span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدن / إبراهيم القديمي*span style=\"font-size: medium;\" أثارت زيارة عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "المفاجئة" إلى واشنطن الكثير من التساؤلات، خاصة من طرف المعارضة وشباب الثورة الذين لم يستبعدوا لجوء صالح إلى ترحيل نائبه قسرا، تفاديا لرحيله من السلطة، وللهروب من استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 القاضي بوجوب توقيعه على المبادرة الخليجية وتنحيه عن السلطة نهائيا. ويرى هؤلاء أن سفر هادي سيفضي إلى إجهاض المبادرة الخليجية، وعودة الأزمة اليمنية إلى مربع الصفر. خصوصا أن هذا السفر يأتي في وقت تترقب فيه صنعاء وصول المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني للإشراف على تنفيذ القرار. ويجزم القيادي في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة نايف القانص بأن سفر هادي إلى واشنطن لعبة من ألاعيب صالح للتهرب من التوقيع على القرار، وفق تعبيره. وأوضح القانص للجزيرة نت أن "صالح حينما شعر بضيق الوقت واقتراب موعد تنفيذ القرار الأممي رأى أن من الضروري مغادرة نائبه، ليبرر أي تأخر في التنفيذ بأن الملف بيد هادي، وبالتالي لا يمكن التصرف إلى حين عودته من السفر". ويعتقد القانص أن تزامن سفر نائب الرئيس مع دعوة صالح المعارضة إلى إجراء حوار ومنحها مهلة 72 ساعة -مهددا باتخاذ قرارات انفرادية- "دليل على صحة" قراءته للتطورات السياسية. span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"تعطيل القرار من جهتها اعتبرت الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني لتجمع قوى الثورة حورية مشهور أن "ترحيل هادي في هذا التوقيت بمثابة تعطيل للقرار الأممي القاضي في جوهره بتنحي صالح وتسليم السلطة لنائبه بشكل كامل". وقالت للجزيرة نت "إن اليمن يعيش تحت ضغط الوقت والقرار صدر قبل عشرة أيام، ويبقى عشرون يوما حتى يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره حول ما تم إنجازه". وأضافت "يبدو أن صالح لم يترك وسيلة في التسويف والتأخير إلا واستخدمها، وما سفر نائبه لأميركا إلا من باب التطويل وكسب الوقت والتلاعب به". وانتقدت حورية مشهور الولاياتالمتحدة، وقالت "كان من الأحرى بواشنطن ألا تستقبل هادي إلا بعد توقيعه على المبادرة الخليجية". span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"كسب الوقت وكانت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أعلنت أول أمس توجه نائب الرئيس إلى واشنطن لتلقي العلاج، بعد أن أكمل زيارته للرياض لتشييع جثمان ولي العهد السعودي الراحل سلطان بن عبد العزيز آل سعود. لكن تقارير صحفية متواترة في صنعاء ذكرت أن زيارة نائب الرئيس لواشنطن ستطول وربما تستمر ثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا على وجود نية مسبقة لدى صالح لعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الضاغطة عليه لتوقيع المبادرة الخليجية. وأكد المحلل والكاتب الصحفي أحمد عايض للجزيرة نت أن تسفير هادي يأتي في سياق التلاعب بالوقت، وكل تأخير بنظره يؤثر على حياة اليمنيين في مأكلهم ومشربهم وأمنهم واستقرارهم. وأضاف أن حياة الناس عادت للوراء 40 عاما "وبات من المألوف مشاهدة الناس وهم يستخدمون البغال والحمير في جلب مياه الشرب، في ظل التمسك المخيف بالسلطة من قبل صالح". span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\" حشد التأييد وقد تزامنت زيارة هادي لواشنطن مع زيارة مماثلة لمستشار الرئيس للشؤون السياسية عبد الكريم الأرياني لإحدى دول أوروبا بهدف العلاج، وفقا لما أوردته وكالة سبأ. ويتوقع المراقبون أن صالح يهدف من الزيارتين إلى حشد تأييد دولي لمبادرة جديدة تمنحه مزيدا من الوقت وفرصة جديدة للمراوغة، هربا من استحقاقات نقل السلطة الذي فرض عليه دوليا وإقليميا. ولم يخف عبد الحليم عمر -وهو من شباب الثورة– مخاوفه من سفر هادي باعتباره المخول رسميا بالتوقيع على المبادرة والمخول أيضا بإدارة المرحلة الانتقالية عقب نقل السلطة سلميا. وتساءل عمر "كيف سيكون الوضع لو لم يعد هادي؟"، مشيرا إلى أن للأخير مبررات كافية لعدم العودة بعد ما اتهمته وزارة الداخلية بوقوفه وراء محاولة انقلاب كان يجري التخطيط لها قبيل عودة صالح، وما تلاها من تسريبات حول التخطيط لاغتياله، وفق تعبيره. span style=\"color: rgb(0, 51, 102);\"المصدر: الجزيرة