التقت (عدن الغد) عددا من المختصين وطرحت عليهم الاسئلة التالية: - في ظل الانهاك الشعبي والتهديد والوعيد الاقليمي والدولي والعزل الاعلامي والسياسي العربي ضد الجنوب هل تتوقعون تأقلم شعب وقادة الجنوب مع الاقلمة؟ ولماذا؟ - الى متى ستظل قيادات الجنوب مشردة وهل هناك مبرر لبقائها في الخارج؟ وايهما افضل عودتهم ام بقاؤهم في الخارج؟ ولماذا؟ وخرجت بالحصيلة التالية:
كانت البداية مع الدكتور محمد علي السقاف الذي اجاب، قائلا: لا اعتقد بتأقلم شعب الجنوب مع الاقلمة اما القيادات البعض منها اصحاب الفيدرالية هم من أيدوا مبكرا المشروع الفيدرالي في البدء علي اساس 5 أقاليم ثم بعد انتقادي شخصيا لهذا الخيار قلت اذا كان شرا ولابد منه علي الأقل اختاروا صيغة الإقليمين للتأكيد على اساس أن هناك في الأصل دولتين شمال وجنوب والعمل علي استفتاء شعب الجنوب علي المشروع وليس بعد خمس سنوات وقد وافقوا على فكرة الإقليمين ولم يأخذوا على الاستفتاء المبكر الان ستمضي السلطة في صنعاء العمل علي تنفيذ أجندتها وعلينا معرفة كيفية مواجهة ذلك ولدينا القدرة في مواجهة ذلك.
واجاب شاكرا على السؤال الثاني قائلا: القيادات تتعذر لدواع أمنية دون اعلان ذلك علنا عدم عودتها الى الجنوب وليس هناك مبرر حقيقي لوجودها في الخارج على الأقل كل القيادات ولكن وجودها في الخارج لكان مفيدا لو كان لها دور فعال في خدمة القضية دوليا للأسف هناك غياب لأي نشاط فعال دوليا وحتى من يستطيعون القيام بذلك من النخب الجنوبية المؤهلة في التحرك الدولي يحتاجون الإمكانيات المالية الضرورية للتحرك ما الحل إذن؟ ارى العمل من اجل تشكيل قيادة من الداخل خاصة من الشباب وبالتعاون مع بعض النشطاء في الخارج اذا ثبت وجود تمثيل لهم في ارض الواقع سيتعامل الإقليم والمجتمع الدولي معهم ولدينا النموذج السوري المفاوض مع السلطة في جنيف، وحينها ستعمل القيادات التاريخية في محاولة اللحاق بالقطار عند تحركه.. في الخلاصة وجود بعض العناصر الناشطة الجنوبية في الخارج امر ضروري في التواصل مع العالم ويبعدهم عن عمليات التصفية الجسدية ولكن هنا يتمثل دور الموارد المالية وأهمية قيام المغتربين بفتح صندوق لجمع التبرعات. المرحلة تتطلب الحركة وعدم التسويف والانتظار.
وفي اضافة خاصة للدكتور السقاف تتعلق بالقدرة على مواجهة كل ذلك (الاقلمة بصيغتها الحالية).. كيف ستواجهونها؟ وهل باستطاعتكم افشالها داخليا وخارجيا؟ وكيف في ظل الحشد الاقليمي والدولي وبعض التيارات الجنوبية موافقة وبعضها مستسلمة والبعض تحولت الى الوضع الصامت؟ ومن المقصود بقولك (لدينا) اي فصيل تقصد بالضبط ام ترمون بالكرة الى ملعب الشعب مثل كل مرة؟ واجاب مشكورا: لا اقصد فصيلا محددا وإنما الفكرة تنطلق من القناعة انه لا يمكن لاي طرف إقليمي او دولي فرض مشاريعه على شعب رافض للمشروع، المهم توعية المواطنين بخطورة مشروع الاقلمة على الهوية الجنوبية ومستقبل وتقع هذه المهمة على النخب الجنوبية باختلاف وتنوع اختصاصاتها والأمر الاخر ذكرته الأسبوع الماضي في لقائي مع (الحرة) بمقاطعة الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية البرلمانية وشكرا.
