الإعلان عن حصيلة ضحايا العدوان على الحديدة وباجل    أكسيوس: ترامب غير مهتم بغزة خلال زيارته الخليجية    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    الامارات العربية تضمّد جراح عدن وتنير ظلامها    تغيير رئيس الحكومة دون تغيير الوزراء: هل هو حل أم استمرارية للفشل؟    ودافة يا بن بريك    إيران تكشف عن حجم الخسائر الأولية لانفجار ميناء رجائي    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    إسرائيل لا تخفي أهدافها: تفكيك سوريا شرط لنهاية الحرب    طيران العدوان الأمريكي يجدد استهداف صنعاء ورأس عيسى    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    الحذر من استغلال العليمي مبررات (إصلاح الخدمات) في ضرب خصومه وأبرزهم الانتقالي    أعنف هجوم إسرائيلي على اليمن يدمر ميناء الحديدة    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن حبتور: جامعة عدن لم تكن وليدة الحاجة بل كانت "حلم وأمل"
استعرض تاريخ الجامعة منذ التأسيس إلى ذكراها آل 45
نشر في حياة عدن يوم 20 - 09 - 2015

ثمن أ/د / عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن الجهود والانجازات التي بذلها المؤسسين الأوائل لجامعة عدن ورؤساءها ومجالس امناءها التي توجت جهودهم ببلوغ الجامعة التصنيف العالمي للجامعات المرموقة على مستوى العالم ودخولها ضمن أفضل مائة جامعة عربية وهو تصنيف لاشك أنه ينطبق كذلك على جميع كليات الجامعة ومراكزها ،

جاء ذلك في مقال احتفائي توثيقي احتفى فيه الدكتور عبدالعزيز بن حبتور بالذكرى ال 45 لتأسيس جامعة عدن واستعرض فيه مراحل نشأتها وتطورها اوضح فيه ان فكرة تأسيس جامعة عدن لم تكن وليدة الحاجة اليها في احظة التأسيس , بل كانت حلم وامل راود الطبقة العدنية الوطنية المثقفة بكل فئاتها ومشاربها الفكرية والثقافية منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي ،
واحتفاء من موقع حياة عدن بالذكرى ال 45 لتأسيس جامعة عدن ونظرا لأهمية المقال في استعراض وتوثيق مراحل تطور هذا الصرح الأكاديمي يعيد موقع حياة عدن نشره هنا كاملا:
..................
سبتمبر شهر عظيم لجامعة عدن لاحتفائها بمرور خمسة وأربعين عام على تأسيسها في عام 1970م ، ففي مثل هذا الشهر المبارك أَصدر الفقيد / عبدالله عبدالرزاق باذيب – وزير التربية والتعليم آنذاك قرار إنشاء أول كلية للتربية والعلوم والآداب ، وتعيين التربوي القدير الفقيد/ عبدالله فاضل فارع أول عميداً لها والتربوي الكبير / جعفر الظفاري نائب أكاديمي للكلية ذات الاختصاصات الثلاث ، وتأسيس الكلية جاء بمبادرة من السلطة الوطنية آنذاك وبدعم من منظمة اليونسكو0
وتوالى بعدها تأسيس كلياتها ومراكزها العلمية على النحو الأتي:-
■ عام 1972م تأسست كلية ناصر للعلوم الزراعية وبدعم من جمهورية مصر العربية وكان أول عميد لها أستاذ من مصر الشقيقة 0
■ عام 1973م تأسست كلية الاقتصاد بدعم من الأشقاء من جمهورية مصر العربية ومن الأصدقاء من جمهوريات الاتحاد السوفيتي آنذاك ، وكان أول عميد يمني لها الأستاذ الكبير / عبدالمجيد عبدالله العراسي أمده الله بالصحة وطول العمر 0
■ عام 1974 تأسست كلية التربية بالمكلا / حضرموت في شرق اليمن.
