سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلام ثوري من رحم ساحات الحرية! مطبوعات ومواقع إعلامية خرجت من ميادين الثورة في عموم اليمن لتثبت أن الإبداع والإنجاز والنجاح هو السمة الأساسية للثورة اليمنية..
ساحات الحرية والتغيير لم تكن مجرد أماكن للاعتصام ضد النظام فقط، فعلى امتداد اليمن كانت الساحات ميادين للإبداع، وفضاءات للعمل والإنجاز ساحات آمن مفترشوها بيمن حاضن للمبدعين والعاملين الناجحين والمنجزين، فضمت السياسي والناشط والفنان والحقوقي والإعلامي والمحامي وأصحاب المهن الأخرى، فكانت وطناً مصغراً يحقق كل إنسان فيه نجاحاته الخاصة. فتحت آفاق المتحمسين هكذا كانت الساحات الهادرة التي هوت عروش المستبدين ومهدت لقدرات شبابية غاية في الإعجاز، وفتحت الآفاق على رحابتها أمام المتحمسين ليمن آخر، يمن يحتضن ويقدر كل فرد بغض النظر عن أصله ونسبه ووجهته ومنطقته فتفجرت الفنون أنهاراً. وتربع على عرش أنهار الفنون تلك الإعلام الشبابي الثوري المتميز الذي حرص على مواكبة أحداث الثورة وقدم لها خدمات جليلة وساهم في نشر الوعي الثوري الحديث بين أوساط الشباب غير المتعلم، وحشد الطاقات للمشاركة في صناعة اليمن الحلم. إصدارات إبداعية العديد من الإصدارات الإعلامية الإبداعية والمواقع الإلكترونية خرجت من تلك الساحات ساهمت في رصد أخبار الثورة وأحداث الساحات، وتحليل وشرح التوجهات الثورية ومطالب الثائرين مما خلق وعياً شعبياً حول الثورة، زاد من وهجها. كثرة تلك الإصدارات والمواقع فسرها الإقبال الحماسي للشباب على خيم ومراكز التدريب والتأهيل الإعلامية التي احتضنتها أكثر من ساحة فيما عرف بمراكز المبدعين، بالإضافة إلى مساهمة المراكز الإعلامية الثورية في الساحة في إبداء المشورة والخبرة لإصدار المطبوعات الثورية. فيما يلي محاولة لتقديم الجميل والشكر والثناء للثوار الإعلاميين الذين صنعوا ثورة إعلامية بإصداراتهم النوعية في الساحات والميادين الثورية وساهموا في توعية جيل جديد حمل على عاتقيه مهمة بناء اليمن الحلم، كما أنها محاولة مقتضبة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة وعملية إصدار الصحف. لحظة تاريخية يحدثنا الزميل عبدالرزاق العزعزي عن خلفية صحيفة”شباب الثورة” الصادرة من ساحة التغيير بصنعاء وفكرتها الأولى التي جاءت انطلاقاً من إحساس الشباب بأهمية اللحظة التاريخية التي تمر بها اليمن، وأضاف العزعزي قائلاً: ولأننا نسعى لتسجيل موقف شبابي في المجال الإعلامي كانت فكرة إخراج صحيفة شبابية ثورية تهتم بالشأن الداخلي لساحات النضال في الجمهورية اليمنية. استقلال..ورفض الوصاية عن البداية فهي كانت من الزميل ماجد الشعيبي صاحب الفكرة والباحث عن الدعم..وعندما تلقينا وعودا بالدعم حاولنا العمل بحيادية، لكن للأسف هذا كان معوقا كبيرا بالنسبة لنا فكل ممول يقدم تمويلا مشروطاً وحزبي وهذا الذي حاولنا أن نبتعد عنه فكانت إصداراتنا متواضعة ونطبع حوالي ألفي نسخة فقط على الرغم من أننا نوزعها في تعزوالحديدةوعدنوصنعاء. وعن محرري الصحيفة قال: يتبنى إصدار الصحيفة مجموعة من الصحفيين الشباب في ست محافظات يمنية” صنعاء ،عدن، تعز، الحديدة، إب، والضالع” ويتم توزيعها في ساحات النضال الشعبي للمدى التي تستطيع أن تصل إليه، مشيراً إلى أن الهدف العام من الصحيفة هو تقديم الحقيقة للمستهدفين من الأحرار والثوار في مختلف أصقاع اليمن. فيما تتركز الأهداف التفصيلية في استقطاب القوات الأمنية برسائل وإيحاءات عاطفية لضمهم للثورة السلمية، وفضح محاولات النظام الهادفة لكسر العزيمة لدى الأحرار، واستقطاب ما يمكن استقطابه من الشباب لضمهم للثورة السلمية. شبكة صوت الحرية دشن مجموعة من الإعلاميين الشباب أنشطتهم الإلكترونية والميدانية من خلال موقع شبكة صوت الحرية والتي يهدفون من خلالها إيصال صوت الحرية والأحرار من وإلى كل مكان.. ويتبنون كل قضية عادلة بانحياز كامل دون خوف أو توجيه من أحد. وقام الشباب بإطلاق موقعهم الإلكتروني عبر الإنترنت(www.freedom-ye.com) بالإضافة إلى توزيع عدد 2000قطعة من (الفانلات والقبعات الشبابية) التي تهدف للتعريف بالثورة الشبابية السلمية وتكرس مفهوم النضال السلمي لدى الشباب من حيث التعريف بشخصية رمز النضال السلمي (المهاتما غاندي) وإحدى عباراته الشهيرة التي تؤكد أن السلام هو الطريق نحو رقي المجتمعات “ليس هنالك طريق للسلام, بل إن السلام هو