يبدوا ان الرفاق قد استعرضوا قوتهم في مهرجان التصالح والتسامح واستطاعوا بصورة او باخرى ان يسوقوا مشروعهم باقناع الكثير من ابناء الجنوب بالمشاركة في هذا المهرجان الذي هو دعوة اجتماعية وطنية تهدف الى تصفية الاجواء المشحونة منذ يناير 86م اكثر منها مناسبة للحشد السياسي وتقمص ارادة الجماهير في التصالح لتجيير المشهد لصالح طرف دون اخر . برايي ان اندفاع عشرات الالاف من الجنوبيين من شتى الاتجاهات في هذه الذكرى لم تكن بمثابة تصويت على مشروع القيادات الهرئة في جناح فك الارتباط ولكنها امر عفوي يجسد الروح المتسامحة للانسان الجنوبي الذي سئم النزاعات والصراعات ونبذ العنف بكافة اشكاله وهذا الخروج لمن روا في التصالح والتسامح خطوة ايجابية تدعم وحدة الصف الجنوبي وتؤسس لمرحلة جديدة من التعامل بين اطياف المجتمع الجنوبي .
لا خلاف بيننا ان الشعب غبن في قياداته التي اوصلته الى هذه المرحلة الصعبة والقاسية من تاريخه , فشعب الجنوب لا يستحق كل هذا الاذى الذي ترتب على تولي اشخاص ضعيفي القدرة القيادية وهزيلي المقاومة السياسية , تولوا على رقاب الناس فهربوا عندما اشدت المحن بالشعب وتركوا الجماهير تلاقي مصيرها , وهناك لون آخر من القيادات ثاروا لأنفسهم ولم يثأروا للوطن ثم انكفئوا على انفسهم وغنائمهم ليأكلوها وتركوا الشعب ايضاً يلاقي مصيره , وبعد كل هذا نرى اليوم هذه القيادات الهرئه المحنطه تعود لتستلم القيادة متناسية ما سببته من اذى للشعب الجنوبي الصابر والكادح فهل تهليل الالاف من ابناء الشعب يعني نسيان مأسيه مع هؤلاء والالام التي سببوها له ؟؟؟ برايي الاجابة القطعية لا !!!!!
لان هذا الشعب الابي اذكى من حكامه البلهاء الذين من شدة غباؤهم راحوا يرتمون في احضان الاعداء لا نهم لا يدركون ما معنى العدو كانوا مرميين في حضن الاتحاد السوفييتي الشيوعي , حتى نفضهم كالغبار , واليوم يرتمون في حضن الفارسي الشيعي وسينتهون وسينفضونهم ولكن هذه المرة كالرماد .
نحن لا نجلد الذات عندما نعري هؤلاء ولا نتزلف لأي طرف بعملنا هذا ولكن هي الحقيقة التي يجب ان ترى جهاراً نهاراً , ويراها الشعب الذي انا متأكد كل التأكيد بانه يراها ناصعة ولكنه يريد ان يرتب اولوياته فقط .
اما مسألة هؤلاء فهي محسومة سلفاً , القضايا التي فيها الدماء تسال والأنفس تزهق لا تسقط بالتقادم ولا يمكن للقاتل ان يسامح اخيه القاتل ولو حضر هذا التسامح ملايين مملينه لان الحق لأولياء الدم فقط لا غير .
اذا كانوا هؤلاء القوم جادين في التصالح والتسامح فانه كان عليهم تشكيل لجان لحصر المتضررين اولا ثم لجان لجبر الضرر برضى اولياء الدم بدون الضغط عليهم من أي طرف كان وباي وسيلة كانت .
قد يرد البعض ويقول ان حضور الضحايا هودليل رضى وقد يتجاهل البعض حتى هذا الرد ويصف المنادين بجبر الضرر بانهم يريدون اشعال فتنة جديدة , وان الامر انتهى بحفل خطابي حول الماساة الى فرحة كما يروج لهذا بعض المغفلين , مع اني ارى ان هذا ممكن ولكن لفترة زمنية قصيرة فقط لان النار لم تخمد باجراء صحيح وانما دفن لظاها تحت الرماد , وما تحت الرماد ابسط عاصفة كفيلة بإذكأئه وإعادة اشتعاله ,وهذه النظرة رغم تشأومها الا انها واقع يجب علينا مواجهته . الخلاصة ان التصالح والتسامح لا يكون الا بعد اعتراف المخطئ بخطأه والمسئ باساءته وبعد تقديم الاعتذار واستعداده للمثول امام القضاء ولو بعد حين , أما تسامح وتصالح بهذه الصورة التي تتعامل مع قشور المشكلة ولا تنفذ الى اللب , برايي انها قفز على الواقع ورقص على الجراح ولن يكون لها ادنى أثر على ابناء الضحايا.