■ عام 1975م تأسست كلية الطب البشري بدعم من جمهورية كوبا الاشتراكية وأول عميد لها الأستاذ القدير / الدكتور/ عبدالله سعيد الحطاب باحطاب أمده الله بالصحة وطول العمر ، وأول بعثة طبية كوبية كانت برئاسة البروفسور / واشنطن روسل مع فريق من البروفسورات 0
■ عام 1975م صدر القانون رقم 22 في شهر سبتمبر للتأسيس الرسمي لجامعة عدن ، وكان أول رئيس لها البروفيسور / محمد جعفر زين أستاذ القانون الدولي في الجامعات الألمانية ، متعه الله بالصحة وطول العمر .
■ وتوالى تأسيس الكليات والمراكز العلمية إلى أن أصبحت الجامعة تتكون من الكليات الآتية : – التربية عدن ، ناصر للعلوم الزراعية ، الاقتصاد ، الطب البشري ، الهندسة ، الحقوق ، التربية / صبر ، التربية / زنجبار ، التربية / شبوة ، الآداب ، العلوم الإدارية ، التربية / يافع ، التربية / طور الباحة ، التربية / الضالع ، التربية / لودر ، التربية / ردفان ، النفط والمعادن ، الصيدلة ، طب الأسنان، اللغات، الحاسوب وكلية العلوم 0
المراكز العلمية هي : – مركز / عبدالله فاضل فارع للغات ، مركز / المرأة للدراسات والأبحاث النسوية ، مركز / العلوم والتكنولوجيا ، مركز / البيئة ، مركز / الظفاري للبحوث التاريخية ، مركز / الإدارة والعلوم الصحية وهناك مراكز خدمية جامعية هي المركز الطبي ، مركز الدراسات الزراعية ، مركز تشخيص السرطان الجامعية ، وهنا نشاهد العدد اللافت من المنجزات التطويرية التي شهدتها الجامعة منذ التأسيس إلى ذكراها آل 45 0
جامعة عدن حينما تأسست في عام 1970 م لم تكن هي وليدة الحاجة إليها في لحظة التأسيس ، بل كانت "حلم وأمل" راود الطبقة العدنية الوطنية المثقفة بكل فئاتها ومشاربها الفكرية والثقافية منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي وقد حُشدت لها الطاقات الشعبية والإعلامية ورصدت لها الموازنة التأسيسية لتأسيس ( جامعة عدن الأهلية ) وبسبب ظروف التأخير في جمع الأموال اللازمة للبدء بالمشروع وتفاعلات حرب التحرير الشعبية ضد المستعمر البريطاني ونتائج الحرب الأهلية آنذاك تأخر الحلم إلى أن تأسست أولى البذور العلمية في عام 1970م 0
عانت جامعة عدن منذ تأسيسها من الشح والضيق المالي بسبب ظروف الدولة الناشئة الجديدة آنذاك ( اليمن الديمقراطية ) إذ بدئت الجامعة أنشطتها في مبان ٍ قديمةٍ متهالكةٍ موروثة من العهد الاستعماري البريطاني وكانت بنيتها التحتية المختلفة ضعيفة وتوازى ذلك مع ظروف قاسية في موازناتها التشغيلية للأنشطة والفعاليات العلمية البحثية واللاصفية ولكنها بعد الوحدة اليمنية المباركة مباشرة بدئت تتحسن بشكل تدريجي في موازناتها وتجهيزاتها وتحسن ظروف معيشة أعضاء هيئة التدريس فيها ، إذ تم تأسيس الحرم الجامعي في مدينة الشعب وتم استقطاع مساحة منه للجمعية السكنية لأعضاء هيئة التدريس والموظفين وقامت الجامعة بتسوير الأرض و بناء مستلزمات البنية التحتية كالتخطيط العام و الكهرباء والصرف الصحي وخلافه وتم تشييد العديد من مباني الكليات الحديثة فيه كالحقوق والاقتصاد ، العلوم الإدارية ، و دور سكن للطلاب والطالبات ، ومباني الأنشطة الرياضية والإبداعية الأخرى، و مجمع مباني كلية