عُقدت الجلسة الافتتاحية للجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني اليوم السبت برئاسة رئيس المؤتمر عبدربه منصور هادي وحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني. وبدأت أعمال مؤتمر الحوار الوطني المكون من مختلف الأطياف السياسية اليمنية في ال18 من مارس الماضي، وانبثقت عنه تسع فرق لمناقشة قضايا مختلفة. وتستمر الجلسة العامة الثانية شهراً كاملاً، يناقش فيها الأعضاء التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع خلال 80 يوماً أمضوها في النقاش والنزول الميداني، وسيتم التصويت على تلك القرارات والتوصيات المرفقة بها. وألقى الرئيس عبدربه منصور هادي كلمة أشاد فيها بجهود أعضاء مؤتمر الحوار الوطني خلال الفترة الماضية، وقال «إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي محور الحل السياسي والتي من خلال تطبيقها بكامل بنودها سوف نتمكن من التغيير والإصلاح وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم في العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد». وأضاف «تنعقد جلستنا العامة الثانية في ظل متغيرات ومستجدات وإنجازات إيجابية وخطوات كبرى قطعناها بحمد الله في اتجاه رسم معالم اليمن الجديد، يمن العدالة والمساواة والحرية وبهدف تحقيق أسباب النجاح لمؤتمر الحوار الوطني، فقد عملنا مع كل القوى الوطنية الشريفة وبوتيرة عالية على استكمال هيكلة الجيش وانتهت وإلى الأبد هواجس الاقتتال وأصبحت بنية قواتنا المسلحة بنية وطنية تعلو على العصبيات الضيقة»، حسب وكالة «سبأ» الحكومية. وأكد هادي على مبدأ الوفاق في اتخاذ قرارات المؤتمر وقال إنه «خيار لابديل عنه». وتحدث عن الإرهاب وتأثيراته السلبية على اليمن، وقال إنه استغل أزمات البلاد الطاحنة وظهر مجدداً في محافظة حضرموت لكن القوات المسلحة -حسب قوله- عملت على القضاء على رؤوس تلك الفتنة. ودعا هادي أعضاء وعضوات الحوار الوطني إلى أن يدركوا حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وحجم الأخطار الجسيمة التي تواجه الوطن «والتي تستدعي منكم العمل بروح الفريق الواحد والتخلص من مكائد السياسة ومزايداتها وأن تغادروا الماضي بكل تفاصيله لأن المهمة الموكلة إليكم هي رسم معالم المستقبل وأن لا تستحضروا موروثات الصراع إلا لأخذ العبرة والدروس التي يمكن أن تساعدكم على الانتقال إلى آفاق المستقبل وتجنبكم تكرار أخطاء الماضي». وقال إنه تم العمل خلال الأيام الماضية كما كان مخطط له، وقال إن الجميع أثبت أنه عند مستوى المسؤولية الوطنية وعلى قدر عال من الأمانة. وتابع «لقد تلقيتم خلال الفترة الماضية عبر فرق العمل التي تنتمون إليها أنماطاً مختلفة من الدعم الفني الدولي والإقليمي بهدف اطلاعكم على تجارب مختلفة في شتى المجالات وتزويدكم بمعلومات أساسية حول مواضيع النقاش وكيفية توحيد المفاهيم بين أعضاء فرق العمل ومساعدتكم على تحديد وتصويب النقاش باتجاه الحلول فيما بعد». وتقدم هادي بالشكر والتقدير لمكتب مجلس التعاون الخليجي ولمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحد جمال بنعمر ومنظمات الأممالمتحدة العاملة باليمن والبنك الدولي ودول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على الدعم الذي قدموه، إضافة إلى «الدعم الفني من الخبرات اليمنية المتميزة التي أسهمت إسهاماً متميزاً في تطوير أداء فرق العمل ونفتخر بهذا الجهد الوطني الطوعي». وقدم هادي باعتباره رئيساً لمؤتمر الحوار تقريراً موجزاً عن أهم ما أنجزه مؤتمر الحوار الوطني، وقال إنه تم تشكيل فرق العمل التسع في أول أبريل 2013م عقب الجلسة العامة الأولى، والتي قامت بإعداد خططها وتنفيذ تلك