تتجه الأوضاع في محافظة الضالع الجنوبية نحو مزيد التصعيد وإراقة الدماء وتهجير السكان الآمنين من مساكنهم جراء القصف المدفعي التي تشنه قوات اللواء (33) على العديد من قرى ومناطق الضالع في ضل صمت مطبق تبديه سلطات صنعاء والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والخارجية يقابله مواقف متخاذلة من قبل المجتمع الدولي والإقليمي . ففي حين ماتزال دماء الأبرياء الذين حصدتهم قذائف دبابات جنرال الدم "ضبعان" في تلك المجزرة المعروفة باسم مجزرة (مخيم سناح) لم تجف وبقايا أشلاء الأطفال والشباب ماتزال عالقة في بعض زوايا ما تبقى من أطلال مبنى المدرسة التي أقيم فيها مخيم العزاء للشهيد فهمي الذي استهدفته الدبابات بقذائفها الحارقة التي لم تبقي ولم تذر , دمرت الحديد والحجر وكل معنى للحياة والبراءة والجمال للطفولة , للإنسان ,والحيوان بل حتى أغصان الشجر , قصفوا أحياءها السكنية ومنازلها العتيقة , قتلوا نساءً وأطفالاً وشيوخاً , أطلقوا نيران أسلحتهم على مسيراتها السلمية , حصدوا برصاصاتهم أرواح شبابها , زجوا بالعشرات منهم في غياهب معتقلاتهم , فتلك جرائم الجنرال "بن حيدر" ماتزال خالدة في الأذهان ,, ذهب هو وضل ابناء الضالع صامدون لم ينحنوا أو يستسلموا ,, رفضوا الظلم والعبودية وانتفضوا في وجوه المعتدين الغاصبين , وها هو الجنرال القادم من أدغال سنحان المدعو (الضبعان) يسير على خُطى سلفه واهماً بأنه سوف يحقق مالم يحققه السفاحون السابقون وأنه وبارتكابه لمزيد من جرائم القتل وقصف المدن وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها سوف ينتصر على الضالع وبالتالي تحويلها إلى جعاشن أخرى يكون هو الآمر والناهي ولا صوت يعلو فوق صوت الضبعان .
مجازر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الضالع الجنوبية والتي دشنها جنرال الدم (ضبعان) في السابع والعشرين من ديسمبر من العام الماضي لم تتوقف وخلال اليوميين الماضيين قامت قوات الحرس الجمهوري والجيش اليمني المرابطة في معسكر الجرباء والمواقع العسكرية المحيطة بها بمساندة من موقع الخربة التابع للواء (33)حرس بقصف عنيف بجميع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة على قرى ومناطق بلاد الشاعري التي يقطنها زهاء خمسة لآلاف نسمة ,حيث تركز القصف الكثيف على قرية القرين والعشري وخاصة الأماكن القريبة من منزل القيادي البارز شلال علي شايع في محاولة لاستهدافه ونسفه على رؤوس ساكنه غير أن عناية المولى عز وجل حالت دون تعرضه للإصابة بتلك القذائف التي سقطت بالقرب من المنزل وأصابت بعض المنازل بأضرار جسيمة ومتوسطة,وقال مواطنون من ابناء تلك المناطق في إفادات خاصة ل"الأمناء" بان القذائف التي تُطلقها قوات الجيش هي عبارة عن قذائف هاون ودبابات مشيرين بأن عناية الله سبحانه وتعالى شاءت بأن لا تصيب تلك القذائف أهدافها لكون القصف بدا بعيدا وانجر الى جوار منزل المناضل شلال علي شايع وان هذه محاولة لاستهدافه مع كافة مرافقيه وافراد اسرته ، واما ابناء الضالع . وبالتزامن مع ذالك القصف قامت مدرعات عسكرية بفتح نيران رشاشاتها على منطقة سناح وتركز القصف على موقع جريمة (مخيم العزاء) في محاولة يقول الأهلي بأنها كانت نستهدف طمس معالم الجريمة وعدم ترك أي آثار أو معالم لها ووقامت قوات الجيش باستهداف مواطنين وناشطين كانوا قد تجمعوا لحفر قبور لشهداء المجزرة . وقال شهود عيان بأن الحصار الذي استهدف قوات الجيش في معسكر الجربا واللواء33ومقرالمحافظ المعين والثكنات ألعسكريه والأمنية المنتشرة فوق التلال قد أدى إلى دخول الجيش في حال من التخبط والهستيريا مما أدى إلى محاولات يائسة لفك الحصار وقصف مدفعي طال القرى ومدينه الضالع تسبب في جرح ثلاثة بينهم امرأة على الأقل وأعطب محطة للكهرباء تزود الأهالي بالطاقة .
