اللواء الزوعري في لقاء صباحي عبر ا إذاعة عدن بأنه آن الأوان لتشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة من قاموا بتسليم أبين وتقديمهم للمحاكمة وكشف الزوعري أن في جعار تم تسليم المدافع والدبابات المرابطة هناك دون أي مقاومة تذكر!!! وهو دليل على تنسيق مسبق حسب قوله.


ومن شأن هذا الاعتراف أن يحرج قيادات بارزة في نظام الرئيس اليمني صالح لا تزال تشارك في أعمال حكم في حكومة الوفاق الوطنية كما أن من شأنه أن يحرج الحكومة الحالية التي سيكون متوجب عليها الاستجابة لدعوات "الزوعري" في تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما حدث!.


وحتى يعلم للعامة ماذا حدث في أبين وكيف حدث ؟فأن القاعدة تفرض تواجدها العلني متخذه من شباب اليمن وبعض الأجانب والعرب دعامة لتوسيع رقعة تواجدها وأطلقت على قوادها مسمى (أمير)
وتقسم المناطق إلى إمارات يولى عليها من ترضاه القيادة المركزية وسمي حينها أمير ولاية أبين أبو الحمزة ، وغيرت تلك الجماعة الجهادية اسم ثاني أكبر مديريات أبين (جعار)إلى (وقار)حيث تحظى بالنفوذ.

فأبو الحمزة جلال بالعيدي المرقشي هو الأمير الشاب الذي لم يتجاوز 35من عمره وهو ينتمي لقبيلة المراقشة ويعيش وعائلته بزنجبار عاصمة أبين ،لجلال ستة من الأخوة ولكن لم يتأثر بتوجهه الديني
سوى شقيقه توفيق ومازال والد ووالدته على قيد الحياة حيث أصبح والده متقاعد عسكري .

وتميز جلال وتوفيق بأنهما من التلامذة الأذكياء والمتفوقين وكان جلال هادئ ومهذب ،متعلق بقراءة القران حيث حفظ المصحف كاملاً وكان يحب الرياضة ولعب لصالح فريق حسان أحد أندية الممتاز بابين أثناء دراسته الثانوية العامة ولم يستمر كثيرا .


حفظ المصحف كاملا في مسجد جنيد السني ألا أن مجالسته لبعض الشباب المتشدد دينياً وتعلقه بالأناشيد الدينية الحماسية التي تحث وتدعو للجهاد دفع زملائه في مسجد جنيد لنصحه بالابتعاد
عن هؤلاء والتركيز فقط على حفظ القرآن والسنة والابتعاد عن الدعوات الجهادية .

ألا أن أثر زملائه المتشددين كان أكبر فانتقل من مسجد جنيد إلى المسجد المجاور لمنزله والذي يقوم
به بعض المتشددين في أبين وبعد فترة وجيزة كان يؤم الناس في مسجد صغير بني على نفقة
شقيقة الشيخ طارق ألفضلي أحد ابرز المجاهدين العائدين من أفغانستان والذي انضم للحراك الجنوبي مؤخرا .

واتضح فيما بعد أن المسجد كان مركزا لنشاط بعض الشباب المتبني للفكر الجهادي وهو ماقطع علاقته تماما بكل زملائه السابقين في مسجد جنيد قبل أن تفاجئ الجميع في أبين بوجوده وبشكل علني ضمن الجماعات المسلحة التي دخلت زنجبار صبيحة السابع والعشرين من مايو الماضي ؟

كنت قد عزمت الذهاب إلى أبين والجلوس مع أمير الجماعة أبو الحمزة وبعد أن استطعت العثور على رقم هاتفه النقال وهو تابع لشركة أم تي واتضح لي انه أصبح بيد أخيه توفيق لم أتردد اتصلت توفيق عدة مرات لطرح بعض الأسئلة وقراءة شخص الرجل لكن الوعود قد أخذت من الزمان وقت ؟!

والعجيب أن يوم الرابع من مارس الجاري كان موعد اللقاء وطلب مني توفيق عدم الحضور وتكليف شاب بطرح الأسئلة ويصور لأمر في نفس يعقوب كما قال !!!

وتحدثت مع زملائي حينها وتوصلنا لقناعة بان الوضع لا يطمئن هناك وقدمنا اعتذار لتوفيق وفي صباح اليوم الثاني نفذت الأنصار هجمة قوية على نقطة عسكرية قالت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية بأنها مذبحه بحق الجنود اليمنيين .

قال لنا معلم جلال وتوفيق أنهم يعتقدون بأنهم من خصهم الرسول بقولة :" يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
وأضاف:"أن ذلك جاء على لسان المختص الإعلامي عنهم فرد له المعلم : قال النبي محمد (يخرج ) وليس وانتم دخلتم أبين ؟!وقال المعلم :"لقد سألته عن العلماء الذين أجازوا لهم الجهاد وإخراج الناس من مساكنها فلم يرد لي بجواب شاف حيث قال لي الكثير وهو يعلم بان العلماء بالعصر الحديث لم يجيزون الخروج على الحاكم ؟!


لم يفتنا أن نبحث بين صفوف الأنصار عن شباب لحقوا بهم مؤخرا وكان لشباب مديرية البريقة التي تعرضت بها ناقلة النفط الأمريكية "أس أس كول "للهجوم مطلع الالفية الثالثة لهم النصيب الوافر فمنهم من قتل أثناء مشاركته بالحرب بابين كابن مأذون المنطقة الشيح علوي ومنهم من تقطعت أخباره عن ذويه ومنهم من نعرفه ونتصل به وهو سعيد بالالتحاق بالأنصار بل يدعوا أبناء منطقته للامتثال لشرع الله كما يقول واللحاق بركب التغيير الايجابي .

ويجلس معظم شباب مديرية البريقة يتسامرون على أخبار وانتصارات الأنصار بابين بل وعلقت شعارات الأنصار بشوارع وأسواق المنطقة .
وإلى حين يعود النازحين إلى موطنهم فهناك رحلات نزوح متوقعه وموجات توتر مرتقبة ونسيج من السياسية لم تصاغ ملامحه الايجابية بعد ؟! وقناعات تتعمق أو تتبدل وحلول مرقعه قد لا تضمد جراح اليمن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.