حاولت ان اقنع الغالية توكل كرمان بان تؤجل تسليم جائزة نوبل لصندوق رعاية اسر شهداء و جرحى ثورة فبراير و الحراك الجنوبي السلمي، الا انها رفضت و بشدة. كان عذري و لا زال ان الصندوق لم يبدأ عمله بعد و اننا و بسبب صدور القرار بتعييني رئيسا لمجلس ادارته قبل اجازة العيد بفترة وجيزة لم نحقق اي خطوة بعد في اخراج مشروع الصندوق الى التنفيذ على أرض الواقع خاصة و ان اجراءات حكومية كثيرة مطلوبة منا قبل ان نفتتح مقراً للصندوق و نبدأ بالعمل فيه لكن غاليتنا توكل أصرت و منذ لحظة تهنئتها لي بعد صدور القرار الرئاسي مباشرة على تسليم مبلغ جائزة نوبل كاملا الى الصندوق. فنوبل كانت و لازالت في نظرها مجرد أمانة و تسليمها مسؤولية لمن ترى انهم الأحق بها و هم اسر الشهداء و الجرحى. لم يكن لزاماً على توكل ان تهدي جائزتها لأحد فمن اسباب حصولها على الجائزة عملها كناشطة حقوقية منذ قبل الثورة بكثير و ترأسها لمنظمة حقوقية كان لها باع طويل في النضال من أجل الحرية و العدالة هي منظمة صحفيات بلا قيود ..لكن توكل بمبادئها العظيمة و حسها الوطني قررت ان تهدي الجائزة لشهداء هذه الثورة و جرحاهم و كذلك لشهداء الحراك السلمي و جرحاهم. و حرصا منها على ان لا تضيع الجائزة في دهاليز أخرى و لا تصل لأصحابها قررت توكل ان تنتظر الوقت المناسب و المكان المناسب لتقديم الجائزة. و لم يكن انتظارها سهلا فقد كنت أعلم انها تعد الأيام لتسليم مبلغ الجائزة و تشعر بانزعاج و عدم راحة لتأخر ذلك. و لأن انشاء صندوق رعاية اسر الشهداء و الجرحى هو مطلب ثوري فقد رأت فيه توكل انه سيكون المكان الصحيح لجائزة نوبل. أقول شكرا توكل كرمان لثقتك بنا .. شكراً لكل مساعيك الثورية العظيمة و لجهودك التي تقومين بها في صمت بعيداً عن الاعلام لا تنتظرين ثناءاً من أحد لكني وجدت نفسي لن أكون منصفة ان لم أقل لك شكرا فمن لا يشكر الناس لا يشكره الله عز وجل و أدري انني قد القى منك عتاباً بسبب كتابتي لهذا المنشور لكنك تعرفينني لا أستطيع ان افعل الا ما يحتمه علي ضميري. من صفحة الكاتبة على الفيس بوك