ورصد ناشطون بالصوت والصورة القذائف التي انهالت على المدن والقرى التي استهدفتها الوحدات ألعسكريه ومنها الكبار وسناح والجليلة والأضرار التي تسببت في أخلاء المساكن ونزوح الأهالي إلى المناطق الأكثر امنن .
فيما لا تزال أحداث مجزره سناح في الضالع تخيم على الرأي العام الجنوبي وتتوالى التظاهرات المنددة بالجريمة التي سقط فيها عشرا الشهداء والجرحى ورفعت عدد شهداء الجنوب الذين سقطوا منذ العشرين من ديسمبر الماضي إلى 46 شهيد و115جريح كان نصيب الأطفال17 شهيداً * شلال : قصفكم لن يخيفنا ولن يثنينا وكلنا مشاريع للشهادة : وفي اتصال هاتفي أجرته الأمناء بالمناضل شلال علي شايع للاطمئنان على صحته وللإطلاع على حقيقة ما يدور في الضالع والذي تحدث ألينا بالقول : (نحن بخير ولله الحمد ونقول للمجرم ضبعان بأن قذائفك التي تطلقها دباباتك ومدرعاتك العسكرية لن تخيفنا ولن تزيحنا قيد أنملة عن مواصلة سيرنا في طريق التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية فنحن أبناء الضالع والجنوب عامة كلنا مشاريع للشهادة ,, أقتلوا من شئتم ودمروا ما استطعتم تدميره من منازل على رؤوس ساكنيها ,, أقتلوا منا الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ولكنكم حتماً ستخرجون من أرضنا أذلةً صاغرين مطأطئي رؤوسكم إلى الأرض ونقول لكم بأن جرائمكم وكل قطرة دم سفكتموها في الضالع وفي كل بقاع جنوبنا الحبيب ستدفعون ثمنها غالياً ونحن قادرين وبفضل صمود وتضحيات شبابنا الأبطال وبعون من الله سبحانه وتعالى للرد على تلك الجرائم والدفاع عن أنفسنا وكرامتنا ولن نصمت طويلاً أمام تلك الجرائم , وسيعلم الضبعان ومن معه من القتلة والمجرمين بأن أسود الضالع التي ترتعد فرائصه وهو في مخدعه من زئيرها سوف تلاحقه وتقتلعه مثلما اقتلعت من سبقوه من القتلة والمجرمين , وأجدها فرصة لتوجيه الدعوة إلى أبناء الجنوب الأحرار للمشاركة في مراسيم تشييع شهداء مجزرة مخيم العزاء يوم الثالث عشر من يناير لنوجه رسائلنا إلى المجتمع الدولي والإقليمي من خلال مراسيم التشييع التي سوف تكون نوعية وغير مسبوقة ).
* منظمات حقوقية ترصد الاضرار في المنازل وتزور الجرحى : وكانت منظمات حقوقيه واجتماعيه اطلعت على مسرح الجريمة وتعهدت بالتواصل مع المنظمات ألدوليه لإعداد ملف متكامل عن الجريمة ورفعها إلى المحاكم الخاصة بجرائم الإبادة الجماعية وتقديم المتسبب عنها وإضافتها إلى تلك الجرائم التي ارتكبت بحق شعب الجنوب منذ الحرب الجائرة العام 1994م .
حيث وصلت منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات الجنوبية التي يرأسها الخضر الميسري إلى مدينة الضالع وباشرت عملها بالنزول الميداني الى موقع المجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش اليمني بالرمي المباشر من الدبابات المتمركزة في مبنى محافظة الضالع الى مخيم عزاء في مدرسة سناح بحق الابرياء من الاطفال والشباب وكبار السن ،حيث باشر فريق العمل بالمنظمة المسح الميداني بدءً من موقع الجريمة والمساكن المحيطة بالمدرسة (مكان العزاء)التي طالها القصف الهمجي ,وتعرض احد المنازل لقذائف الدبابات وقامت المنظمة بزيارة الجرحى في مستشفيات الضالع ،وأكدت المنظمة بأنها لن تتهاون في ملاحقة المجرمين والمطالبة بفتح تحقيق دولي لهذه الجريمة البشعة ،ودعوة جميع منظمات حقوق الانسان المحلية والدولية القيام بمسئولياتهم تجاه مثل هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الجيش اليمني بحق ابناء الجنوب .
