بدأت ثورة الجنوب في عام 2006 كحراك حقوقي وعندما وجد الصمت المطبق من سلطات صنعاء تأكد الشعب الجنوبي إن لا وجود لوحدة في قاموس صنعاء وإنما هو احتلال بما تعنيه الكلمة من معنى بل احتلال يختلف عن سائر أنواع الاحتلال الأخرى حيث عمل على نهب الجنوب وطمس هويته وتشريد أهله وتجهيل شبابه . ومن هذا المنطلق وبعد اليقين لدى الشعب الجنوبي بان ما يتشدق فيه نضام صنعاء من وحدة هو احتلال حقيقي أُعلن عن ثورة الجنوب السلمية المباركة في 7/7/2007 لتحرير واستقلال واستعادة ارض الجنوب دولة وهوية . حيث بداءة الثورة السلمية الجنوبية كأول ثورة حضارية على مستوى الوطن العربي وعلّمت الشعوب الأخرى معنا الثورات السلمية ولكن للأسف الشديد نحن من أسس هذا النوع من الثورات في الوطن العربي دون علمنا بأسس وقواعد مثل هذه الثورات . فقد اكتفينا واكتفت قياداتنا في المهرجانات المركزية الموسمية والتي تدوم لساعات قليلة جدا ويرجع الوضع إلى ما هو علية دون إيجاد آليات نضالية سلمية قوية من خلال تصعيد ثوري حقيقي . فقد كانت سلطات الاحتلال تهتز وترتجف لمجرد سماع قيام فعالية في بداية قيام الثورة الجنوبية أما اليوم أصبح الأمر عادي جدا بل أصبح لدى سلطات الاحتلال أمر روتيني لساعات وحتى عوامل الضغط لإفشال تلك الفعاليات قد اختفى وان وجد ولكن بشكل ضئيل جدا . من هنا نقول لقد أدت المليونيات الموسمية رسالتها إلى العالم والإقليم على أكمل وجه وأوصلت صوت الجنوب وصوت القضية الجنوبي إلى ارفع المستويات ولكن السؤال المهم هل لاقت تلك الرسالة أو بالأصح الرسائل الإجابة أو الاستماع . فلو تدبرنا الأمر جليا سنجد إن تلك الرسائل لاقت عند البعض استماع ولكن دون إجابة وسيستمر الوضع على هذا الحال إلى ما شاء الله إن لم نقوم بعمل تصعيدي جديد في إطار السلمية التي أعلناها ولازلنا نعلنها ونكررها بان ثورتنا ثورة سلمية ولكن الثورات السلمية ليست مجرد فعالية فلها قواعد وأسس و تصعيدات أخرى وعلينا القيام بها ومن أهماها . العصيان المدني ولكن ليس العصيان المدني العشوائي والذي يضر ثورتنا أكثر من نفعها عندما نقول عصيان مدني فيجب إن يركز على المرافق الحيوية للاحتلال وشل عصب الحياة فيها ليس المدارس والمستشفيات والبقالات والمطاعم . العمل على إرسال رسالة للعالم اجمع فحواها إن كل المصالح الخارجية في الجنوب لن تكون أمنه أو غير أمنه إلا بالجنوبيين أنفسهم وبوجود وعودة دولة الجنوب وهذا الرسالة ليست مجرد رسالة صوتيه من خلال خطاب في مهرجان بل رسالة يحتاج لها عمل وتصعيد ثوري خاص فالعالم لا ينظر للشعوب المضطهدة بقدر نظرته لمصالحة الخاصة في تلك البلدان وغيرها فلن يسمعنا العالم إلا متى ما شعر بالخوف على مصالحه في الجنوب . ختاما ثورتنا الجنوبية بحاجة إلى دراسة وإعادة رسم طريق نحو النضال السلمي الحقيقي بكل طرقه وعدم اختزال الثورة بفعاليات مركزية موسمية فقط .