تنظيم القاعدة في أبين (أنصار الشريعة) كانوا أكثر تنظيما وتماسكا فاستطاعوا إعلان إمارتي (جعار وزنجبار) وامتد النفوذ إلى عزان شبوة والبيضاء، بينما ظهر تنظيم القاعدة في حضرموت بوضع رخو وبحملة عسكرية قوامها بضعة أطقم عسكرية استطاعت كسر شوكته التي لم تكن بقوة كافية. ساعد أنصار الشريعة في أبين الوضع السياسي حينها، وتقاعس الدولة وتسهيلات عسكرية كبيرة من قائد المنطقة الجنوبية –حينها- مهدي مقولة، بينما كان وضع قاعدة حضرموت أقل حظا إلا من مجرد سياسين في السلطة المحلية متورطين في التسهيلات . قاعدة أبين كانت من طينة تلك الأرض وقادتها من نفس المنطقة أمثال (جلال بلعيدي ) لكن قاعدة حضرموت فقد كانوا شذاذ أفاق فارون من شبوةوأبين ولحج ، وكان تحركهم في مزارع غيل باوزير غريبا وثقيلا ولا توجد لهم جذور وامتددادات في بيئة حضرموت الطاردة للعنف والإرهاب. قاعدة أبينوشبوة ترتكز على إرث قبلي مسلح قابل للعنف ، وحاضر عسكري منخرط بقوة في أجهزة الدولة ، فمعروف أن أبين تعد من أكثر محافظات الجمهورية تواجدا في الجيش والأمن، وهذا اعطى مددا للقاعدة التي جندت الكثير من أبناء القبائل الميالين للقتال وحمل السلاح، لكنها في حضرموت تواجه مجتمعا مسالما يرفض تسليح القبيلة وبعيد جدا عن الإنخراط في صفوف القوات المسلحة. غيل باوزير والمعركة الخاطفة: وكانت وزارة الداخلية قد كشفت عن مخطط للسيطرة على غيل باوزير اعترف به احد عناصر القاعدة فقام الأمن بمراقبتهم ومحاصرتهم في ضواحي غيل باوزير والمزارع المجاورة ، حيث قتل قائد العملية وعدد من الجنود في كمين للقاعدة ، وأصيب آخرون وبينما عناصر القاعدة قتل بعضهم والبقية لاذوا بالفرار ، وأصيب اثنان من المواطنين عندما أصروا على المرور من عند نقطة للأمن ، فاشتبكت معهم فأطلقوا النار عليهما ، أصيب احدهم في كتفه والآخر في رأسه ، نقلوا على اثرها الى المستشفى ، فمات احدهم متأثرا بجراحه نسأل الله له المغفرة وجميع القتلى ، والشفاء العاجل للجرحى . عاشت مدينة غيل باوزير حالة من الرعب والهلع ، في ظل وضع أمني متدهور واختلالات أمنية واغتيالات للقيادات الجنوبية ، وحالة من الفوضى ، على مسمع ومرأى السلطة المحلية التي لم تحرك ساكنا ، وفي ظل سيطرة بقايا النظام على حضرموت التي لم يصل التغيير اليها بعد الى الان. وتقول مصادر عليمة أن الحملة العسكرية التي خرجت أمس الأربعاء لملاحقة أوكار وشذاذ القاعدة القادمين والفارين من أبين ، كانت بتكتم شديد لا يعلم بها حتى أعضاء اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت وخصوصا المحافظ ، وهو ما فسره متابعون لتورط جهات في السلطة هناك بإثارة الفوضى ورعاية الإرهاب، والخشية من إبلاغ المسلحين عن الحملة العسكرية وموعدها. وهناك تصريحات عدة من جهات ثورية في حضرموت أن هذه العناصر التخريبية تلقى الضوء الاخضر والتسهيلات من مسئولين بارزين في حضرموت. وإجمالا فقد كانت الحملة العسكرية الخاطفة ناجحة في إستئصال شبح القاعدة عن حضرموت، وعليه فقد وجه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة رسالة تهنئة وشكر وتقدير للجيش في حضرموت والقادة والضباط والصف والجنود والأمن في المنطقتين العسكريتين الثانية والثالثة والذين وجهوا صباح أمس ضربات موجعة لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في كل من مديريات غيل باوزير والشحر بمحافظة حضرموت بفضل صمود واستبسال منتسبي اللواء 27 ميكا وقتل خلالها سبعة من الإرهابيين وجرح عدد آخر.