تظاهر أنصار الحراك الجنوبي صباح أمس الأول في العديد من المدن والبلدات الجنوبية إحياءً لما بات يعرف ب"يوم المعتقل الجنوبي" الذي اعتاد أنصار الحراك إحياءه كل يوم خميس من كل أسبوع للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين القابعين في السجون. وتنديداً بما وصفوها ب(المجزرة البشعة) التي ارتكبتها قوات اللواء (33) مدرع بالضالع والتي أودت بحياة أكثر من عشرين مواطناً, بينهم أطفال وإصابة العشرات من المواطنين في مخيم العزاء بمنطقة سناح أثناء سقوط قذيفة إحدى دبابات اللواء على المخيم. وتعالت أصوات المتظاهرين خلال التظاهرات التي شهدتها بعض من مدن لحج والضالع وأبينوشبوة بالهتافات المطالبة بسرعة القبض قائد اللواء (33) مدرع العميد عبدالله ضبعان وتقديمه لمحاكمة سريعة وعلنية, مشددين على ضرورة محاكمته وكافة المتورطين في الجريمة. وقال القيادي في المجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية العميد محمد صالح طماح الذي عاد مؤخراً من بيروت بأن جريمة (مخيم العزاء) التي ارتكبتها قوات من وصفه ب(جنرال الدم) بحق الأبرياء في منطقة سناح لن تمر مرور الكرام , مؤكداً بأن من سماهم (ثوار الجنوب) لديهم القدرة للوصول إلى عُقر دار (ضبعان) الذي قال بأنه ما كان له بأن يقدم على توجيه قواته بارتكاب مثل تلك الجريمة لولا وقوف جهات وأطراف لم يسمها خلفه وكذا الصمت والسكوت عن جرائمه الدموية التي ارتكبها في تعز وفي الضالع في وقت سابق. وجدد طماح- خلال كلمته التي ألقاها في المهرجان الجماهيري الذي أقامه أنصار الحراك في مديرية سرار يافع صباح أمس الخميس- وقوف أبناء يافع وتضامنهم مع ما يتعرض له الجنوبيون في الضالع وحضرموتوعدن، مؤكداً أن كل تلك الهجمات الشرسة والتصعيد العسكري لن يثني شعب الجنوب عن مواصلة "الهبة الشعبية". وقال طماح "إن شعب الجنوب بات يمتلك اليوم كل الوسائل بما فيها المقاومة المسلحة والدفاع عن النفس لمواصلة النضال وبلوغ الأهداف التي سقط لأجلها أكثر آلاف الشهداء والجرحى"- حسب تعبيره. وعقب المهرجان خرجت مسيرة رفع خلالها الأعلام الجنوبية وصور شهداء مجزرة الضالع, كما ردد المشاركون في المسيرة شعارات تؤكد حق الجنوبيين في المقاومة الشعبية للدفاع عن النفس في ظل ما قالوا إنه تمادٍ قوات الجيش والأمن في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين العزل على أرض الجنوب. وفي مدينة الحبيلين كبرى مدن رباعيات ردفان بمحافظة لحج فقد خرج المئات من أنصار الحراك صباح أمس الخميس في تظاهرة كبرى جابت شوارع المدينة رددوا خلالها الهتافات المطالبة بفك الارتباط عن الشمال والعودة إلى ما قبل عام 1990م. ورفع المتظاهرون صور شهداء مجزرة الضالع, مرددين الهتافات المنددة بالجريمة والمطالبة بسرعة تقديم مرتكبيها أمام القضاء وفي مقدمتهم العميد (ضبعان). واتجه المتظاهرون بعد أن جابوا الشارع العام للمدينة صوب منصة الشهداء وسط المدينة والتي أقيم فيها مهرجان خطابي اُلقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن استمرار الهبة الشعبية الجنوبية والتضامن مع الضالع وما تعرضت له من مجزرة بشعة, منددين بما أحدثته قوات الجيش من قصف لمدينة الحبيلين. وفي مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت فقد نظم المجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية وقطاع الشباب والطلاب عصر أمس الخميس مسيرة تضامنية مع أبناء الضالع وردفان وقبائل الحموم، حيث انطلقت المسيرة بعد صلاة العصر من أمام مسجد ذهبان مروراً بالشارع العام حتى الوصول إلى ساحة الشهيد عوض عبدالقادر باسلامة، وردد المتظاهرون شعارات الوفاء والتضامن بالإضافة إلى الشعارات الثورية الجنوبية ( يا ضالع يا صمود عدن حرة باتعود،) و ( بالروح بالدم نفديك يا جنوب) و( يا قبائل ولعوها نار حمراء وأشعلوها) و(هبه هبه حتى الموت من عدنلحضرموت), كما رفع المتظاهرون أعلام الجنوب وصور شهداء الثورة السلمية الجنوبية. وفي محافظة شبوة فقد خرج أنصار الحراك في تظاهرات شهدتها كل من: خورة وعتق عبر المتظاهرون فيها عن إدانتهم واستنكارهم لجرائم القتل التي طالت أبناء الجنوب وآخرها جريمة قصف مخيم العزاء في الضالع وفي محافظة أبين خرجت صباح أمس مسيرة سلمية حاشدة شهدتها مدينة جعار إحياءً ليوم المعتقل الجنوبي واستمراراً للهبة الشعبية الجنوبية وتضامناً مع أبناء الضالع وحضرموت جراء ما وصفه المتظاهرون ب(العدوان الغاشم) الذي طال الأبرياء والآمنين في منازلهم من قبل قوات الجيش, وأكد المتظاهرون استمرارهم في التصعيد الثوري حتى نيل الاستقلال, كما استنكر المتظاهرون الصمت العربي والدولي تجاه ما يحصل لشعب الجنوب من قتل وإرهاب على أرضه من قبل قوات الجيش. وفي محافظة الضالع فقد خرج الآلاف من أنصار الحراك صباح أمس في مسيرة جماهيرية كبرى جابت شوارع المدينة, ردد المشاركون فيها العديد من الهتافات والشعارات الثورية المطالبة برحيل قوات الجيش من الضالع والجنوب , ورفع المشاركون في المسيرة أعلام دولة الجنوب وصور الشهداء والجرحى للمجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش في مخيم عزاء سناح. وقبل انطلاق المسيرة ألقيت العديد من الكلمات من قبل الدكتور صالح يحيى سعيد رئيس المجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير الجنوب والمناضل محمد علي شايف رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب وكلمة لرئيس مجلس الثورة بالضالع شلال علي شايع رئيس الهيئة التنسيقية لقيادة الهبة الشعبية بالمحافظة والتي في مجملها أدانت المجزرة البشعة في سناح والصمت الدولي والإقليمي والعربي عن هذه المجازر بحق أبناء الجنوب وحمّلوا المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية والأخلاقية لما يتعرض له شعب الجنوب والتي كان أخرها مجزرة سناح.