إصابة مواطن ومهاجر أفريقي بنيران العدو السعودي في صعدة    فعالية ووقفة نسائية في تعز بالعيد ال11 لثورة 21 سبتمبر    ثلاث دول تعترف بدولة فلسطين والبرتغال تلحق بالركب    تقدير موقف حول مؤتمر "الأمن البحري" في الرياض    منتخب الناشئين يخسر أمام قطر في مستهل كأس الخليج    من التضحيات إلى بناء الدولة.. وثيقة بن بريك نداء اللحظة التاريخية    بينهم أكاديميون ومعلمون وحفّاظ.. مليشيا الحوثي ترهب أبناء إب بحملات اختطاف    هيئة التعليم والشباب والرياضة تشيد بتنظيم البطولة الوطنية لكرة السلة وتتفقد أعمال الصيانة في الصالة الرياضية المغلقة بالمكلا    قيادي انتقالي: المركزي يقود عصابة الصرافين لسرقة المنحة السعودية    اليوم الرابع من الغضب.. «إعصار المشهري» يعصف بإخوان تعز    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء عبدالرحمن حسان    الأمانة العامة للإصلاح: المواقف السعودية ستظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني    محمد الحوثي: الشعب سيمضي مع القيادة حتى الحرية والاستقلال الكاملين    وقفة نسائية في المحويت بذكرى ثورة 21 سبتمبر    إيطاليا تستبعد الكيان الصهيوني من "معرض السياحة الدولي"    وزارة الإعلام تطلق مسابقة "أجمل صورة للعلم الوطني" للموسم الثاني    قراءة في كتاب دليل السراة في الفن والأدب اليمني لمصطفى راجح    حل الدولتين.. دولة فلسطينية بلا شعب!    المنحة السعودية المزمع وصولها في مهب افلام المعبقي    صنعاء.. اعتقال قطران ونجله بعد اقتحام منزلهما في همدان    الأمم المتحدة:الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ينذر بكارثة إنسانية    الوفد الحكومي برئاسة لملس يختتم زيارته إلى مدينة شنغهاي بالصين    الأرصاد يخفض التحذير إلى تنبيه ويتوقع هطولاً مطرياً على أجزاء من المرتفعات والسواحل    الإصلاح ينعى الشيخ عبد الملك الحدابي ويشيد بسيرته وعطائه    فخ المنحة السعودية:    المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب يحذر من تنامي خطر "القاعدة" في اليمن    المونديال المصغر.. سيدات البرازيل يتخطين مصر وتعادل بين لبنان وكردستان العراق    التعايش الإنساني.. خيار البقاء    عبد الملك في رحاب الملك    جراح السيلاوي يؤكد جاهزيته لمواجهة قوية في بطولة "الطريق إلى دبي"    ينطلق من إيطاليا.. أسطول بحري جديد لكسر حصار غزة    مانشستر يونايتد يتنفس الصعداء بانتصار شاق على تشيلسي    بطولة إسبانيا: ريال مدريد يواصل صدارته بانتصار على إسبانيول    مدرب الاتحاد يفكر بالوحدة وليس النصر    إصلاح حضرموت ينظم مهرجاناً خطابياً وفنياً حاشداً بذكرى التأسيس وأعياد الثورة    السعودية تعلن تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية ب مليار و380 مليون ريال سعودي    شباب المعافر يُسقط اتحاد إب ويبلغ نهائي بطولة بيسان    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    الصمت شراكة في إثم الدم    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور \"فضل الربيعي\" : حماية عدن ضرورة وطنية ومصلحة إقليمية ودولية
نشر في حياة عدن يوم 01 - 08 - 2011

span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/قراءة
span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"د. فضل الربيعي*
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"قراة في مفهوم الأمن الإنساني في ضوء احترام حقوق الانسان
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"تعتبر مسألة الأمن في حياة المجتمعات من أهم القضايا الإنسانية ، والركيزة التي تقوم عليها الحياة البشرية وبفقدان الأمن تفقد الحياة البشرية معناها بصفة عامة.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"فالأمان والاطمئنان صفتان متلازمتان في الحياة الإنسانية فإذا توفر الأمان حل الاطمئنان والعكس إذا اختل الأمن انتفى الشعور بالاطمئنان، لذا فهما صفتان راعية للحياة الإنسانية، فإذا فقد الأمن عم المجتمع القلق والفوضى والدمار الاجتماعي و سيطر الخوف في أوساط المجتمع ويبعث بالنوازع المدمرة للعلاقات الإنسانية ، وقد بين ديننا الحنيف أهمية الأمن وأوضح حدوده وشرائعه كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[المائدة:33].
