يكتسب الحوار مع القيادي البارز في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي أهمية كبيرة من حيث غزارة المعلومات والبعد السياسي الذي يتمتع به الرجل ومدى الصراحة في الحديث والتي يستشفها المضيف من ثنايا الكلام والغوص في عمق الأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة الجنوبية وعلاقة قيادات الحراك الجنوبي فيما تشهده الساحة من حراك ثوري متصاعد . يتحدث الدكتور ناصر الخبجي وهو رئيس المجلس الأعلى للحراك بمحافظة لحج وعضو المجلس القيادي للمجلس الثوري الأعلى في هذا الحوار الخاص الذي أجرته معه "الأمناء" عن أهم وابرز القضايا التي تشهدها الساحة الجنوبية في ضل حالة التصعيد الثوري التي دشنها شعب الجنوب منذ ال"13" من أكتوبر الماضي والذي أعلن عن اعتصامه المفتوح في ساحة الحرية بعدن , وعن المؤتمر الجنوبي الجامع وما يشهده من خلافات وتباينات سبقت انعقاده وغيرها من القضايا والمواضيع الهامة التي أثرناها معه في ثنايا الحوار التالي . * من قرأتكم للمشهد الجنوبي كيف يرى الدكتور ناصر المشهد الجنوبي في الآونة الأخير ؟ في البداية نشكر الاعلامي الرائع احمد الدماني على هذا الحوار الطيب وما يتعلق بسؤال حول المشهد الجنوبي كلنا نعرف ان المشهد الجنوبي في حالة زخم وفعل ثوري نوعي غير مسبوق يتمثل في الاعتصامات المفتوحة في كلآ من عدن والمكلا , وانضمام نقابات ومؤسسات المجتمع المدني الى الحراك هذا على مستوى الفعل الميداني وفي المقابل هناك ضعف في الفعل السياسي والمفروض إن يتناغم مع الفعل الثوري وتوظيفه على المستوى الاقليمي والدولي لدعم قضية شعب الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة سلميا إضافة إلى حالة القتل والقمع والتنكيل والجرائم الغير مبررة ضد فعاليات الثورة السلمية في الجنوب من قبل قوات الاحتلال العسكرية والأمنية تكاد ترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وهذا يعبر عن السلوك الهمجي العنصري المتعصب في ظل غياب القرار المركزي الموجه , لهذه القوات والتي تعد خطر حقيقي على من حولها من المواطنين المدنيين في المحيط التي تتواجد فيه ... * بات الشارع الجنوبي على حافة صراع جنوبي جنوبي بين فصيل يطالب بناء دولة جديدة متجاهلا الدولة السابقة وفصيل يطالب باستعادة دولة دخلت في وحدة شراكة مع العربية كيف يرى الدكتور ناصر كل هذة التضاربات في القيادة الجنوبية؟ قد لا اتفق معك حول ان هناك صراع جنوبي - جنوبي بين فصائل الحراك ولكن ما ندركه ان هناك صراع بين شعب الجنوب والاحتلال اليمني , لكن ممكن نقول هناك تباين في وجهات النظر حول بعض القضايا الداخلية والمتعلقة بمرحلة الثورة التحررية وملامح المستقبل وممكن نعتبر ذلك قصور في ادارة التباين واعتقد ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة لادارة القضايا الخلافية وبتالي ما يتم الاتفاق علية يثبت ونعمل فيه وما لا يتفق عليه يتم تأجيله ويستمر الحوار حوله الى ان يتم التوافق عليه ولا يجوز ان نجعل من نقاط التباين الى صراع وعداء وقطيعة ومادة للمناكفات السياسية عبر وسائل الاعلام ولهذا التباين شيء طبيعي وممكن يكون ظاهرة صحية ومن الافضل ان يتم التوافق في هذة المرحلة افضل من ان يصبح مشكلة في المستقبل وبالتالي الحديث عن بناء دولة جديدة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والعدل والحرية والاستقرار هو حق منشود ومطلب لكافة ابناء الجنوب وهناك من يرى ان استعادة الدولة هو المدخل السياسي و القانوني , لحرية واستقلال الجنوب كدولة كاملة السيادة والتي كانت عضو فاعل في الهيئات الدولية والاقليمية ولها هوية سياسية وحدود جغرافية متعارف عليها دوليآ و لا يعني ذلك