إلى متى سيستمر ذلك التعصب الأعمى الذي يصيب غالبية مشجعي كرة القدم في العالم، ذلك التعصب الذي يضر بمتعة الكرة ويشوه جماليتها، والذي يجعلنا نخسر حتى أعز الناس لدينا أو من ندخل في خلاف مع الأصدقاء والزملاء. وما نلاحظه في التعصب، هو انحراف جماهير وعشاق الكرة عن هدف اللعبة الشعبية الأولى، وغايتها في انها وسيلة للإستمتاع وإخراج الطاقات والمنافسة الشريفة لحصد الانجازات إلى وسيلة للشتم والمشاحنة والخروج عن الروح الرياضية واللعب النظيف أو ما يسميه " الفيفا " الفاير بلاي. وللأسف لقد نسينا ان ديننا الحنيف علمنا الروح الرياضية وضرب لنا رسولنا الأعظم محمد صل الله عليه وسلم أروع الأمثلة في تقبل الهزيمة تماما كما نتقبل ونفرح للفوز، والاعتراف بتفوق المنافس، وعدم غمطه حقه، وكل ذلك من الروح الرياضية المنشودة، وليس كما حاصل حاليا مما نشهده من انتشار ظاهرة التعصب الأعمى التي أفقدتنا كثيرا من متعة وحلاوة الكرة التي جمعت الشعوب والأمم من فوق مستطيل أخضر رائع من أجل المنافسة بروح رياضية عالية بعد ان فرقتها السياسة. هناك من يفسد الروح الرياضة بتعصبه الأعمى لفريق أو لنادي ما وكم تابعنا في الآونة الأخيرة من حالات شغب الملاعب ومن هجوم فريق ما على فريق أخر بسبب هزيمة، وكمثال على سبيل الذكر لا الحصر ما حدث في ملاعبنا العربية، حينما تسبب التعصب في مقتل أكثر من 70 انسان، في حادثة ملعب بورسعيد في مصر الشقيقة.
والمفارقة الغريبة ان الجمهور الفائز هو من هجم على الجمهور الخاسر - انه التعصب – لتزهق الأرواح البريئة، والسبب في ذلك كما قلنا سابقا " التعصب الاعمى الذي اعماهم عن الروح الرياضية . يبقى السؤال إلى متى ستستمر الظاهرة الخبيثة التي اجتاحت ملاعبنا مؤخرا، وبشكل لافت، والى متى سنظل نرى بعد كل مباراة، وكل لقاء نتابعه من خلف الشاشات أو من على المدرجات، ذلك التعصب الذي لا يتقبل الخسارة بروح رياضة، وانما يجر الجميع الى دائرة العنف والخلافات والشتائم.
فلنكون حضاريين في عشقنا وميولنا وحبنا لنادي ما، على طريقة لكل ناديه والروح الرياضية للجميع، ولنتذكر ان الرياضة متعة وروح واخلاق، ولنرتقي بحياتنا وبميولنا وعواطفنا، ولا نجعل للتعصب طريقا إلى نفوسنا.