غرض البقاء فطرة فطر الله البشر والكائنات عليها ، لكنها تمر باستمرارية وتطور مع متقلبات البيئة والاحداث ،الا ان لدينا هنا ما يخالف لقانون الديمومة والتطور فهنا شريحة لا يستهان بها، قليلة في العدد ذات تأثير كبير من حيث السلوك الذي تنتهجه للمحافظة على الديمومة مع العمل على كبح جماح التقدم، لعلمهم بان اي تطور مرحلي قد يبيد وجودهم باعتبارهم آنيين لا يناسبون الا الفترة الساكنة الحالية الذي فرضت الظروف حكمتها لتسلط عليهم الضوء ناهيك عن الاغراءات والاستقطابات من اطراف عدة التي تشترط عليهم امر قف ومحلك سر مع شرح مفاهيم الرحيل في حالة بروز اي تطور على المسيرة الثورية. كذلك ما يسمونها الاستحقاقات او مستلزمات العمل الثوري المطالبين بوجوبها من المقتدرين تعتبر مصدر العيش الوحيد الذي بإمكانهم الحصول عليه بعد ان قطعت بهم السبل في ضيق درب العيش المفروض علينا كجنوبيين.
هناك عوامل عدة تق حائلة امام تطورهم منها قصر الفكر والاعتماد على توجيهات الغير وتكرار ما تلتقطه الاسماع دون العلم بماهيته وعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية ،فتجدهم كاتمون في انفسهم بؤر الضعف معتقدين بان الفرصة هي الظهور لا يبالون بالعثرات الذي ينظر لها فيهم الكثيرين من اولو الفكر والنظرات الصائبة .
وهنا طامة كبرى عندما يكون من يتحلى بهذه الصفات قد ظهر للعامة بصفة عضو فعال في المجتمع - كقيادي - سياسي - ناشط - اكاديمي - اعلامي - صحفي - الا انه لا يعي ما الذي يجب فعله او يعي ولكنه غير قادراً عليه ويحز في نفسه ان يتركه لغيرة باعتبار ان السمعة هي الاهم غير مبالي بمعنى الجدارة والاقتدار او الاستحقاق .
الركود الذي تمر به ثورتنا يكمن وبدرجة اساسية وارتكازية في بقاء هؤلاء الاقلة قليلو البصر والبصيرة كذلك تعامل الجماهير معهم بتقاعس – لا نصح ولا ارشاد او نقد وخاصه عند بروز الاخفاقات الجلية والبينة التي تبدي عليهم في مواقف جمة وعجزهم امام التصرف حيالها .
رسالتي هنا للتنويريين وحملة الفكر المعاصر وحملة المشاعل الثقافية ليس ضرورة الاستئصال لمن سبق وقد شرحتهم وانما الالتفاف وصناعة شخصيات الافراد المتذبذبة والمهزوزة وترويتها بعمل الصواب ولا مانع من جز العناصر التي لا تعي معنى اهمية التقدم وحريصة على المكوث في نقطة بعينه غير راغبة في الانتقال الى مراكز متقدمة .