قال عضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالناصر باحبيب بأن احتفالنا بالذكرى ال24 لعيد الوحدة يأتي بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني و التوافق على المخرجات من كافة القوى لسياسية و الاجتماعية في اليمن. و اعتبر باحبيب أن مخرجات الحوار هي البداية لإعادة بناء الدولة اليمنية من جديد، والانتقال من الدولة البسيطة إلى الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم و التي تم إقرارها تنفيذاً لمخرجات الحوار. و أضاف باحبيب يجب أن لا نكرر أخطاء الماضي، فعند تحقق الوحدة دخلت أطراف الوحدة وكان كل طرف مثخن بالجراح الوطنية، ولم تكن هناك مصالحة وطنية داخلية في كل شطر، ولهذا أتى كل شطر محمل بجراحاته وخاصة الجنوب الذي مر بعدة حروب داخلية وصراعات سياسية أفرزت الكثير من الجراح، مشيراً إلى أن ذلك انعكس على أداء دولة الوحدة ومارافقها من إخفاقات طوال الفترة الماضية حتى وصلت البلاد إلى مرحلة الانسداد السياسي و كان إما إسقاط النظام أو تشظي الوطن وينفصل ويدخل في حرب أهلية فكانت ثورة فبراير وقبلها الحراك الجنوبي السلمي بداية لتحريك المياه الراكدة. و أوضح رئيس الدائرة السياسية لإصلاح عدن لقد كان لتضحيات الشهداء من الحراك السلمي وثورة فبراير الفضل في وصولنا إلى عملية انتقال سلمي للسلطة و إعادة بناء اليمن على أسس جديدة، وأن الأقاليم تحظى باهتمام كبير، مشدداً على أهمية أن تكون هناك قوانين وتشريعات منظمة لهذه الأقاليم تتوافق مع المرحلة الجديدة، وتتناسب مع طموحات الشعب اليمني في العيش بحرية وكرامة، وهذه القوانين و التشريعات يجب الأخذ بها عند صياغة الدستور للمرحلة القادمة التي تؤسس لدولة اتحادية يمنية. و لفت باحبيب إلى أن مخرجات الحوار كانت بمثابة انقاذ للوحدة اليمنية ولليمن ككل من التشظي و الانفصال، ولابد من مقدمات يجب أن تتم، ومنها إصدار قانون العدالة الانتقالية و المصالحة الوطنية، مؤكداً بأن قانون العدالة الانتقالية سيؤدي إلى جبر الضرر لكل المتضررين من الصراعات السياسية طوال الفترة الماضية التي مرت بها اليمن، وبالذات شهداء وجرحى الحراك وثورة فبراير، و أشار باحبيب إلى أهمية السعي إلى إيجاد مصالحة وطنية حقيقية على ضوئها يتمكن الجميع التعاون على بناء اليمن المنشود، و تابع باحبيب بأن الدولة الاتحادية شكل من أشكال الدول المعتمدة في العالم، وكثير من الدول العظمى والكبيرة تتميز بهذا النوع من أشكال الدولة، مشيراً إلى أهمية الأخذ بالاعتبار خصوصية الشعب اليمني وتراعى عند صياغة التشريعات العادات والتقاليد بما يتوائم مع هوية الشعب اليمني. وحول واجب الجميع في الوقت الحالي أكد باحبيب على وجوب التنبه لعدم تكرار أخطاء الماضي و على الجميع تقديم المصلحة الوطنية، والمساهمة في تطبيق القانون و استتباب الأمن، مطالباً الحكومة أن تكون حكومة وفاق حقيقية تعمل خلال الفترة القادمة حتى إجراء الانتخابات القادمة ، و أن يتنازل الجميع من أجل مصلحة الوطن، وتغلب المصلحة العليا على المصالح الضيقة الأخرى.