الهندسة كما وضع حجر الأساس لبناء المستشفى التعليمي بسعة 400 سرير وبكلفة إجمالية تجاوزت مائة مليون دولار أمريكي ، ووضعنا معاً حجر الأساس لجامع العلامة / محمد بن سالم البيحاني بسعة 2000 مصلِ وسكن الإمام و صفوف دراسية لتحفيظ القرآن الكريم وثلاجة لجثامين الموتى و جناح للمصليات وغيره على نفقة الشيخ / عبدالرحمن بن محمد بانافع ( أبا عادل ) و في حي خور مكسر تم بناء كليات الأسنان ، والصيدلة ومسجد الشهيد البطل / سالم علي قطن على نفقة الشيخ/ حسين بن صالح الهمامي العولقي – عضو مجلس أمناء جامعة عدن ، وبناء وتطوير كلية اللغات بجامعة عدن من إيراداتها الذاتية و من أنشطتها وتم الإنشاء والتوسعة لعدد من كليات التربية في محافظات لحج ، الضالع ، أبين وشبوة وكليتي ناصر للعلوم الزراعية بلحج والنفط والمعادن في محافظة شبوة 0
تعاقبت القيادة الأكاديمية لجامعة عدن وكان لها دوراً كبيراً ومقدراً في التأسيس والتطوير لدار المعرفة الأكاديمية لمدينة عدن وضواحيها ، وصاغوا جهدهم في عملية تراكمية تاريخية معقده ولكنها مثيرة للاهتمام والبحث والتبصر وقد بدئت بالمؤسسين الأوائل منذ عهد الأساتذة : - أ0د/ محمد جعفر زين / أول رئيس جامعه أ0د/ سعيد عبد الخير النوبان / الثاني أ0د/ سالم عمر بكير / الثالث أ0د/ محمد سعيد العمودي / الرابع أ0د/ صالح علي باصرة / الخامس أ0د/ عبدالكريم يحيى راصع / السادس أ0د/ عبدالوهاب عبده راوح / السابع أ0د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور/ الثامن كما أن لنواب رؤساء الجامعة وعمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية ومساعديهم دوراً محورياً في تطور الجامعة منذ التأسيس وحتى هذه المناسبة الهامة في تاريخ جامعتنا العزيزة 0
وفي سياق تطورها أسهمت في تأمين احتياجات المجتمع اليمني بالعديد من الكفاءات الاختصاصية العلمية في معظم مجالات العمل و المعرفة وغطت النقص الحاد لمؤسساتنا الحكومية والخاصة بل تجاوزتها إلى دول الجوار ، إذ تجد خريجيها ناجحين بالعديد من مؤسساتهم 0
اتخذ مجلس الجامعة في العام 2009م قراراً إستراتيجياً بتأسيس مجلس أمناء للجامعة من الشخصيات ورجال الأعمال اليمنيين والسعوديين من أصول يمنية وفقاً لقانون الجامعات اليمنية ، وكانت مشاركاتهم في المساهمة في إعداد و صياغة السياسات الأكاديمية والإدارية والمالية الأثر الإيجابي على نشاط الجامعة وتطورها ، و اقر المجلس أن يكون الشيخ / المهندس / بقشان –رئيس لمجلس الأمناء وعدد من الشخصيات الاجتماعية الوازنة من رجال المال والأعمال وهم : –
1- الشيخ/م0عبدالله أحمد بقشان / رئيس المجلس 2- الشيخ/ محمد عبده سعيد أنعم / النائب
3- الشيخ/ عبداللاه سالم بن محفوظ عضواً 4- الشيخ/ محمد بن حسين العمودي عضواً
5- الشيخ/ عبدالله سالم باحمدان عضواً 6- الشيخ/ حسن محمد بن لادن عضواً 7- الشيخ / حسين بن صالح الهمامي عضواً 8- الشيخ/ أحمد أبو بكر بازرعة عضواً 9- الشيخ/ جمال مصلح الهمداني عضواً 10- الشيخ/ سالم أحمد باسمح عضواً
