ما أحوج الأمة وخاصة في هذا الزمن وهذه الأيام الى اصطفاف إسلامي يجمع ولا يفرق ، يقرب ولايبعد ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة دخل في اصطفاف وحلف مع احزاب كفار قريش يسمى حلف الفضول تحت شعار نصرة للمظلوم وضد الظلم وقال : ( لو دعيت الى مثله في الاسلام لأجبت ). فهذا اصطفاف مع كفار اصطف فيه صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه سيلبي الدعوة الى هذا الاصطفاف ، وخاصة اذا كان أي اصطفاف لمصلحة الاسلام والمسلمين وفيما لا يخالف تعاليم الدين ما بالكم بالاصطفاف مع صف المسلمين من اجل نصرة المظلوم و إعلاء كلمة الدين وجمع كلمة المسلمين والاجتماع على مافيه مصلحة المواطنين . جاء في المعجم الغني : ( أن تصاف ( ص ف و ) ( مصدر تصافي ) :- يحكم علاقتهما التصافي :- أي الإخلاص وتبادل المحبة والصفاء ). والاصطفاف يعني الاصطفاف في الصف لا الاصطفاف في الرأي ، بمعنى قد نختلف في الآراء و التوجهات ولكن نكون صفا واحدا ، فالاختلاف لايفسد للود قضية ، والاختلاف في الرأي سنة الحياة ، إذن لابد من اصطفاف مع احترام الرأي و صفاء الروح ونقاء السريرة . وهذه الصراعات والتعصبات الحزبية أو القبلية أو الطائفية وغيرها لاتخدم إلا أعداء الدين ، فهم يحاولون زرع الضغينة و الكراهية بين المسلمين لكي يخلو لهم الجو لتحقيق أهدافهم واحتلال مقدسات المسلمين وأراضيهم إما عبر هم مباشرة أو عبر عملائهم وحلفائهم ، إذن يتوجب على كل مسلم أن يضع يده في يد أخيه وينسى الماضي و يعفو عن المخطئ ، ويبدأ صفحة جديدة من جمع الكلمة و الاصطفاف من أجل هذا الدين . فنحن في سفينة واحدة اذا لم يأخذ كل منا بأيدي بعض لغرقت السفينة بنا جميعا ، وإن أخذنا بأيدي بعضنا بعضا لنجونا جميعا . والاصطفاف شامل قد يكون اصطفاف اجتماعي او ثقافي او سياسي او غيره والأهم في ذلك أن يكون لخدمة الاسلام و المواطن و الوطن . فقد أوجب الاسلام الاصطفاف و جمع الكلمة ووحدة الصف وحذر من الفرقة والتشتت في كثير من الآيات و الأحاديث النبوية ، فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، كونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ). فمما سبق يتبين أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة وطي صفحة الماضي ، وما أحوج المسلمين اليوم لوحدة الصف فقد اجتمعت كل القوى على المسلمين رغم اختلاف مشاربهم وعقائدهم ، فما بالكم بالمسلمين الذين يجمعهم دين واحد وقبلة واحدة ، ألا نجتمع ونلم الشمل ونوحد الصف ؟!