ضيّقت جماعة الحوثيين الخناق على سلطات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأجبرته على تسليم خمسة جنود من حرسه الرئاسي، اتهمتهم بإطلاق النار على عناصر من مسلحيها كانوا يجهزون أكبر ميادين صنعاء المجاورة للقصر الرئاسي للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. وخطفت الجماعة مدير الأمن الداخلي في جهاز المخابرات من منزله، وهو برتبة عميد. وفيما أعلنت الحكومة برئاسة خالد بحاح نقل اجتماعاتها إلى مدينة عدن (جنوب) رفض الحوثيون رسمياً إنشاء ستة أقاليم في اليمن، مطالبين هادي بمزيد من «الشراكة»، وعدم إصدار تعيينات في مؤسسات الدولة وأجهزتها من دون التشاور معهم. وأحكم مسلحو الجماعة سيطرتهم على ميدان السبعين المجاور للقصر الرئاسي، بعدما أغلقه الحرس الرئاسي أول من أمس، وجرح ثلاثة من عناصرهم في تبادل للنار. وتلت ذلك توجيهات رئاسية بتوقيف خمسة جنود، والسماح لعناصر جماعة الحوثيين بدخول الميدان لتهيئته لإحياء ذكرى المولد النبوي. وتسود توقعات في صنعاء بأن يحضر الاحتفال للمرة الأولى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، لإلقاء خطاب في الحشد المرتقب لأنصاره في الميدان الذي ارتبط في أذهان سكان العاصمة بالعروض العسكرية والاحتفالات الرسمية. إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية وشهود أن مسلحين من الجماعة «اقتحموا فجراً (أمس) منزل مدير الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) العميد يحيى المراني واقتادوا الأخير». ويُرجّج أن خطفه يأتي على خلفية اتهامه بقمع أنصار الجماعة حين كان يشغل منصب مدير فرع جهاز المخابرات في محافظة صعدة، معقل الجماعة. وأكد المجلس السياسي للجماعة في بيان رفضه تقسيم اليمن ستة أقاليم، طبقاً لما كان أقره الرئيس اليمني، واعتبره «عملية انقلاب على البند العاشر من اتفاق السلم والشراكة الوطنية». ويقضي البند بمعالجة مسألة شكل الدولة بالتوافق داخل الهيئة الوطنية المكلفة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار، وكتابة الدستور بما لا يتعارض مع مخرجات الحوار. وفيما جدد حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) إدانته انتهاكات الحوثيين، طلبت الجماعة في بيانها من الرئيس هادي مزيداً من الشراكة، وعدم إصدار أي قرار من دون التشاور معها. وشددت على أن «أي خطوة أو قرار أو تعيين يجب أن يخضع لمضامين اتفاق السلم في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها على مستوى المركز والمحافظات، بما يضمن التمثيل العادل لكل القوى والمكونات السياسية في تلك المؤسسات والأجهزة». واتهمت جماعة الحوثيين هادي بالتنصل من «تحقيق الشراكة الوطنية، وتجفيف منابع الفساد، ومحاربة قوى الإجرام»، و «المماطلة في تصحيح الاختلالات المتعلقة بالهيئة الوطنية، وتوسيع مجلس الشورى، والتنصل من تمثيل المكونات في اللجنة العليا للانتخابات، وكذلك الالتفاف على ما يتعلق بمعالجة شكل الدولة». وكان مسلحو الجماعة حاصروا أمس مقر هيئة الطيران المدني، اعتراضاً على إقالة رئيسها وتعيين الوزير السابق نبيل الفقيه المحسوب على هادي مكانه، في حين أدى ستة محافظين جدد اليمين وتخلف محافظ الجوف عن الحضور، وذلك غداة تعيينهم بالاتفاق مع الجماعة. ميدانياً، أفادت مصادر قبلية في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (جنوبصنعاء) بسقوط قتلى وجرحى حوثيين في هجمات نفّذها تنظيم «القاعدة» واستهدفت عناصر الجماعة في محيط رداع ومنطقة المناسح القبلية التي كانت معقلاً للتنظيم قبل سيطرة الجماعة عليه. وروى شهود ل «الحياة» إن «مئات من مسلحي الجماعة باتوا على مشارف مدينة تعز (جنوب غرب) تمهيداً لدخولها وفرض سلطة اللجان الشعبية» فيها.