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وأوضح ابن خلدون أن أهمية الاجتماع البشري تكمن تلبينها حاجة الإنسان لشيئين هم الأمن والغذاء وهم شيئين متلازمين لا يمكن تحقيقهم إلا من خلال الاجتماع البشري.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعليه فان الاستقرار الأمني هو المكسب الإنساني الهام، وهو قاسم الحياة المشترك في المجتمعات التي تزدهر فيها التنمية الشاملة في المجتمع وبانعدامه تختفي مظاهر ازدهار التنمية، حيث ينشغل الكل بمحاولة تأمين نفسه وخلق الظروف المناسبة حوله، كما يترتب عليه تعطيل الأعمال وسوء الظن والتجسس والتوجس وغيرها من المظاهرة التي تشكل خطراً على حياة الإنسان . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نتعرف على دور الأمن القائم على الخدمة وما ينبغي أن تقوم به المؤسسات الأمنية بالسهر على حماية الوطن والمواطن.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"حيث يشكل الأمن في حد ذاته شيء أساسي للإنسان وللمجتمع معاً، وهو حق إنساني لذا جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مؤكداً ذلك الحق الإنساني في الأمن كحق جماعي للإنسانية.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وقد كان الأمن ولازال هاجس الأفراد والجماعات والأمم وتسعي إلى تحقيقه بشتى السبل، باعتباره العامل الجوهري الذي يحفظ الوجود الإنساني ويمنحه مكانه في الحياة الكريمة ، لذلك فقد رافق تصور الحياة المطمئنة الآمنة كل العصور والأزمنة ، بما يتفق مع الفطرة التي جٌبل عليها البشر وهي غريزة البقاء وغريزة الدفاع عن الحياة وسلامة الجسد والحرية ، وتطورت أساليب الدفاع والحفاظ على الأمن بتطور الوسائل التقنية التي توصل إليها الإنسان من العصور البدائية إلى تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات في العصر الحديث.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وتشهد الحياة السياسية في العالم المعاصر موجات زاحفة من الإرهاب والتطرف الذي يهدد امن وسلامة المجتمعات البشرية وفي موجة العنف هذه تجد الشعوب نفسها في مواجهة خطورة هذه الأعمال الدامية الناتجة عن التطرف والعنف الذي لا يرحم وهذه المواجهة لا توفرها الأنظمة الاستبدادية نفسها بل هي سببا في تعزيز الإرهاب([1]).
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"فالعنف والتطرف نابعان من الجهل والتخلف لذا فإن مواجهتهما لابد أن تأخذ أبعاداً ثقافية تستند على مبدأ الحوار والتسامح وحقوق الإنسان.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"حيث أن الإرهاب والعنف هو فعل عدواني تجاه الآخر لا يتوفر إلا في بيئات تفتقر إلى تلك الثقافة.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"مفهوم الأمن الإنساني وحقوق الإنسان ؟؟
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"اقترن مفهوم الأمن الإنساني بمفهوم حقوق الإنسان، وقد اتخذ هذا المفهوم أبعاداً عدة مثل الأمن الإنساني الاقتصادي والاجتماعي ويشمل الأمن الغذائي وحرية التنقل والسكن والعمل ... الخ.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"الأمن الإنساني الثقافي ويشمل حماية الثقافات والتنوع الثقافي.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"الأمن الإنساني السياسي والمدني الذي يشمل حقوق الإنسان المدنية والسياسية
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وأخيراً الأمن الإنساني الحيوي أو البيئي الذي يشمل حماية البيئة من التلوث.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وعليه فإن الأمن الإنساني يحمل قيم إنسانية جوهرية، ارتبط بحقوق الإنسان بوصفها قيمة إنسانية أيضاً، فتوفر الأمن الإنساني يعني توفر حقوق الإنسان.