إن ما سيحدث في 21 فبراير ليست مجرد انتخابات لذلك التعامل معها ليس كمثل أي انتخابات فنرى الصراع محتدما - مع وضد – لذلك اليوم بالرغم أنه مرشح واحد شكليا . لكن احتدام الصراع في ذلك اليوم هو بناء على ما سيترتب عليه من تغير الخارطة السياسية وتغير القوى والموازين وبروز نظرية القسمة بشكل جديد بعد هذا التاريخ لأن بلادنا لم تعرف سوى القسمة لكن بدلا من القسمة على واحد ستكون على اثنين أو ثلاثة أو أكثر .
وهناك قوى خارج القسمة لذلك تلجأ إلى الضرب ليس لأنها الأجدر أو لحرصها على سلامة الوطن بل لأنها فاقدة لكل خيوط اللعبة السياسية ولا تملك مشروع حقيقي داخل الصف الوطني إنما مشاريعها معتمدة على البناء فوق الأنقاض بعد تدمير كل شيء ، فهي بارعة في البكاء على الأطلال واستجرار الملاحم المزيفة وتهييج الشباب المتطلع لمستقبل أفضل تحت مسميات فارغة من محتواها - كالحراك الجنوبي - الذي بدأ ككيان مطالب بالحرية وانتهى به الأمر كمكون إرهابي ليس له مشروع واضح ولا قيادة مسيطرة على أفرادها ولا قاعدة ممنهجة بمنهج سليم أو حتى موجهة سلميا على مستوى التطبيق .
وهي بذلك تخدم الخصم أكثر ما يكون والخصم هو منظومة الفساد التي أدارها علي عبدالله صالح ولن تنتهي باجتياز الانتخابات الرئاسية الحالية بنجاح بل تحتاج إلى وقت وجهد حثيث .
وهذا ما يجعل هذه المنظومة داعمة وموجهة بشكل غير مباشر لهذا الكيان بحيث ينفذ خططه بأيدي الغير .في الوقت الذي يفرح فيه الحراك بدور البطولة الذي يقوم به بعض الدوبلير .
ما نلاحظه من الحراكيين الجدد هو الاسترسال في تخيل أعداء وهميين وتوجيه الجهد الإعلامي والبشري العدائي ضدهم بالتحديد – الإصلاح وشباب التغيير – في حين أن الجنوب لن يخدمه السير في هذا الاتجاه بل يعرقل عملية انتزاع وتثبيت الحرية والاستحقاقات .
الجنوب يريد إرادة حقيقية ووعي أكبر من النخب المحركة للشارع ومبادرات من كل القوى وخاصة الشباب للنهوض بالمجتمع واستثمار معطيات الواقع لصالح هذه المبادرات وتكون كلها موجهة نحو رفاهية ونهضة المجتمع والسعي في مصلحته . من هنا يتحقق الرضى للمواطن وترقد أرواح الشهداء بسلام