متى يتحد العرب .. هل نحن فعلا متحدون أم مختلفون ؟! لا نرمي بشكاوينا ومشاكلنا إلى الاتحاد الأوروبي الذي ولد حديثا أو بمعنى أخر تأسس حديثا وأصبح له عمله واحدة هي اليورو ، والاتحاد الأفريقي الذي هو الأخر أسس حديثا ويدخل في أطار الجامعة العربية ، ومجلس التعاون الخليجي هو الأخر الذي يسعى جاهدا لتأسيس وتفعيل مؤسساته بما فيها توحيد العملة .. فشل العرب في الوحدة السورية المصرية، ونجح العرب في الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م فشل العرب في إقامة اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا والسودان وليبيا. ما تلاه من أزمات تطورت إلى مفاجئات مواجهة بين الجيشين العربي المصري والليبي لظروف سياسية أبان فترة حكم أنور السادات وخلافة مع العقيد معمر القذافي المعروف بوحدته القومية العربية ، فشل العرب والاتحاد العربي بين العراق واليمن والأردن ومصر ، وأنهار هذا الاتحاد كاملا مع حرب الخليج الثانية وتحالف العرب في ما يسمى بدول الطوق بجيوش عربية إلى جانب الجيوش الأجنبية بضرب العراق وإخراجه من الكويت ، كانت هذه الأزمة أزمة المليار دولار التي تم التفاوض عليها في الرياض بين الكويت وبغداد وما سمي بأزمة النفط ، أزمة المليار .. الذي لم تدفع للعراق من قبل الكويت ، دفعت بمئات الملايين من المليارات في حرب خاسرة وحصار جائر كان للدور العربي أثناء الأزمة والذي تميز على شكل مبادرات دبلوماسية وزيارات لبغداد قبل الحرب أن يخرج جيش صدام من الكويت .. وكانت هناك مبادرة من القذافي أن يعطي حقل الرميله الكويتي للعراق مقابل خروجه ، وأخرى من الروس و ... و .... و لكن لم يتحد العرب وأجمعوا على ضرب بغداد ثلاث مرات في حرب الخليج الأولى والثانية وإسقاط النظام في عام 2003م وماذا دفع العرب اليوم والإعدام الشهير للرئيس المخلوع والشهيد المرحوم صدام حسين في مغسله ومشنقه ، تم دفع ثمن حبل المشنقة دولة ، مجاوره وأشرف على عملية الإعدام مقتدى الصدر بنفسه !! من المفارقات السياسية والقوة في المواجهة والتحدي أذا برز إي خلاف عربي عربي أبان فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستعدي على التوى بقرص التلفون مباشرة من منشئة البكري أو من قصر القبة أو خارجية "محمود رياض" الدبلوماسي العربي المحنك .. عبدالناصر الذي تحمل هزيمة عسكرية في يونيو 1967م استبدل أنظمة بأنظمة مجاورة له في استراتيجيات وتكتيكات سياسية وبعد عسكري أكثر مما يكون سياسي لمرحلة قادمة مع العدو الإسرائيلي في الخلاف الفلسطيني والأردني. في السبعينات خرج الفلسطينيون من أغوار الأردن إلى بيروت وشكلت قوات الردع العربية وكانت قرارات صائبة من وحي التوحيد العربي .. مات عبدالناصر ظهرت الخلافات السياسية والتأمرات والانقلابات ، نقول ولنعترف أنها كانت مرحلة لا تعوض حتى وأن كانت لها مفارقاتها السياسية والاجتماعية وسلوكياتها وأخلاقياتها وتعاملها مع الأخريين .. لان البيت العربي كان ينخر من الداخل نفسه ضد أي كلمة تلفظ بالوحدة العربية.. ولف علم الوحدة العربية في نعش جمال عبدالناصر ودفنت معه قرارات وأراء وأفكار كان يحملها هذا الزعيم لتطوير الوطن العربي ومواجهة آية أزمات كما هو حاصل اليوم ، في دار فور السودان والمطالبة برئيسية البشير بأسلوب يتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والقوانين والأعراف السيادية الرئاسية للدول ، علما بأن اجتهاد خارجي أو إقليمي وحتى إفريقي لفصل شطر دارفور عن الأم السودان ، عمل خاطئ وسيدخل السودان الشقيق والدول المجاورة في دوامة أكثر مما هو حاصل اليوم. توحدت اليمن في 22 مايو 1990م وكان حدث تاريخي كبير للأمة العربية ان تتم وحدة عربية في الوطن العربي بعلم واحد وكلمة واحده ورئيس واحد وصوت واحد كانت الوحدة اليمنية الصوت العربي والمفاجئة اليمنية في الخارطة العربية والعالم وأطول عمرا كما هو حاصل اليوم. وإذا كانت الوحدة اليمنية قد تحققت في ظروف سياسية وإقليمية وعالمية