* موقف الهيئة الشرعية الجنوبية :
الهيئة الشرعية الجنوبية أصدرت يوم أمس الأول بياناً هاما تطرقت فيه إلى ما يدور في محافظة الضالع ووجهت الدعوة إلى كافة أبناء الجنوب إلى الاحتشاد لانجاح مليونية التسامح والتصالح والتي تم الاتفاق عليها أن تكون في الضالع أرض النضال والمناضلين وبلد الصمود والإباء .والمشاركة في تشييع شهداء مجزرة سناح بمايليق بمقامهم , ويعزز من مكانة الضالع ودورها العظيم في الثورة الجنوبية , وإفشالها لكل المخططات والمؤامرات التي تحاك على الجنوب أرضا وشعبا . وفينا يلي تنشر "الأمناء" نص البيان الصادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية لمساندة أبناء الضالع وانجاح مليونية التسامح والتصالح والذي جاء فيه : الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله, واشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد: فإنه قد بات معلوما لدى الجميع أن الثورة الجنوبية قد وصلت إلى أقصى مراحلها النضالية الشعبية المباركة والتي أثبت فيها الجنوبيون أنها هبة العزة والكرامة والاباء والشموخ , إنطلقت من حضرموت التاريخ والأصالة وعمت كل ربى الجنوب وتلاله وهضابه وسواحله ووديانه , ولن تنتهي إلا بتحقيق أهدافها لنيل التحرير والإستقلال وفرض السيطرة على أرض الجنوب . وبما أن الضالع تشهد مواجهة مع جيش الاحتلال , بعد المجزرة المأساوية التي نفذها جنود مجرم الحرب ضبعان فقتل مايزيد عن عشرين نفسا سوى العشرات من الجرحى , والذين يعانون من إصابات خطيرة , فإن الدور على كل جنوبي أن يؤازر أبناء الضالع وينصرهم بكل الإمكانيات المادية الممكنة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: )) المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايسلمه ولايخذله )). ولذلك كان لزاما على كل الجنوبيين القيام بواجبهم تجاه إخوانهم في الضالع بتنفيذ مايأتي : 1- الاحتشاد لانجاح مليونية التسامح والتصالح والتي تم الاتفاق عليها أن تكون في الضالع أرض النضال والمناضلين وبلد الصمود والإباء . 2- المشاركة في تشييع شهداء مجزرة سناح بمايليق بمقامهم , ويعزز من مكانة الضالع ودورها العظيم في الثورة الجنوبية , وإفشالها لكل المخططات والمؤامرات التي تحاك على الجنوب أرضا وشعبا . 3- على أبناء عدن ولحج ويافع وأبين تحريك قوافل إغاثة لمواد عينية لاأهل الضالع والذين يتصدون للآلية العسكرية للتحالف القبلي العسكري لنظام الاحتلال ويحمون ثغور الجنوب في بوابة الجنوب الشمالية من غير وهن ولاضغن , فبارك الله في أهل الضالع الأوفياء لقضية شعب الجنوب والشجعان في ساحات الوغى والأسود في ميادين النضال . 4- على التجار الجنوبيين والمحسنين وفاعلي الخير أن يقوموا بدورهم في دعم أبناء الضالع بالمال والغذاء والدواء , وأن يجودوا بأموالهم للإنفاق على المرابطين والمدافعين عن أنفسهم وأعراضهم وديارهم فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ( إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا). 5- على الإخوة الخطباء في كل ساحات النضال أن يحثوا الناس على جمع التبرعات بعد صلاة الجمعة , والتواصل مع الشيخ / لطفي علي مانع عضو الهيئة الشرعية الجنوبية لاايصال المبالغ التي تم جمعها إليه كونه هو المفوض من الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بالضالع . 6- المسؤلية تقع على كل المجموعات الجنوبية لتوفير المواصلات للحشود البشرية التي تنطلق من العاصمة عدن الى الضالع للمشاركة في مليونية التسامح والتصالح ذهابا وإيابا وأن تشرف بنفسها على ذلك عبر الهيئة التنسيقية للمجموعات الداعمة . والله المسئول أن يوفق أبناء الجنوب لتحقيق هدفهم الأسمى ألا وهو التحرير والاستقلال وينصرهم على المحتل اليمني الغاشم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير . وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين . صادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والافتاء والارشاد