ألمحت مليشيا الحوثي إلى تراجعها عن اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين وجثث القتلى مع الحكومة اليمنية حسب الاتفاق الذي وقعه الجانبان في المشاورات الأخيرة بالسويد. وتم الاتفاق في مشاورات السويد في مطلع الشهر الجاري على تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية وميلشيات الحوثي، وتبادل الطرفين قوائم بأكثر من 15 ألف. وبدت بوادر التنصل عن الاتفاق خلال مؤتمر صحافي الخميس بصنعاء على لسان المسؤول الحوثي عن هذا الملف، عبد القادر المرتضى. وأفاد المرتضى بأن جماعته «قدمت إفادة كاملة ودقيقة ومهنية عن الكشوفات التي تسلمتها، بعد أن تم فحصها عبر فريق متخصص مهني». كما زعم أن الجانب الحكومي قدم كشوفاً تضم نحو 9 آلاف اسم لمعتقلين ومخفيين، إلا أن أكثر من ألفي اسم - حسب زعمه - جاءت مكررة، إضافة إلى نحو 1500 اسم زعم أنها أسماء وهمية وغير مستكملة البيانات، فضلاً عن عدد مماثل قال إن الجماعة سبق أن أطلقت سراحهم. وزعم المسؤول الحوثي أن جماعته لن تسلم 111 شخصاً في كشوف الشرعية، زاعماً أنهم ينتمون إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، إلى جانب 47 شخصاً قال إنهم معتقلون لدى جماعته على ذمة قضايا جنائية وأخلاقية - على حد زعمه. واعترف القيادي الحوثي بأن لدى جماعته فقط نحو ألف سجين ومعتقل، من بينهم عشرات الجثث، على حد زعمه، إلى جانب 2700 اسم قدمتها الشرعية، قال إن الجماعة لا تتوافر لديها أي معلومات عنهم، مرجحاً أنها أسماء وهمية - بحسب زعمه. واعترف المسؤول الحوثي عن ملف الأسرى والمعتقلين بأن لدى جماعته المئات من الأسرى الإضافيين لم يقدم الجانب الحكومي أسماءهم، زاعماً أن جماعته مستعدة لإطلاق سراحهم، شريطة أن تطلق الحكومة الشرعية جميع الأسرى المعتقلين لديها. وفي السياق حذر مصدر مسؤول في الحكومة الشرعية، الجمعة، مليشيا الحوثي الانقلابية من التنصل عن الاتفاق والكف عن محاولات إفشاله بدءً بتقديم إفادات كاذبة وغير صحيحة. وقال المصدر، إن مليشيا الحوثي أنكرت وجود 2946 معتقلاً في سجونها من أصل 8576 اسمًا تضمنها الكشف الذي قدمه الوفد الحكومي في مشاورات السويد. وأكد المصدر- في تصريح لوكالة"سبأ"- أن المعتقلين الذين تحاول المليشيا إخفائهم لأسباب غير معلومة موجدين بالفعل في معتقلات وسجون المليشيا وأن بعضهم كانوا قد ظهروا في السابق على القنوات التلفزيونية التابعة للحوثيين. كما أوضح أن مليشيا الحوثي الانقلابية لم تقدم أي إفادات عن اعتقال وخطف البهائيين وأنها ترفض الإفراج عنهم، كما تلفق تهم جنائية لآخرين معتقلين لديها. وأشار إلى أن الكشوفات لم توضح حالة اثنين من الذين شملتهم قرارات مجلس الأمن، لا إيجابًا ولا نفيًا، وهم محمد قحطان (القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح )، واللواء فيصل رجب (قائد عسكري)، ومعهم 232 اسماً يعلم الجميع أنهم في سجونهم. وحول الكشوف المقدمة من الميليشيات الحوثية، قال المصدر "إن العدد الكبير الذي قدمه الانقلابيون يوضح أنهم لم يسجلوا أسراهم الحقيقيين، بل سجلوا كل الذين فقدوا في شعاب الجبال والمدن التي دفعوهم إليها للقتال، وانتهى بهم المطاف قتلى على أيدي المواطنين الذين دافعوا عن أنفسهم ومدنهم وممتلكاتهم، مؤكدًا أن عدد 2612 من الأسماء المقدمة لا وجود لهم". وأضاف المصدر "جريمة الحوثيين تتضاعف في حق ضحاياهم مرة بالتغرير عليهم، أو استغلال فقرهم، أو صغر سنهم، أو إكراههم، على القتال، ومرة بسوقهم إلى المعارك دون أي تدريب، ومرة ثالثة بإهمال جثثهم وتركها في الجبال، وأخيراً بتسجيلهم في كشوفات الأسرى وخداع أهاليهم بالأمل الكذوب". وطالب المصدر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفت، بالضغط على مليشيا الحوثي وإلزامها بتنفيذ الاتفاق الذي وقعت عليه في مشاورات السلام في ستوكهولمبالسويد. الى ذلك وصل إلى مدينة سيئون ثاني أكبر مدن محافظة حضرموتجنوب شرقي البلاد. وذكرت مصادر حكومية، صحيفة "البيان" الإماراتية، أن ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وصلوا سيئون أيضا، لوضع الترتيبات الخاصة بإتمام أول عملية لتبادل الأسرى والمعتقلين. ووفق المصادر فإن هيج وبعثة الصليب الأحمر سيطّلعون على التجهيزات الخاصة باستقبال المفرج عنهم من الناحية الطبية وتوفير المأوى لهم، والتحقق من البيانات استناداً إلى الجدول الزمني الخاص بملف الأسرى والمختطفين. وقالت المصادر: إن ميليشيا الحوثي ردّت على القائمة المسلّمة من جانب الشرعية والتي تحوي أكثر من 8 آلاف اسم لمعتقلين ومختطفين وأسرى، وأنكرت وجود البعض. وبينت أن مليشيا الحوثي رفضت إطلاق سراح مجاميع أخرى بتهم زائفة، ومن بينهم 6 من رموز الطائفة البهائية الذين اعتقلوا بموجب توجيهات إيرانية، حسب الصحيفة.