الأولى في حرب الخليج والثانية بانهيار المنظومة الاشتراكية ، فكان التأمر على الوحدة الوليدة قد دفع له الثمن مبكراً بعد حرب خليج الثانية وإخراج قوات صدام من الكويت ، دفع هذا الثمن في صندوق التأمر على الوحدة اليمنية وصندوق تمويل الانفصال ، وفتح له فروع للتمويل وجراء استقطاب إطراف سياسية في الحزب الاشتراكي بقيادة الانفصالي علي البيض الذي كان وقتها نائبا للرئيس .. والانفصالي حيدر العطاس الذي كان وقتها رئيسا للوزراء ووزير النفط صالح بن حسينون ومحافظ عدن السابق صالح السيلي في تبني افتعال الأزمات وإثارة القلاقل ومعهم صف من السياسيين بعض الوزراء والمؤسسة العسكرية الذي أدخلت في حراك التداعيات غير المبررة .. كل هذا لفصل اليمن عن اليمن وتأديب طرف على حساب طرف وكلها أزمة حرب الخليج الثانية فكانت النظرة والوعود لتلك العناصر الانفصالية مطمئنة بالنصر، لكنها هزمت وولت هاربة وما تفعله اليوم سياسيا وإعلاميا أمر فيه سخرية ويتنافى مع الدستور والقوانين اليمنية بل العربية والدولية. اليوم ظهرت أزمة صعده في مشهد تأمري أخر ، حتى وأن كان أشبه بالأدوار السياسية الداعمة من صندوق الانفصال .. لماذا صعده اليوم وأربعة حروب وخمسة وسادسة تزامنت مع ما سمي بالحراك الجنوبي وظهور الانفصالي البيض وسكوت العطاس بعد أن أعلن البيض وخروج يحيي الحوثي هو الأخر عن صمته والاستمرار في العصيان العسكري وتحدي الدولة وإزهاق الأرواح وإقلاق السكينة العامة وقطع الطرق والكشف عن عناصر شيعية المذهب مليشيات إيرانية وراء هذه الأزمة تقنية عصابات واشية بتقنية حزب الله في جنوبلبنان .. شروط الحوثيون المشاركة السياسية في الحكم والوزارات وجعل صعده إقليم ذاتي على غرار كردستان العراق أو كركوك ويوجه بسياسة إيرانية كما هو حاصل في العراق الشقيق.. بمعنى أخر مثلث إيراني يمتد من جنوبلبنان حتى بحر العرب بالجزر الثالث المحتلة وصولا لمنطقة الخليج وحرب صعده. السكوت العربي أمام هذه الأزمات وغياب المواقف العربية حتى وأن كانت الدول العربية تمتلك من الجيوش العربية ما يمكنها في حل أزمات كهذه في إخماد وقهر إي عصيان مسلح كان نوعه لكن ظهور الخلافات السياسية والغطرسة المرافقة لها والمتمثلة بالحملات الإعلامية وتحييد المواقف والدخول في ما يسمى بحوارات تحاور عصيان داخل وطنك وتدخل سيادي وسياسي في الشأن الوطني اليمني أمر يتنافى مع مبادئ الثورة ودستور الدولة بل ومواثيق الأممالمتحدة والجامعة العربية .. نقبل بالنصائح والتشاور والتخفيف من حدة التوترات لكن أن تذهب إلى التلويح في إشعال النار واستمرار العصيان أمر غير مقبول. رغم سكوت أقلام سنوات العجاف فحذار كل الحذار التي ستستغل الفرص والمغازلة فحذرا منهم كثيرا أنهم معنا متواجدون وخطورتهم اليوم تكمن في الإكثار من ابتساماتهم الطيبة مع الآخرين وحصلوا على ما حلموا به ومنهم من عاد إلى كرسيه الإعلامي الذي خلع من وفر هاربا بعد حرب صيف 1994م ليتآمر مرة أخرى وعلى طريقته الخاصة والوقائع والأيام والأحداث كما للسياسة كذلك ستكشف من هم هؤلاء وعلى أي صنف يصنفون هذه المرة وهل نحن على حق أم العكس.. علما بأن هذه الإقلام العجافية التي تتناول اليوم على طريقتها الخاصة فرخت أقلام بليده لها متواجد بننا ، ومنذ بداية بما يسمى بالاعتصامات للمتقاعدين العسكرين وإقامة المهرجانات الانفصالية وصولا لتحدي الدولة وحمل السلاح والتقاط الصور بالهواتف النقالة وإرسالها لوسائل الإعلام الخارجي والتراسل مع المواقع الالكترونية الانفصالية منها موقع عدن برس والتعامل بالشفرة اللفظية الخطيرة ومراقبة حملت الأقلام الوحدوية وهذا هو الحاصل وتقديم صور خاطئة عنهم لآخرين ، ومهاما كثروا فأنهم حاقدون وبلذا قاصرون في علوم السياسة وتاريخ الثورة اليمنية ، وكما يقومون بعملية الترويج للخطاب الإعلامي الانفصالي وما سمي بوثيقة الحوار الوطني ، وتتلذذ به من موقعها الرسمي .. وهذه المصيبة والعمى بل والدهاء بعينه.. فحذار اللعب بالنار حذار .