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"إن إقامة أمن وطني ودولي كان الهاجس الذي اجتمعت لأجله الدول عام 1945م، لتضع ميثاقا دوليا يؤمن السلم بينها والازدهار لأعضائها ويحفظ حقوق الإنسان فيسود العدل والوفاق بين الأفراد وبين الشعوب والذي انعكس في إصدار العديد من المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية , التي هدفت إلى تنظيم العلاقات بين دول وشعوب المعمورة واحترام حقوق الإنسان . ولقد تطورت منظومة حقوق الإنسان بفضل ما بذلته الإنسانية من جهود ، ومواجهة التحدي الذي خلفته الصراعات والحروب الدولية وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية، حيث استشعر المجتمع الدولي فداحة الخسائر والأضرار التي لحقت به جراء الحربين العالميتين، وتبين له العلاقة الوثيقة والتلازم بين حفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية الحقوق والحريات العامة، إذ أن تحقيق الحريات لن يتأتى إلا في ظل الأولى ، وهو ما أشار إليه ميثاق تأسيس منظمة الأمم المتحدة والذي أكده الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 م الذي أراد ترسيخ مبادئ احترام حقوق الإنسان وحرياته. ويعد مبدأ حق تقرير المصير ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الجماعي الذي يقتضي حظر العدوان ويعطى صاحب الأرض حق الدفاع الشرعي للتحرر من الهيمنة بمختلف أشكالها ، لا أن يقتصر على تحديد شكل النظام السياسي، وحماية أمن الأفراد وبحظر التوقيف والقبض والاعتقال تعسفا ، في ظل نظام قانوني يحترم منظومة حقوق الإنسان التي تحظر التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية التي تنقص من الكرامة .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لذلك أكد ت النظم الاجتماعية على مبدأ العدالة الاجتماعية ونبذها لمظاهر الاستغلال كافة وسعيه إلى تحقيق التوازن بين حاجات المجتمع والفرد للوصول إلى مجتمع سعيد آمن ، مجتمع يشعر في ظله الجميع بالعدالة والمساواة وبتحرره من الظلم ، لأن جوهر العدالة الاجتماعية هو تحرير الإنسان من الظلم الاجتماعي بإرساء دعائم المساواة وفقا لمبدأ تكافؤ الفرص واحترام منظومة حقوق الإنسان.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"من هذا المنطلق فكل ثورات الشعوب تنادي بالحرية والمساواة, التي تسعى إليها شعوب .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وفي هذه الورقة سوف نناقش مفهوم الأمن الإنساني قراءة للجوانب الحضارية والسياسية والاجتماعي في ضوء احترام حقوق الإنسان من خلال الآتي:
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"أولاً: الجانب السياسي (حرية ممارسة العمل السياسي ):
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وتتركز في القضايا الآتية :
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على قدسية حرية الإنسان والمطالبة بحمايتها وتحريم تقيدها بأي شكل.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التحريم القاطع لكافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وإلحاق الضرر بشخص سجين مادياً أو معنوياً.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على قدسية حق المواطنة فلا يجوز إسقاطها أو سحبها.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على احترام مبادئ الحوار الديمقراطي كأسلوباً ناجحاً لطرح الآراء.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ثانيا : الجانب الاجتماعي
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على حق الإنسان في امتلاك المسكن وعلى حرمة هذا المسكن فلا تهتك حرمة ومراعاة حقوق الجيران.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على حق جميع أفراد المجتمع في الرعاية ومستوى صحياً متطوراً وصولاً إلى مجتمع الأصحاء.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على حق التعليم والمعرفة لكل إنسان، فلكل إنسان الحق في اختيار التعليم الذي يناسبه.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على احترام المثل والقيم الإنسانية العالية تطلعاً إلى مجتمع إنساني بلا عدوان.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"التأكيد على حقوق الأقليات والقوميات في العيش بحرية وفق اختياراتها ولها حقها في تقرير مصيرها وإقامة كيانها الوطني والقومي، وللأقليات حقوقها في الحفاظ على ذاتها وتراثها وثقافتها، ولا يجوز قمع تطلعاتها المشروعة واستخدام القوة لإذابتها في ثقافات أو اُطر أخرى.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وفي الجوانب الاجتماعية يمكن أن نقرأ في الأمن الإنساني حماية حقوق الإنسان التي تمكنه من حق في إنشاء أسرة متماسكة قائمة على بنائها من أمومة وأبوة وأخوة.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"والتأكيد على أن أفراد المجتمع متساوون رجالاً ونساءً في الحقوق والواجبات.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ثالثا: الجوانب الاقتصادية
