الحقيقة وفي أغلب الأحيان قد لا يدري الانسان كيف يبدأ وكيف ينتهي من أي عمل أو موضوع هام أراد القيام به ومن خلاله وضع النقاط على الحروف وخاصة عندما تكون المراحل في أقصى وأشد ذروتها من كل النواحي كما تجري العادة في اليمن , أزمة بعد أزمة وحرب بعد حرب وصراع بعد صراع , والارهاب كما صنع باقي وسيبقى طالما المصانع والصناعيين باقين .اجتماعات مستمرة وحوارات لم تنتهي بعد , رغم نهاية الحوار اعلاميا , وهذه الحوارات ترعاها دول كبرى إضافة إلى اهتمام باليمن غير مسبوق من قبل دول عالمية ذات شأن كبير ولا يوجد لهذا الاهتمام مثيل , وهذا الاهتمام غير معروف لكثير من الناس. البعض يوعزه إلى الموقع الاستراتيجي لليمن , والبعض الآخر وربما هو الأرجح إن اليمن يرقد على جزء كبير من الثروات المتعددة لم تكتشف بعد لكنها معروفه لبعض الدول المتصارعة وفي الوقت المناسب الذي تريده تلك الدول سيتم الكشف عن تلك الثروات أو ستموت في مهدها إن أرادوا حسب السياسات والمصالح لتلك الدول كما عهدناها لعقود مضت .
ولكن الأهم في ذلك الصراع أو الوضع في اليمن هو موقف الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي والسعودية , وكيف نحكم على تلك الدول وحقيقة اخلاصها تجاه اليمن من جانبها والتباينات في ما بينها حول تدهور اليمن سياسيا , واقتصاديا , وأمنيا , على حساب تطور تلك الدول وعلى إن يبقى اليمن في صراعات وعيشة بؤس وحرمان إلى مالا نهاية.
بصراحة لا توجد أمور واضحة وصريحة وملموسة لمساعدة اليمن من قبل تلك الدول حول إنقاذ اليمن من المحنه التي يتعرض لها كانت سياسية أو اقتصادية وربما سبب مشاكل اليمن من تلك الدول نفسها رغم الحملة الدعائية من جانب الحكومة اليمنية بأن هذه الدول هي المنقذ الوحيد لليمن من كل المآسي بينما الشعب في اليمن لم يراء شي ملموس سوى الدعاية الاعلامية .
هناك مبادرة حصلت من تلك الدول على اساس انقاذ اليمن وما هذه المبادرة في الحقيقة إلا إن زادت الطين بله في تأجيج وتتويج مزيد من الصراع , وعن طريقها حكمت دول مجلس التعاون الخليجي على اليمن وشعبه بالموت البطيء والدليل على ذلك إن المبادرة استثنت الجنوب وقضيته على إن يستمر الصراع بين الشمال والجنوب على مراحل .هذا سيحصل إن اتفقوا أقطاب الصراع في صنعاء لكنها ارادة الله فوق الجميع , لن يتفقوا المتقاسمين في صنعاء مهما صدرت من مخرجات أو قرارات سيظل ذلك الصراع مثل ما خطط له في تلك المبادرة ومهما كان تلميع وجه تلك المبادرة .
لا حلول عن طريق الحوار ولا أحد يستطيع تنفيذ مخرجاته وقد تكلمنا كثيرا حول ذلك وهذه الدول تعرف اليمن وحكامه وتعرف الاساليب الملتوية من هؤلاء الحكام لكنها استقلت الوضع والصراع القائم بين اليمنين , وأخرجت نفسها من مسؤولية تدهور اليمن وهي في الحقيقة تتحمل هذه الدول الجزء الأكبر في تدهور اليمن على مر المراحل والعصور والسبب يعود إلى حكام اليمن الاغبياء .
اليمنيين لم يفهموا اللعبة حتى وإن فهمها البعض منهم هناك مغريات من تلك الدول متعودين عليها يرضوا بها من زعل من اليمنيين ولكن على حساب تدهور البلاد والعباد وعدم نهضتها وخاصة اقتصاديا . الكل محتار في اليمن حتى الاممالمتحدة محتارة هي الأخرى ولا أمل في اصلاح اليمن على ما يبدو على الاقل في الوقت القريب كما تشير التقارير والمؤشرات على الواقع .
لكن ومن خلال هذا الطرح حتى وإن لم تكن فائدة لأي مقترحات في هذه البلاد فلابد من المشاركة والنصائح والتي لابد من العودة لها في المستقبل , كنا دولتين وكان الامن والاستقرار يسود الدولتين جميعا وكان الاقتصاد متماسك رغم فقر الدولتين لكن حالت استقرار لابأس بها .فأي الافضل نظل على هذه الحالة تحت عباءة وحدة مزيفة ومزقتنا أكثر مما وحدتنا أم أننا نستفيد من الماضي ونعود للتجربة التي كنا آمنين بها ونرقد على الرصيف ونحن آمنون على ارواحنا واموالنا.
صحيح الآن وعن طريق مشروع الاقاليم تعتبر الوحدة قد انتهت بالنسبة للشمال لكن في الجنوب انتهت الوحدة في 94 وفي كل الحالتين الوحدة انتهت , والأقاليم غير مثمرة أيضا , ولكن دائما نكذب على انفسنا ونغالط الآخرين , وفي النهاية ما يصح إلا الصحيح .