عدن اونلاين/ خاص أحيا الحراك الجنوبي مناسبة 7يوليو ذكرى اجتياح الجنوب أثناء حرب صيف 94م بين شريكي الوحدة اليمنية ، حيث أقيم في عدن مساء اليوم الخميس وسط خلافات حادة تعصف بمكوناته، حيث توزعت فصائل الحراك إلى ثلاثة أماكن هي (ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان المنصورة كريتر) ، وفشل الحراك طيلة الأسبوع المنصرم من الوصول إلى صيغة تضمن تنفيذ فعالية موحدة لجميع مكوناته في مكان مشترك. كما صدر عن الحراك بيانات متعددة تبعا لتعدد مكان الفعالية وتعدد المكونات والرؤى. ففي ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان تجمع المئات بعد العصر تقودهم الناشطة زهراء صالح ، بينما تجمع حشد من أنصار الحراك في المنصورة أكبر من حشد الهاشمي بقيادة هدى العطاس ، والفعالية الثالثة فقد اتفق على إقامتها في كريتر. ظهور الحراك بهذا الانقسام ، جاء كحصيلة للانقسام الذي يعيشه الحراك ، والذي تمثل مؤخرا في تيارين بارزبن ، تيار الفيدرالية الذي يقوده حيدر العطاس وعلي ناصر محمد ويتحرك بشكل نشط ، بينما التيار الثاني هو الذي يتبنى فك الارتباط ويقوده علي سالم البيض. تجد الإشارة أن الحراك الذي سيكمل عامه الخامس إلى مارس من العام القادم، ظلت مدينة عدن مغلقة أمامه على مدى العامين الماضيين ولم يتمكن الحراك من تنفيذ أي فعاليه فيها، بينما شهدت ساحة العروض بخور مكسر أول فعالية وأكبر في 7يوليو2007م وهي الفعالية الوحيدة التي أقيمت عندما كان الحراك كتلة واحدة بقيادة جمعيات المتقاعدين العسكرين ، وبعد اختطافه من قوى وتيارات كثيرة ، اتخذ مسارات شتى ، حيث أعلنت الكثير من التشكيلات والمكونات في جسم الحراك ، وبينها قطيعة وتناحر وهو ما أضعف الحراك خلال الأعوام التالية وكشفت هذه المناسبة حجم هذا الضعف الذي وصل إليه الحراك الجنوبي ، بفعل افتقاره للقيادة الناضجة كما يؤكد الكثير من المراقبين. (عدن اونلاين) ينشر نص البيان الذي صدر عن إحدى فعاليات عدن اليوم:
يا جماهير شعبنا الأبي... لقد بات هذا اليوم السابع من يوليو يوما مشئوما في ذاكرة الجنوب، وهو يوم انقضاض شركاء الوحدة على اتفاقية الشراكة السياسية وإعلان الغزو والحرب على الجنوب تحقيقا لأهداف ومطامع تاريخية خبيثة لا ترى في وطننا لجنوب إلا فرعا من أصل... لقد تم احتلال الجنوب بعد حرب عدوانية تم الإعداد لها بصورة مبكرة ولا تزال تلك الحرب قائمة بشتى صورها على ارض الواقع الجنوبي، وهي حربا بما شكلته من عدوانا صارخا على الجنوب فأنها أيضا كانت تحديا سافرا لإرادة المجتمع الدولي . وكتعبير جلي على الوحدة الوطنية الجنوبية فقد عبر الشعب في الجنوب عن مقاومته للعدوان ورفضه القاطع لكل تلك الممارسات الاحتلالية... إن شعب الجنوب اليوم يرزح تحت وطأت الاحتلال الذي لا يمت للوحدة الطوعية والسلمية بأي صلة، ولذلك فقد هب الشعب في أرجاء الجنوب الصامد بنضال سلمي حضاري رفضا لهذا الظلم والقهر وتمسك بوسيلته السلمية على الرغم من المجابهة العسكرية القمعية التي تنتهجها إزاءه أجهزة قمع سلطة 7يوليو .. لقد