إن التغني بالماء والخضرة والوجه الحسن كان دائما ديدنا للشعراء يتغنون به في معظم مجالسهم ولكن إن تدخل النار في هذا الائتلاف الثلاثي يصبح امرا غير ممكن ولا يقبله عقل ولا منطق فكيف يحدث ذلك ؟؟؟ هي إذن تلك المفاجئة التي كان المسرور مبروك السبق فيها ,وفي حضرة رجل بمثل القمندان وتحت ظلال الأشجار الحسيني يبادر مسرور بهذه الأبيات :
عجبت من نار ما تنطفي بالماء بما طفآها بما دوام تشعل إلى ماء ومن زراعة بكل الأرض ما تنما كم زرع منها نما من حيث لا زرع ينما والزرع والنار في شيء واصلة ماء
ما أصل هذا الماء وما هذا الزرع والنار والماء معا كيف اتفق خصما مع خصم زرعا و نارا وماء هل بينهم صار سلما نشم من هذه الأبيات رائحة التحدي فمن ياترى يستطيع فك طلاسم هذه الأبيات .
استدعى القمندان ثلاثة من الشعراء ومن هؤلاء الثلاثة شاعر الدان بلا منازع عبد القوي علي سعيد الذي قارع كبار الشعراء في عصره مثل : محمود السلامي و صالح فقيه و علي عوض مغلس وغيرهم والقمندان في هذه المساجلة يضع الثلاثة الشعراء أمام خيارين أما يكافئهم أو يقيدهم في أشجار النارجيل فيبادر الأول بالرد قائلا:
الماء بجنبي وانأ ساكن بجنب الماء عطشان ميت ضمى وإنا تفرج على الماء الماء بجنبي ولكن آه من ذا الماء ممنوع منه فما أسباب منعي على ماء
فقال القمندان لمسرور مبروك كيف ترى هذا الرد فرد عليه مسرور كالذي (فسر الماء بالماء) فحيده القمندان اما الثاني فكان رده على النحو التالي : يا ليت معي بو خشب وأربع حبوب كتما والله ورب السماء لسري واهجم على الماء
فقال القمندان لمسرور مبروك الثاني كيف كان رد؟ فيرد عليه هذا طلع قبيلي وحامل بو خشب ويريد إن يقاتل حتى وصل عند الأخير وهو عبد القوي علي سعيد فيقول مسرور مبروك أرى إن لا احد يقدر يفهمني إلا هذا الرجل فيرد بهذه الأبيات :
عرفت إن النار و الزرع الذي ينمى والماء وما قلتما ينضب طوعا وحتمي والنار نار الغرام في الجسم ما تهمي البين لي أضرما رغما على الجسم رغمى والماء دمع العيون في الحب كم أعمى كم عين سالت دمى ما تعرف العدل يوما والزرع أصل المحبة في الحشا تنمى صحيح ما قلتما زرعا ونارا إذا ماء هذا الذي قلت وكم في الحب من ظلما حقا إذا ظالما ما يعرف العد يوما زرعا ونارا وماء جمعهم إثما الحب قد احكم بجمعهم كيف مهما