استعادة نظامها السياسي و الخوض في قضية بناء الدولة والاختلاف على ذلك قبل استعادة الارض و البسط عليها هو نوع من القصور السياسي لان عملية بناء الدولة تاتي بعد التحرير وطرد المحتل , ومن يعتقد انه يستطيع ان يعود الى نظام الحكم ما قبل 90م او ما قبل 67م فذلك نوعآ من الوهم ولا يجد من يناصره في هذا الاتجاه ونعتبر ذلك محاولة لاعاقة البرنامج الثوري التحرري لشعب الجنوب ومن الافضل ان نترك ذلك الى بعد التحرير وطرد المحتل ويخضع اسم الدولة وشكلها ونظامها السياسي للاستفتاء الشعبي خلال 90 يوما من الاعلان عنها * قلت في تصريح سابق ان الجنوب اليوم ليس كجنوب الامس وان التصعيد الثوري والحقيقي سينطلق بعد 30 نوفمبر ؟ هللا فسرت لنا الخطوات التى سيلجا لها الشارع الجنوبي في تصعيدة الثوري؟ بالفعل جنوب اليوم ليس جنوب الامس , المقصود من ذلك ان قبل اكثر من عقدين من الزمن كان الجنوب في حالة تفكك وانقسام وصراع وضعف و لم يعد اليوم كذلك بعد صحوة جنوبية , ونضوج في الوعي والمعرفة والخروج من دائرة الخوف والانكسار وكانت البداية في استعادة اللحمة الوطنية لشعب الجنوب من خلال ملتقيات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي كان المرتكز الاساسي لانطلاق ثورة شعب الجنوب السلمية والتي لا زالت في زخمها الثوري الشعبي وفي اخر مراحلها للحل النهائي ولهذا الحراك لم يعد شعبي فحسب بل مدنيآ وسياسيآ بعد انضمام نقابات ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الى الحراك والمقصود بالتصعيد الحقيقي هو تنظيم ساحات الاعتصامات المفتوحة والتهيئة الشعبية من خلال الندوات والتوعية والنزول الى الساحات والميادين وتصعيد الاعتصامات نحو فتح ساحات اعتصام جديدة في عواصمالمحافظات والمديريات وفي مناطق الشريط الحدودي ولانتقال الى العصيان المدني الشامل والرامي الى فرض لامر الواقع للحل النهائي ورفض قرارات واوامر وقوانين نظام الاحتلال الاتية من صنعاء ووضع اليد على الايرادات من المؤسسات الانتاجية ثم السيطرة التدريجية الادارية والامنية على الوضع في الجنوب والدخول في مرحلة التفاوض المباشر مع الشرعية الاقليمية والدولية ... * المعتصمون في ساحة الاعتصام ارهقتهم البيانات والتصريحات لقيادات الجنوب حتى اصبحوا لا يثقوا في معظم قياداتهم ,بنظرك هل سيواصلون اعتصامهم بقيادات الماضي ام ان هناك مشروع لاعلان قيادة شابة؟ هذا صحيح البيانات والتصريحات احدثت نوع من الارباك وولدت احباط لدى الكثير من الناس وافقدتهم الثقة في بعض القيادات وهذا كان في الايام الاولى للاعتصام وذلك جزء من المؤامرة في استهداف قيادات الثورة الحقيقية وابعادها من الساحات لكن يقظة مناضلي الثورة تصدوا بكل قوة لتلك الاصوات وافشال مخططاتها التدميرية والتفكيكية لقوى الثورة الجنوبية , لكن استمرار الاعتصام وعلاقتة بقيادات الماضي او شابة ليس هو معيار وبالتالي لا توجد هناك جهة معينة ومخولة بالاعلان عن قيادة كانت من الماضي او شابة ونحن ندرك ان الارادة الشعبية هي من تمنح الثقة لمن يقودها وهي من تصنع قياداتها ومن داخلها مستفيده من تجاربها واختبارها للمواقف السياسية للاشخاص المعبريين عن ارادتها وتطلعاتها ومدى ثبات وصمود الاشخاص على مواقفهم في الضروف الصعبة والمعقدة ولهذا لن يستطيع احد ان يفرض نفسه كقائد على الاخرين قبل ان يتم اختباره في الميدان واستعداده على التضحية والصمود والثبات في الضروف الصعبة والمعقدة وهذا المعيار ينطبق على كل الافراد كانوا شباب او كبار في مرحلة الثورة, اما في مرحلة الدولة شيء اخر يجب ان تعطى فرصة ومساحة لشباب اكثر ولهذا على الشباب ان لا ينتظروا من احد ان يمنحهم درجة القيادة وليس هناك احد مخول باعطاء هذا اللقب وعلى الشباب ان يعززوا ثقتهم بانفسهم وبجهودهم وحماسهم وتضحياتهم وصمودهم وايمانهم بقضيتهم هو من يمنحهم الريادة والقيادة لانهم اصحاب المصلحة الحقيقية في انتصار الثورة ... * مجلس الثورة والمجلس الاعلى للحراك بعد الاندماج اعلنوا دخولهم وتاييدهم مؤتمر الجامع في حالة تغيير اسم الجامع وتطرح بعض التنازلات ..