و كان لهؤلاء الشيوخ فضل كبير في تغطية النقص الكبير في موازنة الجامعة جزأهم الله خير الجزاء على ما قدموه ، ونود التنويه بأن الشيخ / عبدالله أحمد بقشان منح القسط الأوفر من المساعدات في تغطية نفقات التشغيل للعديد من الفعاليات والأنشطة العلمية والأكاديمية التي نفذتها جامعة عدن طيلة الفترة الممتدة منذ العام 2009م و إلى يومنا هذا ، وتحملت مؤسسة العون للتنمية البشرية والتي يرأسها الشيخ / عبداللاه بن محفوظ بتغطية نفقات جائزة جامعة عدن للبحث العلمي ولا زالت مستمرة بإذن الله ، ولسد العجز والنقص الحاد في موازناتها المالية أسست الجامعة نظام التعليم على النفقة الخاصة و التعليم الموازي والتعليم عن بُعد لتغطية العجز في الموازنة التشغيلية الحكومية و كل هذه الاجتهادات محاولة جادة لرفع المستوى التعليمي لجامعة عدن 0
في نهاية حديثي هذا في مناسبة عزيزة علينا نحن منتسبي الجامعة في ذكراها الخامسة والأربعين بقيت لي عدد من الملحوظات والآراء أود إضافتها :–
أولاً : – أهنئ أعضاء مجلس جامعة عدن وكل منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعدة و الموظفين والطلاب بهذه الذكرى الهامة من تطورها ، وكنا نود أن نحتفي بها بعقد المؤتمر العلمي التقييمي الخامس للجامعة كما دأبت عليه الجامعة في مناسباتها بالسنوات الماضية وبحكم الظروف الحالية قررنا التأجيل بالاحتفاء بهذه المناسبة إلى العام الأكاديمي القادم بأذن الله 0
ثانياً : أهنيء كل منتسبي الجامعة على بلوغ جامعة عدن مصاف الجامعات العالمية وفقاً لمعايير مؤسسة ( QS ) البريطانية للعام 2015م وهذا استحقاق جميل ورفيع المستوى علينا جميعاً الاعتزاز به و هي المرة الأول في تاريخ الجامعات اليمنية وجامعة عدن بالذات ، أن حصول جامعة عدن على التصنيف العالمي الرفيع جاء بجهد جميع منتسبي جامعة عدن لأعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعدة في مجال البحث العلمي والتدريسي وكذا لانضباط وتفاني جميع الموظفين والطلاب ، وهذا المركز المتقدم عالمياً يعد شرفاً رفيعاً في مسيرة جامعة عدن المتواصلة ، وقد استقبلت الجامعة العديد من برقيات التهاني من الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية والشخصيات العامة من داخل الوطن وخارجه 0
ثالثاً : تمر الجامعة الآن بظرف استثنائي عصيب جراء الحرب الكارثية ونتائجها المؤلمة للجميع وعلينا جميعاً مسؤولية العمل المشترك لرأب الصدع و إصلاح العلاقات الإنسانية المتردية بين أبناء الوطن الواحد من جراء الشحن العاطفي والتعبئة الخاطئة للأفكار المناطقية والجهوية والسلالية والقروية والطائفية والتي ستؤدي حتماً إلى مزيد من التشظي والتشرذم ليس على مستوى الوطن كله بل على مستوى كل محافظة ومنطقة على حده ، ومالم يتحرر المثقف من نوازع الشر المتمثلة في أمراض الحقد والحسد والكراهية والعنصرية فان الوطن لن يتعافى لا في جنوبه ولا في شماله وبالتالي ستستمر دورات العنف الدموية بطرق وأشكال متنوعة وربما تكون أكثر مأساوية ودراماتيكية في المستقبل 0
رابعاً :– الجامعة هي جزء من منظومة سياسية واجتماعية وفكرية وإدارية واحده للمجتمع اليمني وحينما تضع الحرب أوزارها قريباً بإذن الله ينبغي البدء بأي إصلاح شامل وتقويم لكل المنظومة الثقافية والسياسية والإدارية المهترئة في المجتمع اليمني ككل.
