أفرجت جماعة الحوثي الانقلابية، الأربعاء، عن رهينتين أمريكيتين، مقابل الإفراج عن 240 من القيادات العسكرية البارزة الجماعة المتواجدين خارج اليمن، وذلك في صفقة تم برعاية عمانية. وبحسب مسؤولون أمريكيون وسعوديون، فإن جماعة الحوثي المدعومة من إيران أفرجت عن رهينتين أمريكيتين في إطار صفقة تبادل ترعاها الولاياتالمتحدة وتضمن أيضا الإفراج عن 240 من عناصر الجماعة المتواجدين خارج اليمن. من جانبه وقال كاش باتيل، أحد مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمل على إتمام عملية التبادل: «الصفقة ضمنت إطلاق سراح ساندرا لولي، الأمريكية العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، والتي احتجزتها جماعة الحوثي كرهينة لمدة 3 سنوات تقريبًا»، حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وأضاف أنّ الرهينة الثانية هو «ميكائيل جيدادا، رجل الأعمال الأمريكي الذي احتجزته الجماعة لمدة عام تقريبًا». كما تضمنت الصفقة إعادة رفات بلال فطين، وهو أمريكي ثالث كان الحوثيون يحتجزونه. وذكرت «وول ستريت جورنال» أنّ طائرة تابعة لسلاح الجو في سلطنة عمان نقلت شخصين أمريكيين ورفات أمريكي ثالث من العاصمة اليمنيةصنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون بعد ساعات من إعادة الطائرة مئات المسلحين التابعين للجماعة الانقلابية إلى اليمن، بعد أن أمضوا سنوات عالقين في عمان. وبينما قدم المسؤولون الأمريكيون معلومات محدودة عن الأمريكيين الثلاثة، قالوا إنهم كانوا يعملون سريعا لتأمين الصفقة لأن صحة السيدة ساندرا لولي كانت تتدهور. يشار أن الصفقة تضمنت إيصال مساعدات طبية لليمن. إلى ذلك قال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين في بيان، إنّ «الولاياتالمتحدة ترحّب بالإفراج عن المواطنين ساندرا لولي وميكايل جيدادا، نتوجه بتعازينا لعائلة بلال فطين الذي سيُعاد جثمانه إلى الوطن أيضاً».
ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسمياً إلى عملية الاحتجاز. هذا وتوجّه البيت الأبيض بالشكر إلى سلطنة عمان والسعودية «لجهودهما من أجل السماح بالإفراج» عن الأمريكيين. تفاصيل الصفقة في موازاة ذلك نقلت صحيفة «العربي الجديد» عن مصادر يمنية مطلعة تفاصيل وحيثيات الصفقة بين السلطات الأمريكية وجماعة الحوثي الانقلابية. ووفقا للمصادر فأن» أن سلطنة عمان هي من رعت الصفقة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والانقلابيين الحوثيين، والتي تقضي بالإفراج عن رهينتين أميركيتين مقابل سماح التحالف العربي بعودة 240 عالقا حوثيا، أغلبهم جرحى حرب كانوا يتلقون العلاج بالخارج منذ قرابة عامين. وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، سمح التحالف العربي، بنقل عشرات الجرحى من الحالات المستعصية من صنعاء إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج، ضمن تفاهمات رعتها حينذاك الأممالمتحدة بهدف بناء الثقة بين الطرفين، لكنه لم يتم السماح لهم بالعودة منذ ذلك التاريخ. وأضافت المصادر فقد أقلت طائرة عمانية، أثناء عودتها من مطار صنعاء، رهينتين أميركيتين باتجاه مسقط، كجزء من الصفقة غير المعلنة بين جماعة الحوثيين والتحالف العربي، بناء على ضغوط أميركية، وهو ما أكدته صحيفة «وول ستريت جورنال» أيضا. ولم تعلن سلطنة عمان على الفور نقل الرهائن، كما لم تعلن جماعة الحوثيين رسميا عن الإفراج عن الرهينتين، واكتفى كبير المفاوضين بالجماعة، محمد عبدالسلام، بالكشف عن عودة 240 شخصا قال إنهم جرحى وعالقون بالخارج. وقال القيادي الحوثي «محمد عبدالسلام»: «بفضل الله وعونه وصل إلى صنعاء ما يقارب 240 شخصاً من أبناء الوطن ما بين جريح وعالق على متن طائرتين عمانيتين من بينهم الجرحى الذين خرجوا الى مسقط أثناء مشاورات السويد ولم تقم الأممالمتحدة بإعادتهم وفقا للاتفاق». وذكر عبدالسلام، في تدوينة على «تويتر»، أن ما يقارب من 240 شخصا، ما بين جريح وعالق، عادوا إلى صنعاء على متن طائرتين عمانيتين من بينهم الجرحى الذين خرجوا إلى مسقط أثناء مشاورات السويد ولم تقم الأممالمتحدة بإعادتهم وفقا للاتفاق. وكان كبير المفاوضين الحوثيين في ملف الأسرى والمعتقلين، عبد القادر المرتضى، قد أعلن منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أن لدى جماعته الكثير من الأوراق التي تمكنها من استعادة جميع الأسرى والعالقين بالخارج، ومن المرجح أن الرهائن الأميركية والطيارين السعوديين، الذين يتواجدون لديها بصنعاء، هم من أبرز تلك الأوراق. وتأتي الصفقة عشية عملية مرتقبة لتبادل 1081 أسيرا بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية، تنفيذا لتفاهمات تمت في جنيف منتصف الشهر الماضي.