اختار الحوثيون لدفن رُفات زعيمهم السابق حسين بدر الدين الحوثي، يوم الأربعاء 5 يونيو/حزيران، الذي يصادف الذكرى السادسة والأربعين للنكسة، وهي الهزيمة العسكرية التي تعرّض لها العرب في مواجهة إسرائيل. ومع أن مؤسس جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، حسين الحوثي، لقي مصرعه في سبتمبر/أيلول 2004 خلال الحرب الأولى بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، إلا أن التحالف الذي بات يجمع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحزبه "المؤتمر الشعبي العام" بجماعة الحوثي دفع صالحاً للتوسط لدى وزارة الدفاع وقيادات نافذة في النظام لتسليم رفات حسين الحوثي، حيث تم نقله من صنعاء الى معقل الحركة في محافظة صعدة وسط مراسيم تشييع، سعت من خلالها الجماعة الشيعية المدعومة من إيران إلى استعراض عضلاتها وإظهار زخم شعبي مساند لها. وجرت مراسيم التشييع في أجواء منظمة، وشارك فيها المئات من الشبان الذين يرتدون بزات عسكرية مماثلة لبزات الحرس الثوري الإيراني. وانتشر المئات من صور الحوثي مرفقة بشعار جماعة الحوثيين. استياء الشارع اليمني وأثار تعليق صور ولافتات كبيرة في عدد من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وفي مناطق أخرى تمجّد الرجل، الذي رفع السلاح في وجه الدولة، وقاد تمرداً شيعياً مدعوماً من إيران لزعزعة الأوضاع في اليمن وتهديد استقرار منطقة جنوب الجزيرة العربية، استياءً باعتباره يمسّ مبادئ النظام وسلطة القانون وهيبة الدولة، ويشجع الآخرين على التمرد. وانتقدت أحزاب في تكتل اللقاء المشترك قيام وزارة الدفاع بتسليم رفات حسين الحوثي، ومن بينها حزب التنظيم الناصري، الذي اعتبر ذلك خطوة استفزازية، معبراً عن استيائه من حالة التمييز بين تسليم رفاة زعيم جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران ورفض تسليم رفات قيادات ناصرية لايزال مصير جثامينها مجهولاً منذ وقوع مصادمات مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عام 1978 حين كان في بدايات حكمه. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي كامل الشرعبي إن تشييع جثمان رفات حسين الحوثي بعد 9 سنوات على مصرعه هي محاولة إظهار وجود للجماعة الشيعية المدعومة من إيران مادياً وسياسياً وعسكرياً, ولكنهم أخطأوا اختيار التوقيت حيث إن الجماعة التي ترفع شعار "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود" كان يفترض أن تختار مناسبة انتصار على العدو الإسرائيلي وليس مناسبة نكسة للعرب والمسلمين.