معنى الجمعة: قال الفراء : يقال الجُمعْة بسكون الميم ، و الجُمعُة بضم الميم ، و الجُمَعة بفتح الميم فيكون صفة اليوم ، أي تجمع الناس ، كما يقال : ضُحَكة للذي يضحك الناس ، ففيها ثلاث لغات .و الأفصح و الأشهر : الجمعة بضم الميم ، قال ابن عباس : نزل القرآن بالتشكيل و التضخيم فقراؤها جُمُعة قال صلى الله عليه وسلم :" خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم عليه السلام ، و فيه أدخل الجنة وفيه أهبط إلى الأرض . وفيه تيب " أي قبلت توبته " عليه ، وفيه تقوم الساعة ، وهو عند الله يوم المزيد ، كذلك تسميه الملائكة في السماء ، وهو يوم النظر إلى الله تعالى في الجنة وفي الخبر :" إن الله عز وجل يخرج في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار ". وقال كعب : إن الله عز وجل فضل من البلدان مكة ، ومن الشهور رمضان ، ومن الأيام الجمعة ، ومن الليالي ليلة القدر . و يقال : إن الطير و الهوام " الحشرات الصغيرة " يلقى بعضها بعضا في يوم الجمعة ، فتقول : سلام سلام يوم صالح . و قال صلى الله عليه وسلم : " من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة كتب الله له أجر شهيد ، ووقاه فتنة القبر ". وفي الخبر :" إن أهل الكتابين أعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه ، فصرفوا عنه ، وهدانا الله له ، و أخره لهذه الأمة ، و جعله عيدا لها فهم أولى الناس به سبقا ، و أهل الكتابين له تبع ". وفي حديث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أتاني جبريل عليه السلام في كفه مرآة بيضاء ، و قال : هذه الجمعة يفرضها عليك ربك لتكون لك عيداً، ولأمتك من بعدك , قلت : فما لنا فيها؟ قال : لكم فيها خير ساعة ، من دعا فيها بخير قسم له أعطاه الله سبحانه إياه ، ومن ليس له قسم ذخر له ما هو أعظم منه ، أو تعوذ من شر هو مكتوب عليه ، إلا أعاذه الله عز وجل من أعظم منه ، وهو سيد الأيام عندنا ، و نحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد . قلت : ولم ؟ قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل الله من عليين على كرسيه فيتجلى لهم حتى ينظروا إلى وجهه الكريم . نعم ما أعظم يوم الجمعة هذا اليوم الذي أعادت ثورات الربيع العربي له قدسيته وعظمته وأسمعت العالم كله عن يوم الجمعة لقد أصبح العالم ينتظر يوم الجمعة بكل لهفة وما يحمل من جديد في العالم العربي والإسلامي وهم الذين كانوا بالأمس يحاولون وبشتى الطرق طمس هذا اليوم وتجريده من قدسيته وعظمته وجعله يوم كسائر الأيام نعم كم حاول الغرب وخطط وللأسف كان المنفذ لهذه الخطط هم من العرب والمسلمون فهناك من المسلمون من تجرئ على يوم الجمعة وضيق على تجمع الناس فيها وهناك من ألغى الإجازة في يوم الجمعة وجعلها يوم السبت والأحد بحجة ارتباط أعمالهم بالبنوك الغربية لقد حاولوا كثيراً لطمس هوية هذا اليوم فأرادها الله ثورات يوم الجمعة . نعم هي ثورات يوم الجمعة أيقظت مضاجع الطغاة وألهبت قلوب الشباب الصادق المؤمن بقضيته وعدالتها . أيتها الأمة إنه يوم الجمعة الذي أسقط أقوى الأنظمة الاستبدادية العميلة لقد هرب بن علي يوم الجمعة وتنحى حسني يوم الجمعة وأحرق علي يوم الجمعة وعاد متخفيا يوم الجمعة والذي ننتظر أن تكون نهايته في أقرب جمعة . كما أنت عظيم يا يوم الجمعة وكم هي عظمية تلك الشعوب التي خرجت ضد من ظلمها وأعادت عظمتك وهيبتك . إنني أقترح على شباب الثورة السلمية في اليمن بعد أن ينصرهم الله على عدوهم ويبدءوا ببناء دولتهم التي يصبوا إليها بان يبقوا على الساحات وإقامة صلاة الجمعة فيها ولو مرة كل شهر حتى تتذكر الأجيال تلو الأجيال بان هذه الساحات قد احتضنت أنبل الرجال وأشرف الحرائر وقدمت أغلى التضحيات لتنعم الأمة بخير وطنها وعزته .