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"يحتل الجانب الاقتصادي أهمية كبرى في الحياة الإنسانية ممثل ذلك في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير كافة المتطلبات الاقتصادية من خلال حق الحصول على العمل الذي يناسب الإنسان وقدراته ومؤهلاته وجهده وتكوين الاتحادات والنقابات والروابط العمالية مصالحهم المهنية والنقابية.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"رابعا : الجانب الحضاري
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وفي الجوانب الحضارية أكدت كل المواثيق والقيم الإنسانية على حق الإنسان في التمتع بالمنافع والمزايا والقيم والمثل الذي يوفرها الترابط والتماسك لاجتماعي والألفة، والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد وبينهم وبين المجتمعات البشرية الأخرى. وأن السلام بين الأمم كفيل بتحقيق الرخاء والرفاهية والوئام، ومحاربة كل أشكال الإرهاب والعنف وترويعهم بنشر الدمار والفناء في العالم. وبذلك تبقى مهمة البشرية النضال من أجل إلغاء الأسلحة الذرية والجرثومية والكيماوية ووسائل الدمار الشامل وتخليص البشرية من المحطات الذرية وخطر نفاياتها.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"إن الاستقرار السياسي في جوهره ومضمونه، لم يكن وليد القوة العسكرية والأمنية، وإنما هو وليد التنمية الإنسانية بجوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تجعل من كل قوى المجتمع وفئاته عينا ساهرة على الأمن , كثيرة هي الحقائق والمعطيات الموجودة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي التي تؤكد أن الاستقرار السياسي في الدول الحديثة اليوم، لا يمكن تحقيقه بالقمع والغطرسة وتجاهل حاجات الناس وتطلعاتهم المشروعة. فالترسانة العسكرية ليست هي وسيلة جلب الاستقرار وحفظه. كما أن زهو القوة وأوهامها، ليست هي الوسيلة لتحقيق الاستقرار أيضاً.. فالعديد من الدول تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة وأجهزة أمنية متطورة، وكل مظاهر القوة المادية إلا أنها مع أي ضغط أو تحول، نجدها تتهاوى وتتلاشى ويسري الضعف إلى مؤسساتها الأمنية والعسكرية ونلاحظ ماجرى ويجرب من وطننا العربي بدءً بالعراق ومروراً بتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن هو نتاج طبيعي لتلك الأنظمة الاستبدادية العربية التي عملت على تغييب قيم العدالة والديمقراطية والحرية،في المؤسسات الثقافية والاجتماعية وأفرقتها من مضامينها الفعلية .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"ولذلك نجد أن الدول هي التي يهتز فيها الاستقرار السياسي لأبسط الأسباب والعوامل هي تلك الدولة القائمة على ثقافات الاستبداد والإلغاء والإقصاء والتفرد بمقدرات البلد، أما الدول التي تعيش حياة سياسية فعالة ومستقرة فيها الدول التي تحترم شعوبها وتمنحهم حقوقهم الكاملة وتشركهم بالتنمية الفاعلة، وفق أسس ومبادئ واضحة، ذلك يعد ضمانة فاعلة للحفاظ على الاستقرار والأمن المجتمعي.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"فقوة الدول واستقرارها اليوم، لا يمكن أن تقاس بحجم الأسلحة وقوة الترسانة العسكرية أو عدد الأجهزة الأمنية، وإنما تقاس بمستوى الرضا الشعبي وبمستوى الثقة وبمستوى الحياة السياسية الداخلية، التي تفسح المجال لكل الطاقات والكفاءات للمشاركة في الحياة العامة.