ذهبت هذه السلطة المحتلة الغاشمة في تنفيذ مخططها في الاستيلاء على الجنوب واحتلاله أرضا وثروة، وإقصاء الشعب عن شراكة وإدارة الدولة ،وقامت بتدمير الطابع المدني والحضاري في كافة مناطق الجنوب وإحياء ثقافة الصراع القبلي والثأر والتطرف الديني التكفيري، وعمدت منذ الوهلة الأولى إلى محاولة طمس الهوية الثقافية والتاريخية والوطنية لشعب الجنوب ومحو معالمه ومخطوطاته الأثرية العريقة . لقد عمدت سلطة الاحتلال إلى عسكره الحياة المدنية التي لم يألفها شعب الجنوب عبر تاريخه الطويل، ودمرت هياكل الدولة وشردت إلى خارج الوطن وداخله الكثير من قياداته وكوادره ومواطنيه واستباحت مقدراته وثرواته في باطن الأرض وظاهرها، فضلا عن التغيير الديموجرافيا لجغرافية الجنوب والعديد من المحاولات الفاشلة لطمس هويتهم وتاريخهم وثقافتهم بغية جعل أبناءه مجرد أقلية في وطنهم.. يا أبناء الجنوب الأحرار إن ما نراه اليوم من قصف مدفعي ومحاصرة القرى والمناطق بالجنوب وترويع نساءه وأطفاله ودك منازل أهاليه العزل بمختلف الأسلحة هي عملية متواصلة للتك الحرب التي يعتقد البعض إن أوزارها قد وضعت بيوم 7 يوليو وهي بالحقيقة لم تتوقف بقدر ما أخذت أشكالا أخرى أكثر قسوة ووحشية، وبرغم شحه لإمكانيات إلا أن شعبنا بالجنوب يحاول التغلب على كل هذه الهجمات الهمجية بإرادة شجاعة راقية نالت إعجاب العالم كله لامتصاص قوتها وجبروتها. وقد اشهد شعبنا بالجنوب العالم على كل الجرائم التي تقترفها سلطة الاحتلال ووضع المنظمات الدولية الحقوقية والسياسية بالصورة على بشاعة الاعتداءات المستمرة حتى اليوم، وآخرها وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تزور العاصمة عدن هذه الأيام الذي استمع إلى شهادات كثيرة وتسلمت العديد من المواد الموثقة في هذا الشأن . إن الحراك السلمي الجنوبي اليوم قد برهن خلال السنوات الماضية على أن شعب الجنوب يعيش مرحلة الإرادة العامة وهو محكوم بقانون الإرادة الوطنية الصلبة... ومن دواعي الاعتزاز بأبناء الجنوب أنهم عبروا عن إرادتهم بصورةفريدة وريادية بحراك السلمي عن وعي مدني أصيل قل نظيره بالمنطقة وشكل باكورة الثورات التي نراها اليوم بالوطن العربي ،وهو دليل على قوة وحيوية هذا الشعب ومدى صبره وتحمله في سبيل الحرية والانعتاق وصولاً الى استعادت دولته التي اتهمتها حرب 94م العدوانية الظالمه. إن مكونات الحراك الجنوبي السلمي عدن تتابع بكل اعتزاز الجهود الجنوبية -الجنوبية نحو لم الشمل الجنوبي والتقريب من وجهات نظر الجميع وهي في هذا المقام تعبر عن ترحيبها بالحوار الجنوبي – الجنوبي وإشراك كل القوى الجنوبية الغيورة في الداخل والخارج على أساس مبدأ التصالح والتسامح والشخص المناسب في المكان المناسب. وهي فرصة هنا للتأكيد على رص الصف الجنوبي لمواجهة التحديات المحدقة بالجميع وان يجعلوا من الحوار وسيلتهم الحضارية كقيمة إنسانية عظيمة. إن الأوضاع الخطيرة التي تعصف بالعاصمه عدن ومحافظات الجنوب الاخرى تستدعي اخذ الحيطة واليقظة لمواجهة هذه التحديات التي تنتجها آلة الفتن والأزمات والتدمير السلطوية التي تسعى حثيثا لتدمير كل ما يقع تحت سطوتها وسيطرتها.