من جهته اجاب الاخ مقبل محمد القميشي على اسئلتنا اجمالا بالقول: إذا لم يسارع الجنوبيون ويتحدوا بصدق في الكلمة والمواقف ويبعدوا التهميش والتخوين للناس ونظرا لما عانته بعض المحافظات في ظل الحكم الشمولي من سابق من جهة, والخوف من المستقبل المجهول في ظل عدم وجود مشروع أو خريطة طريق لمسقبل الجنوب في حالة استقلاله وفي ظل الوضع والتهيئة المفتوحة على كل الاحتمالات الأقليمية المبنية على المصالح المتوفرة في ما يسمى بالإقليم الشرقي, فإن الظروف قد تتغير لدى شريحة كبيرة من الناس أو كلهم بأن يوافقوا على الأقلمة, أو ربما يعلنون دولة مستقلة رغم استبعادنا لذلك إلا عن طريق المؤامرات المعتادة التي هي أصلا دولية في أغلب الأحيان ( البعض من القيادات الجنوبية من حقها البقاء في الخارج وأنت تعرف وضع اليمن الآن وسيلحق بهم من تبقى من القيادات في المستقبل خاصة أن عزمت السلطة على تنفيذ مخرجات الحوار بالقوة والمشكلة ليس في بقائهم في الخارج بل تكمن في اختلافهم وعكس ذلك الاختلاف على الشارع الجنوبي في الداخل.. من هنا نعم تعبت الناس والله ليس من النضال ولكن من التباينات الفارقة والتي لا تخدم القضية بل أخرتها حتى المجتمع الدولي لا يوجد لديه مكون أو قيادة موحدة يعترف بها ويساندها في ظل وجود أكثر من 72 مكونا في الجنوب حتى الآن وفضل الصمت رغم انه يدرك أن الجنوب على حق وأن لديه قضية شرعية وأنه يعلم أنه سينتصر يوما. ولكن سبب تأخير انتصاره هو الجنوب نفسه.
وأجاب الاخ محمد عبدالله الموس قائلا: أورد لكم في ما يلي مجمل الرد على الأسئلة التي وجهتموها لي وهو التالي: تستحق مؤسسة (عدن الغد) الشكر على الجهد المتميز الذي تبذله قيادتها ومحرروها وفنيوها، وهو تميز تفتقر إليه الوسائل الإعلامية القليلة التي تنشط في تغطية ما يعتمل في الجنوب، ويتمثل هذا التميز في النظر إلى القضية كقضية، لا كأطراف يحملونها. يا عزيزي، ومنك إلى القارئ الكريم، لم يكن الشأن الجنوبي يوما شأنا شعبيا عاما كما هو عليه اليوم، ويمكن القول انه كان شأنا نخبويا في زمن مضى أما منذ 2007م فلم يعد كذلك، لقد تحول إلى شأن شعبي عام عبر عن نفسه بصور مختلفة كانت تجلياتها في المليونيات التي شهدها الجنوب طوال السنوات الماضية رغم صنوف البطش، وطوال تلك السنوات لم يحظ الا بالنزر اليسير من التغطية الإعلامية إذ كانت صحيفة "الأيام" المغدورة هي المشعل الذي حمل الجنوب وما يعانيه ويعتمل فيه إلى الإقليم والعالم. ولا يستطيع احد الادعاء بأن الشارع الجنوبي يتحرك بأمره، وقد حدد، هذا الشارع خياراته منذ وقت مبكر، فلم تكن هناك مبادرة ولا ثورة في شارع الستين الشمالي، حين رفع الجنوبيون شعار الاستقلال، فعلام التهديد والوعيد؟، هل سنرى سابقة عقاب شعب بأكمله، وحتى لو طالت العقوبات رموزا بعينها فإن الشارع له شأنا آخر، ونحن نخشى، في ظل الإنهاك الذي يتعرض له الشارع، بأي أيد كانت، أن يدفعه إلى التعبير عن تطلعاته بصور أخرى، نأمل أن تظل سلمية، فلا يرضى احد بالخراب والإضرار بالمصالح، أيا كانت، ولا بالعنف من أي مصدر كان. كما لا نعتقد أن الحلول المفروضة ستعيدنا إلى زمن القبضة الحديدية التي تتجاهل مصالح الناس وتطلعاتهم, ولا نرى في الأقلمة إلا إرضاء لأطراف ومراكز نفوذ لا يعنيها من الجنوب إلا الأرض والثروة.
واقع الحال أن الشعب في الجنوب فقد الأمل في الترقيع في ظل الوحدة وما يجري من حلول ليس إلا في إطار نهج (لقد ابتلعنا الجنوب ولم يبق لنا إلا هضمه) كما قال احد ساسة صنعاء والحديث عن أي خيارات أخرى، غير بناء دولة الجنوب، ليس إلا استمرارا لعملية (الهضم) إياها. حزب الرابطة كان آخر من حاور النظام محاولا الإبقاء على الوحدة في صورة ما، وكان يقول عضو اللجنة المحاور من طرف السلطة (سأحاوركم إلى ما لا نهاية لكني لن أوافق على الفيدرالية) فماذا ننتظر من تفكير كهذا؟. وحزب الرابطة حين أعلن عودته إلى جنوبيته (الجنوب العربي) لم يكن قراره اعتباطياً, أو عاطفياً ولكنه قرار سياسي بامتياز فرضته ضرورات الخروج من المنطقة الرمادية التي تساعد على (هضم الجنوب) والتي لازال البعض (قابعا فيها) يراهن على المجهول. فيما يخص القيادات الموجودة في الخارج, فلكل منها حساباته الخاصة التي لانملك حق التدخل فيها, وبما يخص الشأن العام فإن مكانه الطبيعي مع أهلهم في الجنوب أما حاجة أهل الجنوب إليهم فلا اعتقد أنها حيوية لان الجنوب تحرك بمعزل عنهم, عدا بعض المساندة من بعض الرموز التي لا نريد ذكرها حتى لا نتهم بالتحيز.