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"فالاستقرار الحقيقي يتطلب خطوات سياسية حقيقية تعمق من خيار الثقة المتبادلة بين السلطة والمجتمع، وتشرك جميع الشرائح والفئات في عملية البناء والتنمية الشاملة، ووجود الثقة والرضا المتبادل بين السلطة والمجتمع يعد من الضرورات الداعمة للاستقرار والحفاظ على الأمن. فالأنظمة التي لا تثق بشعبها أو الشعب الذي لا يثق بحكومته، يبقى مهدد بشكل حقيقي في أمنه واستقراره. لأن الأمن الحقيقي والاستقرار هو الذي يستند إلى حقيقة راسخة وهي توفر الثقة العميقة والمتبادلة بين السلطة والمجتمع. هذه الثقة هي التي تمنح القوة لكلا الطرفين. فقوة المجتمع قي انسجامه السياسي مع نظامه السياسي، وقوة النظام السياسي في ثقة المجتمع به وبخياراته السياسية والإستراتيجية.. لذلك فإن الاستقرار يتطلب وبشكل دائم العمل على غرس بذور الثقة بين السلطة والمجتمع والتي هي غائبة اليوم في مجتمعنا.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"إذا يلحظ أن الانفلات الأمني لا يحدث إلا عندما يزداد التباعد بين السلطة والمجتمع، فالدولة الناجحة هي التي تعمل وتحافظ على حريته وأمن المواطن وحقه في حكم نفسه وترعى جوانب الحياة العامة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجعل من كافة أبناء المجتمع ينعمون بالأمن والأمان مستندة ومستمدة قوتها من المجتمع.وعلية فان المواطنة الحديثة كما يقول مايير meyer تتمثل في قدرة الفرد على وعي القيم الديمقراطية والأخلاقية الأساسية التي تجعله أكثر قدرة على اتخاذ خياراته وأكثر قدرة على الفعل في إطار إحساسه بالانتماء وتعني المشاركة الفعالة في مختلف المسؤوليات العامة للمجتمع ([2]).
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"وبهذا الصدد يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي: " أن الإنسان لا يتذمر من شي إلا إذا كان واعياً لحقوقه فالعبد في عهد الرق لا يتذمر من شي مهما كانت معاملة سيده له لأنه يعرف أن سيده قد اشتراه بماله كما يشتري الحمار، وليس له حق على سيده أكثر من حق الحمار، إنما هو لا يكاد يتكلم بأنه إنسان كغيره من الناس وان له مثل حقوقهم ، حتى يبدو بالتذمر، وربما ثار عند ذلك ثورة عارمة. ويقول إن الوعي تجاه الظلم يثير الإنسان أكثر في ما يثيره الظلم نفسه([3])".
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"إن مسألة الوعي بالأمن أصبحت أهم قضية تشغل بال المجتمع اليمني ولاسيما في هذه الفترة أي الظروف الاستثنائية التي نمر بها اليوم، لاسيما وشبح مخاطر الانفلات الأمني تحوم حول مدينتنا عدن، وباتت تلك الأوضاع محيرة ، إذ يبدو قد اختلطت فيها الأوراق وتقاطعت فيها المصالح، لذا فالخطر الذي يحوم بأمن عدن لا يستهدف عدن وحدها بل إن أمواج البحر ستحمل شرارات ذلك الخطر معها إلى ابعد مدا تصله.
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"لقد كان عنوان الندوة هذه موفقاً عندما خص هذه المدينة المحورية التي تكتسب أبعاد حضارية وإنسانية. إذ يبدو أن تجربة 174 سنة في خلق مجتمع حضاري ومدني قد تنسف من الأساس، وذلك عبر محاولة تصدير التطرف إليها الذي أصبح شبح يحوم حولها منذ سنوات، تارة بقراصنة البحر وتارة أخرى بتنظيم القاعدة ربما تقاطعت مصالح قوى داخلية وخارجية في هذا الاتجاه. إلا أن تحويل عدن ومحيطها الجغرافي إلى مناطق صراع وسأجمع.تصفية حسابات محلية وإقليمية ودولية – كما يبدوا- لا يخدم في الأساس هذه القوى بل ربما يعرض مصالحها للخطر خارج الإطار الجغرافي بل إن المنطق الحقيقي والعمل الذي يمكن أن يسود هو الحفاظ على أمن عدن بوصف أمن إقليمي ودولي تشترك فيه عدن مع المجتمع الدولي .
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"فحماية أمن عدن لا يمكن فصله عن أمن المنطقة والعالم أجمع . وصدق عمر بن عبدالعزيز إذ قال لأحد عماله الذي كتب إليه خطاباً قال فيه إن مدينتنا قد تهدمت فإذا رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً نرممها به .. فكتب إليه عمر: " إذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم فإنه عمارتها"..
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"font-size: medium; \"
span style=\"color: rgb(128, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"رئيس مركز مدار للدراسات - عدن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.