جاءت احتفالية التصالح والتسامح جميلة بعد تلحفت بثوب قشيب تزفها الحشود الضخمة من ابناء الجنوب في مهرجانها العتيق بهذه المناسبه .. وخاصة وهي تذكرنا ب13 يناير 86 م تلك المأساة والتي تعد احدى محطات الصراع الدراماتيكي بين قادة سلطة الجنوب والتي راح ضحيتها الاف من قيادات وابناء الجنوب نتجة نزغة واخطاء تلك القيادة ورفاق الفكرة من خصوم حرية الراي خصوم الراي ... وجميل جدا ايضا ان تتعالى تلك القيادات بصيحات التسامح والتصالح وان باتت على تلك الواقعة عمر مديد لتمد يدها وتتصالح وتتسامح فيما بينها وتحاول ان تتناسى ويلات تلك الواقعة وماسيها وجراحها لتندمل تحت اقدام المشاركين في هذه الاحتفالية .. ولتكن تلك الجموع الغفيرة شاهدة على ذلك التصالح ......ولكن !! هناك فواجع وكوارث وحوادث كثيرة مرت بتلك القيادات من عمر حكمها للجنوب واتخذت من حكمها صراعات وبألوان مختلفة وبفجائع شتى فتارة فيما بينها وهي سجال واقعة باخرى وتارة اخرى فيما بينها وبين الشعب ليكن الصراع والتنكيل والقتل من طرف واحد تحدثه وبصمت دون ضجيج وممنهج دونما تفسير فتلك الاحداث اسفرت عن جراح يصعب ان تندمل وجثث لازالت تغيبها استار ممن يوصف بزوار الليل او من مليشيات امن الدولة وجثامين لم تسلم بعد واخرى نسجت لها من خيال منفذي من اوقعوا بها خيوط قصص التمويه مشبكا ليفتك بها .. وكثر حرموا من روية الوطن والتوطين وهاموا على وجوههم حيث تسلم النفس وتستقيم الحياة ومن جرد من املاكه كي تمحق به عنت الجمع والعيش بكرامه ..فآلاف تلك هي الضحايا فمن الوجهاء والشيوخ وقيادات وعلما ووزراء ومعلمين ومثقفين وشخصيات اخرى وناس عاديين قدمتهم تلك القيادات قربانا لحكمها .. واموال واراض ومنازل اممتها مهرا لارساء فكرتها من املاك الضحايا وفكرة فرضت خالفت فطر الحياة لتطعن في المعتقدات كي يمروا .. الايستوجب ذلك طلبا للعفو من الشعب لنحتفل بكل كارثة وبكل فاجعة بمهرجانا لرد الحقوق وجبر الضرر واحقاقا للحق والعدل .. بدلا من اقتصار تسامحهم وتصالحهم لصراع على كراسي اغتصبته تلك القيادات فسالت دمائهم ودما الشعب لاخطائهم .. فهل كتب على ابنا الجنوب ان يحتوو في جحر تلدغهم حيات الرفاق دوما وتحجبهم اشعة الحرية الامن خلال غربالهم المتمزق بشرهات تلك القادة نحو كرسي الحكم.. العالقين في فضاء بعيدا عن نكبات الجنوب وشعبه..عكفوا من بدايتهم لحنك تلاميذ في سن الطفولة في المدارس والشعب كله للنضال من اجل تحقيق الوحد ة بل خاضوا المعارك لتقديم الشهداء حتى وصل الى احد الرؤساء من ضحاياها في سبيل تحقيق تلك الشعارات لتصل بان يدمجوا الجنوب في وحدة لا استشار فيها صغيرا ولا كبيرا.. فاخطاء الماضي يجب ان تكون دروسا للمستقبل ولا يبغي ان يحاضر عن الحرية من منعها واستل سيفه جهارا نهارا على من يطالب بتحقيقها .. فعفوا ايها الرفاق حان الوقت ان تفسحوا الطريق لغيركم فالشعب احق ان يحقق مصيره بعيدا عنكم .. ومظالمه يجب ان ترد وتسترد منكم اولا ومن اظلم في حقه ايا كان مشربه ومسكنه ووجهته على العدالة ان تضعه حيث يجب ان يكون ..فلا يلدغ المومن من الجحر مرتين .. وهم يريدونها مرارا.