توالت ردود الأفعال المستنكرة لما أقدم عليه عناصر من الحراك الجنوبي عصر الأحد الماضي من نصب لنقاط تفتيش و قيامهم بعمليات اعتداء على مواطنين مسالمين و مركبات خاصة كانوا يستقلونها، هذه الأفعال التي وصفت بالدخيلة على مدنية وحضارية مدينة عدن لقيت استهجاناً واسعاً واصفة إياها بأعمال بلطجة لا يمكن السكوت عليها وينبغي التصدي لها والتحذير من عواقبها. الأمين العام لمجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية الدكتور عبدالله العليمي طالب عقلاء الحراك بأن يتداركوا نضالهم السلمي بعد أن سعى مجموعة من البلاطجة تشويهه من خلال اعتداءاتهم المتكررة على الفعاليات السلمية والمسافرين والشاحنات في عدن وغيرها. وقال العليمي إن من يمارسون الاعتداء على الناس وإرهابهم والتحريض على فعالياتهم السلمية هم من بقايا الإستبداد والشمولية بينما نحن اليوم في عهد الربيع والحرية. مضيفاً: قمة الغباء أن يسعى مجموعة بلاطجة لسد أبواب التغيير وإرهاب الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم. مطالباً العقلاء في الحراك الجنوبي السلمي أن يحرروا نضالهم من هؤلاء البلاطجة اللذين ربما يعملون لحساب جهات لا تحمل مصلحة للحراك أو عدن أو الجنوب. كما دعا أمين عام قوى الثورة الجنوبية في ختام تصريحه السلطات الامنية والمحلية في عدن للقيام بواجبهم في حماية الناس والمسافرين والوقوف بحزم في وجه كل الإرهابيين الذين ينشرون الخوف في مدينة حساسة ومهمة مثل عدن. مؤكداً: أن شباب الثورة السلمية ومعهم كل المكونات المدنية المنخرطة في التغيير وأهالي عدن الشرفاء سيردون الرد المناسب على هؤلاء العدميين من من خلال المشاركة في المسيرة السلمية المقررة يوم 21 فبراير في عدن وهي الفعالية التي ستنصرف إليها عدن بنفسها و بسلميتها وستوجه صفعة قوية لبقايا الإستبداد والأنظمة الفاسدة التي مازالت تقاوم عوامل الإنقراض المحقق بعد أن تجاوزتها الشعوب بثورات الربيع العربي. وعلق عضو أنيس آل يعقوب القوى المعطلة في الحراك الجنوبي شوهت صورته في ذهن المواطن سريعاً، فسودت صورته البيضاء التي رسمها في مهرجان التصالح والتسامح، مضيفاً الحراك الجنوبي كان يصارع وهماً و ظهر ساذجاً. قيادة منتديات عدن للتغيير في محافظة عدن أدانت اعتداء عناصر الحراك الجنوبي عصر الأحد الماضي على رحلة مدرسية قادمة من محافظة إب لاعتبارات مناطقية ضيقة تجاوزها الشعب كله. وأضاف اتحاد التغيير-في بيان تلقته صيرة- أن هذه التصرفات لا تخدم أحد بقدر ما تفيد الساعين لتمزيق النسيج الاجتماعي لمدينة عدن والباحثين عن إثارة الفوضى والانفلات الأمني . مطالباً كافة المكونات السياسية و الاجتماعية والشبابية بالمحافظة لإدانة هذا العدوان لاسيما وأنه يأتي بعد سلسلة اعتداءات لم تستثن أحد . كما طالب الجهات الرسمية والأمنية باتخاذ دورها المنوط بها في رصد الأشخاص المتورطين بهذه الجريمة لا سيما وقد تكررت نفس الشخوص في اعتداءات جرت على طول وعرض المحافظة . داعياً كافة المكونات والأفراد لتطبيق مفهوم ( التصالح والتسامح) بمعناه الحقيقي والجميل بعيدا عن لغة العنف والاعتداءات التي تسيء لفاعلها في المقام الأول وتسهم في توتير الأوضاع في المحافظة وتمزيق مفهوم الأمن والسلام الاجتماعي . من جهته قال المهندس علي قاسم لا يمكن أن ثقافة التقطع لا يمكن أن تمارس إلا من أناس فقدوا أدنى قيم التحضر والمدنية وانسلخوا حتى من أبسط القواعد الانسانية، تمثل ذلك في وضع نقاط عنصرية عرقية تفرز الناس بالبطاقة الشخصية وكأننا في جنوب افريقيا أيام التفرقة العنصرية، وأن يقف أبناء عدن بسياراتهم طوابيرا لكي يتفحصها بعض الواهمين المدججين بالسلاح فهي قمة الدناءة وعدم رد الجميل لعدن ومدنيتها وحضارتها. و أوضح أن حالة الهستيريا التي انتابت هؤلاء جاءت بعد حملة تحريض تبنتها وسائل إعلام اشتهرت بصناعة الوهم وأدمنت الكذب في انتحار واضح وجلي لكل معاني المهنية الصحفية. الإعلامي و الكاتب خالد الشودري طالب أبناء عدنالمدينة الحضارية المسالمة بالتصدي لمثل هذه الممارسات الوافدة والدخيلة على مجتمعنا ومحاولة فرضها بالقوة، قائلاً: إننا لا نستجير من ظالم بأظلم، ولا يبرر المظلوم لنفسه ممارسة الظلم لمجرد مظلوميته، و تساءل الشودري أليس من معاني التصالح والتسامح القبول بالرأي الآخر و عدم التخوين لمجرد الخلاف وعدم التماهي مع خطاب معين، فلنجعل من فعالية شباب الثورة إذاً دليلاً على أن الجنوب فعلاً قد تصالح وتسامح لا شعاراً للاستهلاك الإعلامي الذي طالما قد سئمه الشارع المحتقن. الناشط سالم عيضة وصف سلوك عناصر الحراك بالغبي لأنه دائماً ما يحاول الاصطدام بشباب الثورة في الجنوب الذين لم يقطعوا طريق ولم يعتدوا على عابر سبيل ، وكل أبناء الجنوب يشهدوا لهم حسن الأدب ودماثة اخلاقهم. و يضيف عيضة الحراك اليوم استعدى على نفسه أبناء المحافظات الشمالية الذين يسكنون عدن ، واستعدى الزوّار لغرض التعليم أو لقضاء وقت إجازة أو زيارة الأهل والأقارب ، واستعدى على نفسه الأجهزة الأمنية فكل أبناء عدن يطالبون الدولة والجهات الأمنية الوقوف والتصدي لمثل هذه الأفعال الهوجاء والهمجية والتي لا تمت لعدن بصلة وإنما هي من موروثات صراعات الماضي .