قال موقع تحليل تفصيلي للنزاع المسلح ورسم خرائط للأزمات، أنه من الصعب اعتبار ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا ممثلا حصريا لجنوباليمن، متطرقا إلى مدى فعالية المشروع الإماراتي في المحافظاتالجنوبية امتداد من العاصمة المؤقتة عدن ووصولا إلى المهرة، عبر حلفائها في الانتقالي الجنوبي. جاء ذلك في تقرير نشرة موقع "ACLED" المختص في النزاعات المسلحة ورسم خرائط الأزمات، وترجمه للعربية موقع "الموقع بوست"، أمس السبت.
وبحسب الموقع فأنه لا يمكن معالجة جنوباليمن باعتباره كوحدة متجانسة، على الرغم من أن الجهات الفاعلة مثل المجلس الإنتقالي الجنوبي التي تدعي أنها الممثل الوحيد للشعب الجنوبي، إلا أنه يجب مراعاة خصوصيات كل سياق محلي في أي محاولة لتحقيق الإستقرار في جنوباليمن.
واعتبر الموقع أن السمة الرئيسية للعنف السياسي في معظم جنوباليمن خلال السنوات الخمس الماضية كانت بظهور القوات المسلحة الموالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات المسلحة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، والتي تعمل بفعالية كقوات شبه عسكرية على الرغم من كونها تابعة لدولة رسمية وهي حكومة هادي. ومع ذلك، فقد واجه إنشاء هذه القوى نتائج مختلطة اعتمادًا على السياقات المحلية.
وبداء الموقع حديثة عن محافظة شبوة، لفت فيه إلى مقارعة القوات الحكومية لمليشيا النخبة الشبوانية التابعة لمايعرف بالانتقالي الجنوبي، مشيرا إلى تمكن القوات الحكومية من طرد النخبة الشبوانية في أغسطس/ آب 2019، بعد محاولة الأخيرة من فرض سيطرتها على عتق عاصمة المحافظة.
وأوضح تقرير "ACLED" إن مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا تسعى للسيطرة على محافظة شبوة في مساعٍ منها للاستحواذ على الثروات النفطية والغاز.
وفقا للتقرير فإن السيطرة على شبوة ستعطي القوة الاقتصادية، اذ يمكن القول أن هذه الأسباب يمكنها تفسير أهمية المحافظة، التي تعمل على توفير حقولها الخاصة بالنفط والغاز وتعتبر كبوابة حاسمة للغاز القادم من مأرب المجاورة والتي يتم تسليمها في منشأة بلحاف.
وفي لحج نوه التقرير إلى أن مليشيا الانتقالي ممثلة في مايعرف بقوات الحزام الأمني قد واجهت تحديًا في لحج، حيث يبدو أنها تتمتع بدعم كبير من النخب السياسية والسكان.
وفي أبين، مقاطعة أصل الرئيس هادي، ذكر التقرير أن قوات الحزام الأمني وجهت من ناحية أخرى معارضة من القوات الموالية لهادي.
وفي السرد المتتالي لتقرير "ACLED" فأن العاصمة المؤقتة عدن، مثلثت النفوذ المراد تحقيقة من قبل حلفاء الإمارات في الجنوباليمني، في مشروعها التشطيري.
حيث يرى التقرير أن مايسمى بالانتقالي الجنوبي اكتسب نفوذاً كبيراً بعد تمكنه من السيطرة على المدينة مرتين خلال العامين الماضيين.
من ناحية أخرى، يقول التقرير لم تندلع المصادمات في حضرموت المجاورة حيث رسخت قوات النخبة الحضرمية نفسها أيضًا كجهات فاعلة أساسية بعد طرد القاعدة في جزيرة العرب من العاصمة المكلا في أبريل 2015. على عكس شبوة،
وتوقع الموقع أن هناك تفاهمًا ضمنيًا بين المؤيدين لهادي وقوات النخبة الحضرمية في حضرموت، على الرغم من النداءات المتكررة من قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي للسيطرة على أرض حضرموت الداخلية من قبل قوات النخبة الحضرمية، فإن الأخيرة لا تزال تركز على المناطق الساحلية في حين أن القوات الموالية لهادي تعمل في الغالب في وادي حضرموت والمناطق الصحراوية العليا. وأكد التقرير أن الهوية الحضرمية دون الوطنية القوية تمنع أيضًا تقسيم المحافظة. أما محافظتي سقطرى والمهرة -يقول التقرير- كان إنشاء قوات مؤيدة للمجلس الإنتقالي الجنوبي أقل نجاحًا. على الرغم من التقارير الأولية حول تشكيل "قوات النخبة السقطرية"، مشيرا إلى أن القوات الموالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي في الجزيرة الآن باسم قوات الحزام الأمني إذا كانت نجاحاتهم في إنشاء المناصب واكتساب شعبية غير واضحة تمامًا، فقد سجلت ACLED ارتفاعًا في الاحتجاجات الداعية إلى إقالة الحاكم المحلي منذ يونيو 2019، متزامنًا مع وصول قوات الحزام الأمني إلى الجزيرة.
في المهرة، يشير التقرير إلى أنه لم تتحقق التقارير الأولية حول تشكيل قوات النخبة المهرية في فبراير 2019. لافتا إلى أن جميع أنشطة التحالف الذي تقوده السعودية في المحافظة تواجه معارضة شعبية قوية، والتي من المحتمل أنها تحرك بدور فعال من عمان المجاورة.