span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن تسبب الكشف عن الانتحاري "عثمان علي الصلوي" منفذ الهجوم الفاشل على موكب السفير البريطاني تيم تورلوت الذي لم يُصب بأذى في الحادث الذي وقع صباح الاثنين الماضي، تسبب في تشعب التحليلات السياسية والاجتماعية للحادث، حيث دخلت محافظة تعز ولأول مرة على خط الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي قيل إن الانتحاري الصلوي ينتمي إليه. إيلاف وكنوع من مواكبة الحدث حاولت ربط بعض الخيوط، ونشر ماتيسر لنا من معلومات حول الحادث ومنفذة، ونبدأ بحديث والده "علي نعمان الصلوي" الذي يعمل في المقاولات الإنشائية، والذي قال إن ابنه البالغ من العمر (22 عاما) وهو من مواليد 1988م بقرية الشرف العاقبة – مديرية الصلو بمحافظة تعز، اختفى منذ حوالي شهر ونصف، وسبق وان اعتقل لمدة عامين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة دون أن يُحدد تاريخ اعتقاله، مؤكدا أنه لم يشهد منه أي سلوك سيئ في السابق. بعض المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام منسوبة إلى مصادر مطلعة ومقربة من الأسرة، قالت إن الانتحاري عثمان الصلوي سبق له الدراسة في بريطانيا لمدة عامين بعد تفوقه في الثانوية العامة، حيث حصل على منحة دراسية رشحته لها السفارة البريطانية في صنعاء "الذي استهدف سفيرها الذي يشغل منصبه كسفير بريطاني في اليمن منذ يوليو/ تموز عام 2007 ومعتادا على التهديدات في المنطقة حيث كان يشغل موقع الرجل الثاني في السفارة البريطانية ببغداد". سافر "الصلوي" إلى المملكة المتحدة بمنحة رسمية من السفارة، وأمضى فيها أكثر من عامين، ثم عاد مطلع العام الجاري إلى اليمن، ومصادر مقربة من أسرته تقول انه تخصص في دراسة التحكم الآلي بأحد المعاهد التقنية وكان متفوقا في دراسته. وتقول المصادر إن الصلوي ينتمي إلى أسرة ثرية، وكان يُقيم معها في صنعاء منذ سنوات طويلة، و"لم تعرف لهم أية توجهات فكرية متشددة"، الأمر الذي جعل المصادر ترجح أنه "استقطب من قبل جماعات إرهابية في بريطانيا خلال فترة العامين التي أمضاها هناك، متوقعة أيضا أن يكون الأمر مرتبطا بخلاف مع السفارة البريطانية يتعلق بموضوع دراسته أو إقامته في بريطانيا". المصادر قالت انه عندما خرج من السجن منذ عام، عاد إلى قريته في محافظة تعز وكان يداوم على زيارة الشرطة كل ثلاثة أشهر، وقد درس كي يصبح مهندساً وكان يُخطط للزواج خلال ثلاثة أشهر. وقال أصدقاء وأفراد عائلة الصلوي إنه بعد الفترة التي قضاها في السجن، لم يعد يُعبر عن تعاطفه مع الإسلاميين الراديكاليين، وقد أصيبوا بالصدمة عندما اختفى في الشهر الماضي دون سابق إنذار. الأجهزة الأمنية بدأت وكنوع من الاستنفار لمعرفة الأدوات والدوافع والشخصيات المرتبطة بالانتحاري الصلوي، حيث قامت باعتقال عدد كبير من الأشخاص في منطقة شعوب ومسيك والمشهد وفروة، وهي المناطق التي تعد المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة بصنعاء والتي يتم مداهمتها بشكل دوري من قبل الأجهزة الأمنية للاشتباه بوجود نشاطات إرهابية فيها، حيث انتشرت وبشكل مكثف وحدات مكافحة الإرهاب وبعض الأجهزة الأمنية بحثا عن عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة يشتبه بوقوفها وراء العملية، وشوهدت الأطقم والدوريات الأمنية وهي تضرب طوقاً امنياً في أرجاء الحي ومداخل الأحياء المجاورة، وتم اعتقال عدد من المشتبهين بالوقوف وراء العملية. وكشفت الأجهزة الأمنية في معلومات أولية أن الصلوي كان قد تلقى تدريباته في محافظة مأرب، لكنها لم تحدد تاريخها ولا المدة التي قضاها في مأرب ولا مصدر حصولها لهذه المعلومات، إلا أنها قالت "لا تزال تجري التحريات و التحقيقات مع كل من له علاقة أو يشتبه بعلاقته بالانتحاري"، مشيرة إلى أنها تعرفت على هوية منفذ الهجوم الانتحاري من خلال رأسه الذي وجدته في سطح ثالث منزل من مكان وقوع الانفجار. والد الانتحاري الصلوي الذي فوجئ بالحادثة التي وصفها بالعمل الجبان وبأنه لا يُعبر عن الإسلام أو الشعب اليمني، قدم اعتذاره للسفير وللهيئات الأجنبية، ناصحا الشباب بعدم الانجرار وراء الأعمال الإرهابية. المعلومات الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية قالت إن الصلوي نفذ عمليته بحزام ناسف أدى إلى تناثر جسده أشلاء ممزقه وتم التعرف عليه من خلال وجهه، ونفذ عمليته وهو يرتدي زيا رياضيا في مكان تجري فيه بعض الأعمال الإنشائية. إلى ذلك اعتبر عضو مجلس النواب عن مديرية الصلو "أمين محمد هزاع"، مسقط رأس الانتحاري الصلوي، إن منفذ العملية "عثمان علي الصلوي" حالة شاذة لا تمثل أبناء الصلو. وكان تسجيل للرجل الثاني في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" سعيد الشهري طالب أتباع القاعدة بالاستعداد لحرب مقبلة تستهدف التنظيم في اليمن، متوعدا بمواصلة القتال ضد الحكومات المصرية واليمنية والسعودية. وتزامنت حادثة الهجوم الانتحاري مع زيارة وفد المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة لبحث تعاون اليمن مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، كما أتت بعد أيام من زيارة قائد العمليات المشتركة للقوات المسلحة البريطانية المشير ستيوارت باتش.