يقول المثل الصيني: إذا كنت لا تعرف إلى أين انت ذاهب فكل الطرق تؤدي إلى هناك. نحن ذاهبون إلى هناك دون أي تصورات حقيقيه عن هذا المجهول الذي ينتظرنا هناك . كل واحد فينا مشغول ومهموم وطفشان من الوضع الحالي ,وهمه الوحيد فقط مغادرة الحاضر والذهاب إلى هناك.
بعضنا يحن للماضي ويريد انتاجه وبعضنا يحلم بالاتي دون أن يتعب نفسه في استخدام عقله في تجهيز الحاضر باتباع سياسة فن الممكن لان المستقبل لا يأتي بدون حاضر .
نحن شعب يعيش خارج الزمان والمكان لا نحن موجودين في الحاضر ولا نحن قادرين على مفارقه الماضي ولا عندنا خطه للمستقبل وكل واحد يبحث عن نفسه على طريقة المثل الصيني.
الحوار انتهى والتغيير ذاهب إلى هناك! الثابت الوحيد هو الفساد وقله الذمة وتحريف الدين.
مستحيل أن يكون في هذه الأرض سياسيين وعلماء دين يخافون الله. الجميع يمارسون الكذب والدجل والقتل والفساد .
انتهى الحوار وقلنا الحمد لله على السلامة وكنا ننتظر تغيير جذري في سياسة الفساد وإخراج الفاسدين من مفاصل الحياه السياسية وإعادة الحق لأهله وتشكيل حكومة وحده وطنيه تمثل الجميع وأسناد الحقائب الوزارية لوجوه شابه نظيفة حتى تقبل الدول المانحة مساعدتنا في هذا لمرحله التاريخية الحساسة .
لكن الفساد وأربابه مسيطرون على أرزاق ورقاب الناس ولن يتخلوا عن مواقفهم والرئيس عبد ربه منصور هادي على ما يبدو لا حول له ولا قوه في تصحيح الأوضاع الحالية المزرية. كل شيء واقف . وثيقة الضمانات غير مزمنة والدستور يحتاج هو الأخر لعامين على الأقل أما الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فقد يطول الانتظار لها لفترة أطول وسوف يمدد للبرلمان وللفاسدين إلى يوم الدين وسلام على الثورة ,ووداعا للدولة المدنية المنشودة.
لا فائدة من الأهداف ورسم خطط للمستقبل على الورق والكلام وحده لا يبني ولا يحل مشاكل الناس ، إذا لم يكون هناك عمل جاد يعتمد على تحسين الوضع الأمني والاقتصادي وحل مشكلة البطالة .
لكن على ما يبدو أننا فعلا ذاهبون إلى هناك حيث الدولة المدنية نائمه في انتظار فرسان الثورة لإيقاظها من سباتها.
اذهبوا إلى هناك وتزودوا بقات يكفي لبناء دولة العدل والقانون والمواطنة المتساوية.