بسبب إغلاق طريق (نقطة العلم – زنجبار الرابط محافظة عدن ببقية المحافظات الجنوبية والبيضاء في وجه مستخدميه منذ نحو شهرين ونيف تقريبا ولصعوبة سلوك الطريق البديل (1) عدن – الملاح – الحرور – جعار – الطرية – شقرة – شبوة وطول مسافة وتكلفة الطريق البديل(2) الحبيلين-يافع-البيضاء- لودر – شبوة أطريت وتدافع ضرورة الخروج من عدن والعودة إلى شبوة إلى استخدام طريق جديد لم يسلكه الكثير ممن يقصدون عدن واتخاذ قرار صعب وهو الإقدام على مغامرة غير محسوبة العواقب على الأقل بالنسبة لي شخصيا ومخر عباب البحر للمرة الأولى في حياتي رغم إني أسكن قرية ساحلية يبعد منزلي فيها عن شاطئ البحر أقل من كيلو متر واحد فقط قررت ذلك بالفعل ركوب البحر وعصر يوم الاربعا 16/ سبتمبر الماضي وبمعية أحد أقاربي من أبناء مدينة شقرة قصدت مرسى قوارب الصيد وموقع إنزال الأسماك بمنطقة صيره بكريتر عدن وهناك وجدنا أحد الصيادين من أبناء شقرة الذي وافق على إن يقلنا بقاربه الذي أبحر بنا من صيره عند الساعة الرابعة عصرا في رحلة كانت صعبة بالنسبة لي لم (أدو شكم ) بتفاصيلها ولستم مجبرين على معرفتها بل دعوني أروي لكم بعض المواقف التي واجهتني خلال رحلتي البحرية الأولى والتي سببت لي الكثير من الحزن وقرعت في رأسي ناقوس الخطر الذي ينتظرنا والمستقبل المجهول الذي تخطو البلاد نحوه وبسرعة جنونية جدا. الموقف الأول الذي واجهناه عرض البحر وقاربنا يسير بسرعة متوسطة على عمق 9 ميل بحري تقريبا بحسب تأكيد ربان القارب ونحن قبالة ملعب أبين الجديد الواقع شرق زنجبار مر بالقرب مننا قارب صيد يحمل على متنه عدد من النسوة والأطفال والعجزة (كبار السن) وفي هذا الإثناء كانت امرأة تطل برأسها خارج حافة القارب وإذا بها تتقيا بغزارة وهناك طفلين مبتسمان ببراءة ينظران إلى ألينا وإلى المجهول الذي ينتظرهما ويهدد مستقبلهما. لم يمر وقت طويل على مرور ذلك القارب بجانبنا وبعد حوالي نصف ساعة وبالتحديد في المنطقة الواقعة شرق قرية الشيخ سالم وتلبية لإشارة استغاثة تلقاها ربان قاربنا(محمد) من قارب آخر كان يبعدنا بعمق 2 ميل بحري وكعادة الصيادين وحبهم الشديد لبعضهم واستعداد الواحد منهم دفع حياته لإنقاذ حياة زميلا له أنعطف بالقارب مسرعا متجها صوب مصدر الإشارة وهناك وجدنا قاربا معطلا عرض البحر بعد إصابة أحد محركاته بعطب أوقفه عن العمل تماما وأخرجه عن الخدمة ، قارب محملا حتى آخره بأسرة كاملة مكونة من 16 فرد بينهم 7 أطفال و 4 نساء منهن امرأة مسنة في عقدها السابع من العمر تقريبا ،أسرة كبيرة وبهذا الحجم نازحة من مدينة شقرة الساحلية باتجاه عدن هروبا من القصف شبة اليومي الذي ينفذه سلاح الجو اليمني ضد العناصر المسلحة المصنفة بالانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي التي تحتل مثلث شقرة- مودية – أحور وبعض المرافق الحكومية الأخرى في المدينة أسرة كبيرة تغامر بحياتها وتستقل قارب صيد مدفوعة بخوف شديد من جراء استمرار تلك الضربات الجوية التي لم تصيب أحد من المواطنين حتى الآن ولكن الخوف من تطورات الإحداث مستقبلا وتكرار ما حدث لزنجبار وضواحيها في مدينتهم ،هذا الموقف الذي يعد الأكثر ألما وتأثير في نفسي أعاد إلى مخيلتي مشاهد كثيرة مشابهه شاهدتها بأم عيني حدثت لأشقاء من الصومال الشقيق وهي نتاج لتعنت قادتها وزعمائها الكبار تجاه عدد من القضايا التي بدأت صغيرة ثم كبرت ووصلت إلى حرب أهلية لم تنته بعد ولم يعرف وقت محدد لنهايتها وأوصلت الصومال الشقيق الى ما هو فيه اليوم مآس لا أول ولا آخر لها , نعم تذكرت ألازمة التي تمر البلاد بها ومواقف أطرفها المتشددة الطاردة لكل حلول لها وتذكرت تحذيرات الكثير من السياسيين والمحللين السياسيين والاقتصاديين والمهتمين بالشئون اليمنية الذين أجمعوا على إن استمرار ما يحدث في البلاد منذ عدة شهور سيؤدي في النهاية إلى الصوملة وسيذوق المواطن هناء ما تذوقه شقيقه الصومالي من عذاب وألم وتشرد وذل وهوان.