وهذا قد تجلى بأبشع صوره بما نراه اليوم من قبل وبعض الاطراف والقوى سلطه ومعارضه وهي تجند وتسلح مليشياتها الفوضوية في مدن ومناطق الجنوب لتعبث بأرواح وممتلكات الجنوب وتفكك نسيجه الاجتماعي،ومحاولة خبيثة لإلصاق تهمة الإرهاب بالجنوب وهو منها براء، وهنا لا بد من التعاطي بحذر شديد مع هذا الوضع المعقد ونؤكد على ضرورة تنسيق الجهد الجنوبي مع اللجان الشعبية والمجالس الأهلية والشبابية الغيورة والمخلصة وكل جهد يسعى إلى الحفاظ على ممتلكات المواطنين الخاصة والعامة ويحافظ على آثار الجنوب ومتاحفه.وتدعو مكونات الحراك السلمي بعدن الجميع إلى مد يد العون والمساعدة المادية والمعنوية لأهاليهم النازحين من أبناء أبين. وتدعو في نفس الوقت جمعية المتقاعدين العسكريين إلى إسداء خبراتهم الأمنية الحضارية النبيلة تجاه الجنوب والحفاظ على ممتلكاته.
إن هيئات ومكونات الحراك في محافظة عدن وهي تدين ما شهدته محافظة أبين من مؤامرة دنيئة تحذر من تكرار ذلك السيناريو في محافظات أخرى خاصة وان محافظة لحج قد شهدت بروفات تحضيريه لتكرار ما حدث في أبين بنفس الطريقة وبنفس الأدوات فأننا نحمل نظام الاحتلال المتهالك المسؤليه السياسية والجنائية والإنسانية والأخلاقية عن الأعمال الإجرامية الدنيئة التي ارتكبت بحق شعبنا ونتعهد بملاحقته جنائياً. إن سياسية العقاب الجماعي التي تمارسه سلطة احتلال يوليو القمعية تجاه الجنوب والتمثل بمحاصرته من كل متطلباته المعيشية لن تفلح بتركيع الجنوبيين أبدا وان الشعب الجنوب قادر على كسر هذا الحصار الغير أخلاقي من خلال تكاتف جميع أبناءه لمساعدة بعضهم البعض والتغلب على أساليب التضييق المستمرة. وهنا تدعو مكونات الحراك السلمي الجنوبي المجتمع الدولي بكل منظماته الإنسانية والحقوقية والسياسية وكل الدول الشقيقة والصديقة إلى القيام بدورها بالوقوف أمام مثل هذه التصرفات التي تضرب الحقوق والحريات الإنسانية في الصميم وردعها وكبح جماحها الأحمق، والضغط على هذا السلطات للكف عن قمع الحريات والكف عن مصادر الكلمة من خلال إمعانها بقمع حق التعبير وخير دليل على ذلك ما تتعرض له منذ سنوات صحيفة (الأيام) من تعسف وقمع، وهنا نناشد كل الشرفاء بالعالم إلى مساعدة الصحيفة لمعاودة صدورها ورفع الحيف الواقع عليها منذ سنوات، كما تهيب مكونات الحراك السلمي بالمجتمع الدولي على سلطات صنعاء الظالمة بالضغط للإفراج عن اسرى الجنوب القابعين في سجونها وعلى رأسهم المناضل الكبير حسن احمد باعوم. وفي الأخير تسجل مكونات الحراك الجنوبي السلمي كل التقدير للنهج الذي يكرسه أبناء الجنوب لثقافة التصالح والتسامح وتطالب بمزيد من نشر هذا الثقافة السامية على كل أرجاء جنوبنا الحبيب. المجد لشهدائنا الأبرار بإذن الله تعالى .. الحرية لمعتقلينا... عاش الجنوب حرا أبيا.. مستقلاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. (صادر عن مكونات الحراك الجنوبي السلمي .عدن) في العاصمة عدن بتاريخ7\7\2011م