هل اتفقت كافة قيادات المجلسين على هذا المقترح؟ للتصحيح , ان مجلس الحراك الثوري لم يعلن بعد موافقته النهائية او عدم المشاركة في المؤتمر الجامع ولكن لا يمنع الحوار والتواصل مع الاخرين وتوضيح موقف المجلس من المؤتمر الجامع وتغيير الاسم او التنازلات حسب سؤالك ليس هو ما نبحث عنه بقدر ما قيادات المجلس حريصة على نجاح المؤتمر ومشاركة واسعة من كل المكونات و الذهاب الى مؤتمر جنوبي يجب ان يكون على اسس ومبادىء وثوابت يتم التوافق عليها من قبل مكونات التحرير والاستقلال واستعادة الدولة حتى نضمن اكبر مشاركة من مكونات الثورة وتكون مخرجات المؤتمر ايجابية وتحصل على الاجماع والشرعية الشعبية وهذا ياتي من خلال الاعداد والتحضير الجيد وفق اليات ومعايير وضوابط واضحة وشفافية في مصادر التمويل ومشاركة المكونات الثورية المؤمنة بهدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة بحدودها المتعارف عليها دوليآ , يتم التوافق عليها قبل الاعلان عن اللجنة التحضيرية ولهذا جميع المكونات تسعى الى مؤتمر جنوبي ينتج عنه رؤية سياسية وقيادة واحدة تقود الثورة وتتفاوض مع المجتمع الدولي ... * كيف يرى الدكتور ناصرالاعمال الاجرامية التي يمارسها النظام على شعب الجنوب الاعزل من قتل وتنكيل بينما لا يمارس العنف في صنعاء ضد الحوثيين ,وهل السبب هو عدم الوفاق السياسي بين قيادات الجنوب ام ان الامن اليمني لا يعترف بوجود دولة اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟ الاعمال الاجرامية التى يمارسها نظام الاحتلال على شعب الجنوب هو عمل ممنهج ومدروس واستمرار لحرب الابادة الجماعية منذو 94م وتعبر عن سلوك ثقافة القوة والهمجية , والحوثي لم يعد طرف ضعيف في منظومة الاحتلال بقدر ما هو الطرف الاقوى حاليآ والاكثر عنف في سلوكة تجاه الاخر وبالتالي لا توجد الدولة القادرة على قمعه او توقف تحركاته , وليس هناك أي علاقة بين الوفاق السياسي لقيادات الجنوب او بعدم الاعتراف باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من قبل الامن اليمني ولهذا القتل والقمع والتنكيل من قبل نظام الاحتلال ضد شعب الجنوب هو سلوك ممنهج وعنصري واختلاف ثقافي واجتماعي وتاريخي بين الشعبين الجنوب العربي واليمني * لماذا لم تتفق قيادات الجنوب على الية واحدة ومتى ستتفقون على عمل موحد؟ غياب الحوار المتبادل وعدم التواصل بين الاطراف المتباينة هو عائق اساسي في حد ذاته وكذلك عدم الاتفاق على وحدة الهدف السياسي في النضال الثوري وعدم القبول بالاخر , وهناك مساعي لتوحيد الجهود والمواقف السياسية من خلال الحوار الجاد والبناء والترفع عن الصغائر والابتعاد عن الشكوك وتعزيز الثقة في الاخر وتجاوز الماضي والانطلاق نحو الحاضر والمستقبل وهذا سيفضي الى عمل موحد انشا الله * البعض يرى ان الدولة الفيدرالية مع تقرير مصير الجنوب حل كبداية للاستقلال والبعض يرى هذا خيانة لدماء الشهداء ..كيف يفسر لنا الدكتور هذا الحل؟ الفيدرالية شكل من اشكال الوحدة ونحن نقول ان الوحدة لم يعد لها وجود بعد اعلان الحرب ضد الجنوب في 27 ابريل 94م واحتلال الجنوب في 7 يوليو 94م وبالتالي الحل الانسب هو خروج الاحتلال سلميآ وبطريقة سلسة تحفظ العلاقات الانسانية والاجتماعية والمصالح المشتركة بين الشعبين ولهذا الفيدرالية وتقرير المصير هو مضيعة للوقت وتعميق الكراهية والصراع بين الشعبين واستمرار هذا الوضع قد ينتج عواقب وخيمة لايحمد عقباها , ومن يرى ان الفيدرالية وتقرير المصير كخطوة نحو الاستقلال عليهم ان يقنعوا من يرفض ذلك من شعب الجنوب قبل ان يتبنوا ذلك الحل مع الاحتلال , وهي وجهة نظر لبعض الاشخاص قد يكونوا على صواب ويحتمل الخطا والعكس صحيح والحكم على الاخرين بالخيانة لدماء الشهداء بمجرد طرح ما يعتقدوا انه ممكن يكون حل , هو مؤشر سلبي ويعبر عن عدم النضج والقبول بالراي الاخر لان الكلمة الاخيرة هي لشعب الجنوب وهو من يقرر خياراته السياسية ومستقبل علاقاته مع الاخرين .. * أي الحلول اقرب لنا كجنوبيين بناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة ام استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بحدودها قبل 90م ؟ من وجهة نظري ان الحل الاقرب هو طرد المحتل واستعادة الارض والسيادة والدولة المستقلة وبعد ذلك يتم بنائها على اسس وقوانيين مدنية حديثة ونظام جديد يواكب العصر الحديث ومشاركة واسعة لكل ابناء الجنوب ... * هناك من يروج بقوة للمؤتمر الجنوبي الجامع مع ان هناك ايضا مشروع اعلن عنه هو مجلس انقاذ وطني ومجلس عسكري ايهما اقرب لتطلعات الشارع الجنوبي ؟ ولماذا؟ طبعا المؤتمر الجنوبي الجامع عبارة عن فكرة لم تتبلور بعد الى واقع عملي ويهدف الى توحيد مكونات التحرير والاستقلال في اطار واحد ممكن يكون جبهوي او ائتلافي وهذه المكونات متفقة على الوسيلة والهدف والية الوصول اليه اما ما يتعلق بمجلس الانقاذ هو تحالف سياسي بين المكونات تتفق في الوسيلة والهدف التكتيكي وهو الفيدرالية المزمنة وعلى الهدف الاستراتيجي وهو استعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة , وما يتعلق باشهار المجلس العسكري هي محاولة لم تكتمل بعد في تغيير الوسيلة النضالية ولهذا كل واحد له اهدافه وادواته ولكن في المستقبل القريب بعد عقد المؤتمر الجنوبي الجامع للتحرير والاستقلال ونتج عنه اطار تنظيمي وقيادي لا يمنع من تنسيق المواقف السياسية مع الاطر الاخرى .. * كلمة يحب الدكتور ناصر قولها لكل قيادات الداخل والخارج والى شعب الجنوب والمرابطين بساحات الاعتصام؟ اجمل تحية للمرابطين في ساحات الاعتصام في عدن والمكلا ونحييهم على صمودهم وثباتهم وصبرهم وندعو قيادات الداخل الى التصعيد الثوري وتنظيم ساحات الاعتصام وفتح ساحات جديدة في عواصمالمحافظات والمديريات والوقوف بمسؤلية امام كافة التحديات التى تواجه ثورة شعب الجنوب العظيمة والانتقال الى العصيان المدني الشامل الرامي الى فرض الامر الواقع على الارض والسيطرة الادارية والامنية على المؤسسات ومناطق الجنوب والاستعداد في التفاوض المباشر مع الشرعية الاقليمية الدولية وعلى قيادات الخارج ان تتناغم مع الفعل الثوري في الداخل وتعمل على تحريك ملف القضية سياسيآ وتكف من تعميق الخلافات والتباينات وتصديرها الى الداخل ونعبر عن تضامننا مع اسر الشهداء ومع الجرحى والاسرى واننا على دربهم سائرون .. * لماذا أصبحت قناة صوت الجنوب بوق يروج إخبار لقاءات الجامع وكل من يكتب مقال يمتدح الإلية التي ينفذها أعضاء اللجنة التحضيرية؟؟ ولماذا تحجب كل الأصوات المعارضة لسياسة المؤتمر وعرضها على القناة من كتابات وتقارير وقيادة جنوبية ؟ لا نستطيع الحكم المبكر عن اداء قناة صوت الجنوب وهي في بداية ايامها الاولى ونترك التقييم الى وقت اخر والهدف من ذلك هو الاصلاح وتحسين الاداء وليس التجريح او العقاب او الانتقاص ولهذا اعتقد ستكون القناة رافد واضافة جديدة تضاف الى الاعلام الجنوبي المرئي وتتناغم مع قناة عدن لايف المنبر الجنوبي الحر و بغض النظر عن بعض السلبيات والسياسات المتخبطة ..