الطريق”. الحرية ليست ترفاً وقال الشباب في بيان تدشين الموقع إن الحرية لم تكن في وقت من الأوقات نزقاً فكرياً، أو رفاهية أو من مكملات الحياة، بل عصب حياة الشعوب وأساس تطورها وتقدمها، وهي العيش بكرامة وشجاعة دون خوف من طاغ أو مستبد أو مدع لحق الوصاية الإلهية على أفكار الشعوب وعقولها. وأضافوا: لما كان لشباب الأمة الفضل في تحررها من حقبة ساد فيها الطغيان والاستبداد، وقمعت بها حريتهم حتى لم يعد يسمع لها صوت غير صوت الطاغية، ولدت فكرة إنشاء شبكة صوت الحرية لتكن منبراً حراً وساحة بلاسقف للحرية التي ننشدها منذ عقود في بلداننا العربية”. العيش في ظلها المجموعة التي تتكون من صالح الحماطي الناشر للموقع، فياض النعمان رئيس تحرير الموقع ورئيس المجموعة وعضوية بشرى العامري، ريدان أبوعلي، عمار القدسي وعبدالرزاق العزعزي أقسموا ألا يعيشوا بعد اليوم إلا في ظل الحرية، وألا يسلموا عقولهم وفكرهم لغيرهم حتى يفكر نيابة عنهم..وأضافوا أنهم حملوا على عاتقهم مسئولية أداء واجبهم لإيصال صوت الحرية والأحرار من وإلى كل مكان. وبالتأكيد فإن الحرية الإعلامية وعرض الحقائق كما هي، وهو ما أكده الشباب من خلال تركيزهم على الجوانب الإعلامية لترسيخ الحرية الفكرية وحرية الرأي والتعبير التي حنطتها قوانين النظام وأفرغتها من مضمونها وجعلتها مجرد نصوص تستغل متى ما شاء النظام. مبادرات ذاتية غير ذلك من الصحف والإصدارات المختلفة للثوار في ساحات الجمهورية، كان هناك الكثير من الفرص التي أتيحت للشباب الثائر، حيث أقدم كثيرون وبمبادرة ذاتية على التقاط صور الجرحى والشهداء والتقاط مقاطع الفيديو وإرسالها إلى المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، أو إلى الصحف المستقلة والحزبية، وإلى مواقع وكالات الأنباء العالمية العملاقة ك "رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية"وغيرها، وهذه المبادرات بحسب مراقبين دفعت الكثير من هؤلاء الشباب إلى أن يكون مشروعا صحفيا، وقد قامت العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية بالتعاقد معهم للعمل لحسابها. كما لا ننسى شبكات التواصل الاجتماعي ك "التويتر والفيسبوك التي كان لها دور بارز وريادي في نقل أحداث المظاهرات والاعتداءات بشكل يومي وعلى مدى 24ساعة، مما أعطى زخماً كبيراً للصفحات الشبابية المتفاعلة مع تلك الأحداث ودفعها لتصدر قائمة أكثر الصفحات جذباً للأصدقاء والمشاركات والتعليقات. تأهيل إعلامي الإصدارات الإعلامية التي انتشرت في ساحات الحرية والتغيير في عموم اليمن سبقها ترف تدريبي استهدف تأهيل الراغبين في مجال الإعلام، خاصة فيما يخص صياغة الأخبار وأساليب إصدار المطبوعات، وشهدت خيم الساحات الخاصة في هذا الجانب، بالإضافة إلى مراكز الإعلام إقبالاً كبيراً كغيرها من الجوانب الفكرية والتوعوية التي ركز عليها شباب الثورة. وأهم ما ميز التوجه التدريبي هو مجانية التدريب ونوعية المدربين الذين لم يبخلوا بخبرتهم ومعلوماتهم على المتدربين، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على الإصدارات. إعلام الفيس بوك لن نكون منصفين إن تجنبنا ذكر الصفحات الثورية المتخصصة في موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة(الفيس بوك) والتي كانت من أهم أسباب توصيل الصوت الثوري في ساحات اليمن ورصدها المباشر والأولي لكل ما يحدث في الساحات من اعتداءات وخروقات من قبل قوات النظام، أو حتى من نشاطات وندوات وفعاليات. بالإضافة إلى الصفحات الشخصية على(الفيس بوك) سواءً كانت لصحفيين أو أكاديميين أو شباب، أثروا صفحاتهم بنقاشات مختلفة ومتنوعة عن الثورة، وكل ذلك في إطار الثورة الإعلامية التي صاحبت ورافقت الثورة الشبابية والشعبية، والحديث عن الصفحات(الفيسبوكية) يحتاج لموضوع خاص للحديث عنه كون ما يطلق عليه ب(إعلام الفيس بوك) كان مفجراً وبادئاً لكل ثورات الربيع العربي تقريباً. أقلام شبابية كما لا يمكننا إغفال الحديث عن قدرات وأقلام إعلامية شبابية برزت من داخل الساحات واستطاعت أن تفرض ذاتها على غيرها من الصحفيين المتخصصين الدارسين، وشقت طريقها لتكون مصدراً إعلامياً وإخبارياً للكثير من الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية، وما ذلك إلا بفضل الزخم الثوري الذي انعكس على الشباب وأيقظ فيهم إبداعاً ما كان ليستيقظ لولا أحلام الثورة التي رسمت غداً يمنياً أكثر إشراقاً.