span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/ جمال حسين ولدوا فاقدي البصر لكنهم عوضوا بذكاء وحضور وقوة إحساس وثقافة .. إنهم اربعة مكفوفين من أسرة واحدة في محافظة أبين، أخوة ثلاثة فتيان وفتاة سعوا جاهدين وفي أكثر من مستشفى لمحاولة إعادة نور عيونهم ولكن الظروف لم تساعدهم على ذلك لأن العلاج يتطلب السفر الى الخارج بعد أن أشعرهم الأطباء أن الأمل في البصر ممكن في حالة السفر للخارج بحكم توفر تقنية العلاج والأجهزة الطبية الحديثة والكادر المتخصص. ظروف الأسرة الخاصة المكونة من أحد عشر أخا وأختا حالت دون سفر المكفوفين الأربعة إلى الخارج ، بل إن ظروف الأسرة حالت دون أن يكمل بقية أفراد الأسرة الأحدى عشر تعليمهم. عبدالله أحد الأربعة المكفوفين .. كان يحلم أن يكون طبيبا أو مذيعا أما علي فكان يطمح أن يكون إعلاميا ، ويطمح نعيم أن يكون متفقها في العلوم الدينية. وحول حياتهم وطموحاتهم ومعاناتهم تحدثوا ل"الأمناء" بكل صراحة ووضوح حيث بدأ علي محسن علي الجبلي وقال :"سعيد جدا بهذا اللقاء الذي أتحدث فيه عن نفسي أعيش مع أسرتي بسعادة والمجتمع حولي يعاملني معاملة طيبة ونحن في شريحة المكفوفين نعاني عدم الاهتمام بنا فالقائمون والمسئولون عن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لا يولون المكفوفين أي اهتمام، وخلال العشرين عاماً الماضية لم نتحصل على أي اهتمام أو حق من حقوقنا الخاصة في محافظة أبين". ويضيف : "كل ما نسمعه وخاصة في يوم المعاق من كلام جميل من إعلامنا اليمني والعربي نتساءل أين كل هذا وأين أنا عايش، تصور نتيجة عدم حصولنا على الكثير من استحقاقاتنا حرمنا من التعليم ومن الرعاية الخاصة ومن التوظيف الذي فيه نسبة قانونية لنا لكن بصراحة تجاوب معنا مؤخراً المهندس أحمد الميسري محافظ أبين وأعطى توجيهاته لتوظيفنا وإلى الآن ننتظر هذه التوجيهات ونشكره على ذلك". اما عبدالله محسن الجبلي الأخ الأكبر فتحدث إلينا قائلا :"في إطار أسرتي أعيش في حب واحترام وتشعرني كأني لست معاقاً" وهنا تدخل أخوه علي ليأخذ ألة التسجيل مني ويسأل عبدالله عن حياته وعن المجتمع الذي يعيش فيه ليمارس دور المذيع فأجاب عبدالله : "المجتمع متعاون معي وساعدني في كل شيء الكل يحب الخير بصراحة و هذا شجعني على الخروج والاندماج في المجتمع". نعيم محسن الجبلي قال إنه يشعر بالراحة من المعاملة الطيبة التي يجدها سواء في داخل البيت أو في الشارع ويمارس حياته بسهولة وحب واحترام وتقدير من الجميع. هكذا عبر نعيم الذي لم يبلغ سن الرشد بعد، وعند سؤالهم عن هوايتهم المفضلة أجاب علي أنه يحب الاستماع إلى الإذاعات العربية والقنوات كذلك وشغفه أكثر بالإذاعة لكونها سهلة التنقل معه أينما يذهب ومنها اكتسب المعرفة والثقافة الشخصية. أما نعيم فيحب قراءة القرآن الكريم ويحفظ منه أكثر من جزء أما عبدالله فبعد وفاة والدهم أصبح هو الأب والأخ فيعمل على تنظيم شؤون الأسرة ويؤذن للصلاة فهو مؤذن في الجامع القريب من منزلهم. وعن الطموحات والمستقبل يتحدث علي الذي كان يطمح أن يكون قد حصل على فرصة التعليم ولكن الظروف البيئية في أبين كما قال لم تساعده على ذلك ويطمح أن يحصل على وظيفة تساعده على العيش وفتح بيت وتكوين أسرة لكنه محبط من الوضع الاجتماعي الذي يعيشه في أبين ، ويضيف : "نشعر بأننا منبودون من المجتمع في حين أننا نسمع في أوروبا أن الكفيف يعمل ويستخدم الكمبيوتر ويدخل في كل المجالات لكن هذا غير موجود عندنا فما معنا إلا أن اتجهنا إلى المسجد لنعمل مؤذنين مع أن مكتب الأوقاف في المحافظة يعاملنا معاملة أخرى, تصور نحصل على ألفي ريال في الشهر في حين أن هناك من يحصل على عشرة آلاف وعندما سألنا المسئولين هناك عن هذه المعاملة قالوا لنا إن المعاملة هكذا أسوة بالآخرين مع أنه يفترض أن يراعوا خصوصيتنا لكن هذا لم يحدث والحمد لله على ذلك وظروفنا ووضع المجتمع هو الذي أوصلنا لهذا، كنا نطمح أن نتعلم ونصبح أطباء أو إعلاميين فالعلم مهم ولكن عمرنا مضى والسبب الظروف الخاصة والعامة" . أما عبدالله ففتح بيتا وتزوج ويقول إنه يطمح أن يحصل على وظيفة يعول بها أسرته وأخوته وينجب أولادا ويطمح أن يتعلم ويصبح طبيبا أو مذيعا ولكن الظروف الخاصة والعامة في المجتمع حالت دون ذلك. نعيم يطمح أن يتفقه في علوم الدين ويتمنى أن يكون الاهتمام بهذه الشريحة ويطمح أن يدرس ويكون عنصراً مهماً في المجتمع كما يقول . طلبنا منهم أن يوجهوا رسائل أخيرة عبر "الامناء" فبدأ عبدالله : "أحب أن أهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال20 للوحدة اليمنية المباركة وأشكركم في صحيفة "الأمناء" على الوصول إلينا ومعرفة همومنا وإيصالها إلى المختصين". نعيم: "أشكركم في صحيفة "الأمناء" على هذه اللفتة وأهنئ الرئيس علي عبدالله صالح بعيد الوحدة ونتمنى له كل الخير والتوفيق". علي: "أشكركم في "الأمناء" وخاصة أنت يا أخ جمال على تحمل عناء الوصول إلينا في منطقة الكود وأناشد عبركم كل الجهات المسئولة من رئيس الجمهورية حفظه الله إلى أصغر مسؤول في يمننا الحبيب يمن ال 22 من مايو أن يهتموا بهذه الشريحة في جميع محافظات الجمهورية ويرعوها حق الرعاية ففي أبين هناك الكثير من الفئات المعاقة والتي تمتلك الموهبة والإبداع بحاجة إلى من يأخذ بيدها وبحاجة لمساعدة وأتمنى من رئيس الدولة أب اليمنيين علي عبدالله صالح أن يواصل اهتمامه بهذه الشريحة ويوليها الاهتمام الكثير وكذلك للأخ المهندس أحمد الميسري محافظ أبين".