الخطط بما فيها الزيارات الميدانية التي غطت 17 محافظة حيث تم اللقاء بما يقرب من أحد عشر ألف شخصية من مختلف فئات المجتمع ومكوناته من الجهات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني. وأضاف «استمعت الفرق إلى هموم كثير من المواطنين في أرجاء البلاد من سقطرى والمهرة وحضرموت حتى الجوف وحجة وعمران، وقد هدفت تلك الزيارات وجلسات الاستماع في قاعات فرق العمل إلى تشخيص المشكلات للخروج بتصورات وقرارات للحلول التي تضمن الوصول بنا إلى يمن جديد، بعد إثراء كل المداخلات بنقاشات جادة ومستفيضة، وتابعت عن قرب أداء كل فرق العمل ومستوى النقاشات التي دارت حول مجمل القضايا موضع البحث والدراسة والتحليل». وقال إنه يوجد توصيات وقرارات لست فرق عمل تفاوت عددها بين ما يزيد عن 150 توصية وقرار في بعض الفرق، وعشرين قراراً فأقل في بعض التقارير، بحسب القضايا التي طرحت على طاولة الحوار، أما عن فرق العمل الثلاث الأخرى فقد كانت مخرجات تقاريرها أقرب ما تكون لملخصات لما دار من نقاشات وحوارات وعكست تصورات ورؤى المكونات السياسية والمستقلة حول قضايا هذه الفرق، حسب قول هادي. وأشار إلى أن أعضاء وعضوات مؤتمر الحوار الوطني سيقفون خلال الأيام القادمة على تقارير فرقهم وسيعملون على التصويت على عدد من القرارات، وقد قامت هيئة الرئاسة بتطوير آلية لاتخاذ القرار وتم التواصل معكم حولها لتنظيم عملية النقاش والتصويت، كما رتبت الأمانة العامة نظاماً آلياً للتصويت سيتم إطلاعكم على كيفية استخدامه. وتحدث هادي عن لجنة التوفيق التي شُكلت مؤخراً لحل إشكالات الأعضاء، وقال إنه يتمنى أن لا يتم الرجوع إليها إلا فيما ندر. وألقيت في الحفل كلمتان لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، ولعبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أكدت في مجملها على دعم رعاة المبادرة الخليجية لقرارات مؤتمر الحوار الوطني، ومباركتها لإنجازاته خلال الفترة الماضية. وقال بنعمر إن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ستظل داعمه لخيار الحوار في اليمن وللقرارات التي اتخذها ويتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي والمرتبطة بتنفيذ المبادرة الخليجية بالتواصل مع مجموعة الدول العشر . ودعا الأعضاء إلى التواصل مع المواطنين في جميع المحافظات لضمان مشاركتهم في صناعة القرار فصياغة الدستور بحاجة للتفاعل مع الجميع والناس ينتظرون لدستور وانتخابات تؤسس لنظام حكم جديد يسوده الديمقراطية والمواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة. وكرر الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي في كلمته دعم دول لمخرجات مؤتمر الحوار بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته واستقلاله . وأضاف «إن تدشين المرحلة الثانية من المؤتمر يؤكد على أن الارادة اليمنية قادرة على الوصول إلى المستقبل الذي ينشده أبنائه». وقال الزياني إن مؤتمر الحوار يحظى بمتابعة ومباركة أصحاب السعادة والسمو في دول مجلس التعاون الخليجي، معبرا عن تهانيه لليمنيين الوصول إلى هذه المرحلة والنجاح في المرحلة الأولى لأعمال المؤتمر. وحث جميع اليمنيين على مواصلة العمل من أجل مصلحة اليمن معبرا عن تطلعه للمشاركة بالاحتفال باختتام نجاح المؤتمر . وألقى أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك كلمة قدم فيها بعض ما أنجزته فرق العمل التي انبثقت عن مؤتمر الحوار الوطني خلال فترة عملها ونزولها الميداني للمحافظات. وقال «إن عدد من تم الالتقاء بهم في المحافظات ما يقرب من 11 ألف شخص، قامت بها 28 مجموعة مصغرة لفرق العمل في ما يصل إلى 168 لقاء نظمته الأمانة العامة».