خامساً :– رسالة موجه للزميلات والزملاء الذين يتهافتون ويتزاحنون في التبرع بتقدم المشاريع المكتوبة والشفوية وغيرها بهدف ظاهرة إصلاح وتطوير جامعة عدن وباطنها الله وحده عالم بالأسرار، نعم أقولها بوضوح إن الجميع يحتاج للتغيير والتطوير والإصلاح الشامل على المستوى الفردي والجماعي والمؤسسي، لكن ذلك لن يحدث إلا في السياغ الوطني العام لإصلاح المنظومة الاجتماعية والإدارية والسياسية في الوطن كله، وليس بمؤسسة بعينها إلا إذا كان الهدف (إنقلابي، ثورجي وراديكالي) فهذا أمر آخر تماماً ، وللتنبيه فحسب فجامعة عدن ووفقاً لقانون إنشائها عام 1975م هي يمنية بامتياز ووفقاً لقانون الجامعات اليمنية القائم هي بالطبع جزء من المنظومة الأكاديمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي للجمهورية اليمنية وعليكم العودة لقراءته وفهمه ، وأما ما يخص المطالبات الحقوقية لليمنيين الجنوبيين فقد ناقش و أقر مؤتمر الحوار الوطني الشامل كافة هذه المطالب في محور القضية الجنوبية التي دافع عنها الجنوبيين الشرفاء بشراسة في دهاليز وأروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، إذاً سيظل قانون الجامعات اليمنية هو الفيصل القانوني بين قيادات الجامعة ومنتسبيها وليس هناك شيء آخر ، أننا ملزمين جميعاً أن نطبق القانون 0
سادساً :- علينا في هذه اللحظات الاستثنائية ولكي نطبع الأوضاع في الجامعة أن نبدأ "بالأولويات " الممكنة ومنها إزاحة الركام المتساقط في أروقة الكليات والمراكز العلمية والإدارات وإزاحة الأتربة ونفض الغبار من على مناضد وكراسي الطلاب والمدرسين والموظفين والترميم الممكن للأبواب و نوافذ القاعات والمكاتب وترميم ما تيسر من الأسوار والمباني والقاعات و التعاون الإيجابي مع قيادات الجامعة والكليات في ترتيب الجدول الدراسي للطلاب والبحث الجاد في الفصل التعويضي لأبنائنا الطلاب وجمع وثائقهم التي تعرضت بعضها للتلف والضياع بسبب الحرب والمواجهات العسكرية ، هذه هي الأولويات التي ستخدم جامعة عدن ، إما خلاف ذلك فمضيعة للوقت 0
سابعاً:- تشير العديد من الدراسات الاستراتيجية والعسكرية منها إلى أن إطالة أمد الحرب باليمن فإنها ستقود حتماً إلى الوصول إلى تجربة أشقائنا في ليبيا أو الصومال ، وان المخرج الوحيد لأنها الحرب وتبعاتها هي الجلوس على طاولة الحوار للبحث في حلٍ سياسي للوطن وعلى النخب الأكاديمية في اليمن أن تدعم و تشجع الحوار السياسي الذي سيقوده فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائبه الأمين دولة الأستاذ / خالد بن محفوظ بحاح رئيس مجلس الوزراء والبحث والحوار معاً مع شركاء العمل السياسي الفاعل في اليمن ، وهذا هو المخرج الوحيد لإخراج اليمن من كل أزماته وحروبه والبحث معاً في استعادة الدولة و في تأمين مستقبلها المشرق بأذن الله تعالى ووفقاً لنتائج وقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل 0
في الأخير ندعو الله عز وجل أن يحل السلام والأمان والوئام في كل ربوع اليمن السعيد بإذن الله ، وتغمد الله شهداء الوطن بواسع الرحمة والمغفرة وألهم ذويهم و أحبابهم الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل ولكل المواطنين اليمنيين النازحين في الداخل والخرج سرعة العودة إلى بيوتهم ومنازلهم مُنهين ومودعين آلام النزوح و أوجاعه و جراحه ، والدعوة الصادقة للقيادات السياسية في بلادنا بالتوفيق والسداد في الإنهاء العاجل لمعاناة المواطنين وإنهاء الحرب التي دمرت العديد من مقدرات اليمنيين جميعاً ، ولجامعة عدن في ذكراها آل 45 كل التوفيق والسير نحو المجد والرفعة والعُلى,,,
والله من وراء القصد...
أ0د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن – محافظ عدن الأسبق

سبتمبر 2015م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.