والله لو أقدمت إسرائيل بضربة جوية على جنوبلبنان لتصفية حزب الله أو قطاع غزة أو حتى رام الله أو إيران ستتغير المواقف الدولية تجاه النظام المصري وأنظمة عربية أخرى وسيصب العداء ضد أمريكا وإسرائيل .. وستنحاز الإدارة الأمريكية والبريطانية إلى جانب إسرائيل كما فعلت سابقا في حرب تموز عام 2006م وحرب غزه عام 2008م وحروب أخرى وسترتفع دعوات لعقد القمم العربية الطارئة وستخرج المسيرات المنددة بالحرب على الشوارع العربية والإسلامية ، كما فعلت سابقا. لو أقدمت إسرائيل بضرب غزهوجنوبلبنان في آن واحد ، صدقوني ستتغير المواقف وستتحول كل الفضائيات بما فيها قناة "الجزيرة" بنقل ما يجري على الأرض .. إسرائيل تحرق وتقتل وتدمر ، حتى ولو تطاولت على إيران ستنطق مواقف عربية أثرت الصمت إزاء ما يجري في مصر كسورية مثلا وقطر والإمارات ودول الخليج. إسرائيل التي تربطها معاهدة سلام مع مصر سمحت بلامس بانتشار 800 جندي مصري في صحراء سيناء منزوعة السلاح متجاوزة ما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد 1979م التي وقعها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات و"مناحيم بيجن" رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت و"جيمي كارتر" رئيس الولاياتالمتحدة السابق بأن تكون سيناء منزوعة السلاح تماما .. نعم هذه خطوة في غاية من الاستغراب والتمعن فيها .. هل هي تلويح لحرب قادمة ضد إيران بضربه جوية أم على غزة أم جنوبلبنان .. انتشار 800 جندي مصري مع عتادهم العسكري يعني ما يكفي توضيح بان المنطقة مقدمة على تطورات خطيرة في ضوء ما يستجد حاليا في مصر التي تربطه اتفاقية سلام وتطبيع دبلوماسي على درجه كبيرة ومصالح مشتركة متبادلة .. إسرائيل تخطط لحرب خاطفة مستغله غليان الشارع العربي (....) المطالبة بالتغيير وخلع أبواب السياسة السائدة في الوطن العربي بتطبيل إعلامي انتحاري لشعوبها .. التغيير الديمقراطي السلمي المطلوب .. نعم .. عبر صناديق الاقتراع وليس التغيير الديمقراطي الممزوج بالدماء والمدفوع بالتأمر والذي يغذى من قوى خارجية. والله لو أقدمت إسرائيل وهي تخطط لتلك الضربات لما رفعت أصوات بعقد القمم الطارئة العربية والبحث عن التهدئة .. ولا يقدر الملك عبدالله المريض والطاعن في السن ولا أمير قطر الذي يبحث عن إطلاله لنقل الجامعة العربية للدوحة و..و..و..و.. سيتخبطون وسيخرج محمود عباس عن صمته مناديا حسني مبارك وكذا الحال لأمراء وملوك ورؤساء عرب للتدخل. هذا هو حالنا .. البرادعي لم يقدر الذي هدم العراق بحجج أسلحة الدمار الشامل ويطالب بالتغيير بعد التقاعد الدولي من الوكالة النووية الدولية ، فكيف يأتي قائدا بعد هدمه لوطن بالكامل .. العراق .. وأمهر بأن لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل وأستلم صكوك عربية لقاء مواقف ، وعندما زار إسرائيل للتفتيش النووي مؤرست عليه الضغوط الدولية من أمريكا وبريطانيا وفرنسا بأن الأمن لإسرائيل. ولله لو أقدمت إسرائيل بضرب لبنانوغزةوإيران وتحولت المنطقة إلى براكين من النيران ستتغير المواقف الدولية تجاه ما يجري في مصر والمطالبة بعقد القمة العربية الطارئة والإيصالات السرية بالرئيس حسني مبارك للوساطة حتى وإن كان رئيسا لمصر أو رحل عن مصر ، لأنه لا يوجد طرف أمام العرب مع من يقنع إسرائيل إلا حسني مبارك !!