نشرت وزارة الدفاع الجمعة، اعترافات لخلية مرتبطة بميليشيا الحوثي، متورطة بالتجسس ورصد مواقع قيادات ومسؤولين عسكريين . وبثت قناة اليمن الفضائية فيلماً وثائقياً بعنوان "خيوط العمالة"، أنتجته دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني، وتضمن اعترافات لعناصر تم زرعها في مدينة مارب وداخل القوات المسلحة من قبل الحوثيين بهدف التجسس لصالح الميليشيا .
الجاسوس 1 الجاسوس " باسم علي عبده الصامت"، جندي، من محافظة ذمار، يسكن في الخسف بمديرية صبر بمحافظة تعز، اعترف بتفاصيل الخيانة، وكيفية تجنيده والمتعاونين معه، إضافة لوثائق ومستندات مهمة عثرت في هاتفه .
وبدأ تجنيده من قبل القيادي في مليشيات الحوثي المدعو "زيد المؤيد" -محافظة ذمار، والذي يعمل ركن اتصالات في كتيبة التدخل التابعة للمليشيات، والذي ارتبطت علاقته به أثناء عملية التدريب بذمار، بعد إقناعه بالعمل لصالح المليشيات في محافظة مأرب .
وفي صنعاء تم تجنيده لصالح المليشيات الحوثية وتدرب في الأمن القومي التابع للمليشيات، وأسندت اليه مهمة تكوين جهاز أمن قومي بمحافظة مأرب، والتخابر مع المليشيا، عن طريق خبراء إيرانيين تلقى منهم تعليمات مفصلة عن آلية العمل معهم، بحسب قوله" أكون أخذ الإحداثيات وأرسلها فقط ".
واعترف الجاسوس "باسم" بأن الخبراء الإيرانيين هم من يديرون القوة الصاروخية التابعة لمليشيات الحوثي، حيث التقى بالخبراء الإيرانيين في أحد الفنادق، لتكون مهمته بحسب اعترافاته والمستندات التي لديه رصد تحركات قيادات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادات الوحدات العسكرية، رصد منصات وأماكن الاحتفالات .
سكان صنعاء في خطر في اعترافات باسم عن مرحلة التجنيد أدلى بشهادات خطيرة، تتعلق بحياة المدنيين، في مدينة صنعاء مؤكداً أن كتيبة التدخل السريع التابعة للحوثيين، تتمركز بأسلحتها وذخيرتها في منزل وسط حي مكتظ بالسكان .
الجاسوس 2 العميد ركن خالد محمد صالح الأمير، صبر تعز، والذي يشغل منصب مدير دائرة المستودعات العامة بهيئة الإسناد اللوجستي، وهو خال الجاسوس الأول "باسم الصامت"، استغل منصبه كمدير دائرة في الجيش لتسهيل مهمة الجاسوس "باسم ".
وبحكم منصبه عين "باسم" ضابط أمن الدائرة، وسهل تحركاته في قيادة وزارة الدفاع، ورغم كبر سنه ومعاناته من الأمراض المزمنة، إلا أنها لم تمنعه من الخيانة، ووافق على الأمر، بل شجع باسم على ذلك وعقدت بينهما صفقة على تقاسم أرباح الخيانة .
مليشيات الحوثي الانقلابية حاولت من خلالهما تحقيق اختراق في وزارة الدفاع، ومتابعة تحركات القيادات العسكرية للجيش، لكن عيون ويقظة أجهزة الاستخبارات أفشلت المهمة، وأمسكت بهما .
خيوط جديدة
في نهاية أكتوبر من العام 2019 رفع الجاسوس باسم بتسهيل وتذليل من خاله العميد خالد إحداثية لاجتماع ضم وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، وعددا من القيادات العسكرية أسفر القصف عن استشهاد مرافق وزير الدفاع النقيب فؤاد المرهبي، وهي العملية التي أعقبتها عملية أخرى استهدف فيها رئيس هيئة الأركان، الفريق الركن صغير بن عزيز، وقيادات عسكرية، أسفر القصف حينها عن استشهاد مجموعة من الضباط .
وحصرت أجهزة الاستخبارات خارطة استهدافات الخلية، بأنها تستهدف الصف القيادي الأول في الجيش والفعاليات العسكرية والمناسبات الوطنية، وهو ما استمر عليه الجاسوس باسم بتسهيل من خاله في تسريب كل ما وصل إليه من معلومات، وتظهر الصور رصد لتحركات الآليات العسكرية ورفعه كل الإحداثيات التي استطاع الوصول إليها .
أسندت مليشيات الحوثي الانقلابية مهمة أخرى للخلية وهي "رفع إحداثيات منصات واحتفالات تخرج الدفع العسكرية المتخصصة، إلا أن الاحتفالات كانت تحظى بسرية تامة ففشلت في تنفيذ المهمة .
وتضمن الفيديو اعترافات لعناصر الخلية بمقتل عدد من أفراد الجيش جراء هجمات صاروخية للحوثيين، بناء على المعلومات التي قدموها للميليشيا .
وتؤكد الأدلة والوثائق أن عناصر تلك الخلية متورطين في ارتكاب جرائم التخابر مع العدو الحوثي وإيران، وقاموا بتشكيل خلايا تجسسية واستقطاب ضباط وأفراد في صفوف الجيش وتبادل الأدوار فيما بينهم باستهداف المنشآت الحيوية والمرافق والمواقع والآليات والمعدات والأسلحة العسكرية المعدة للدفاع عن البلاد، ومهاجمة رجال القوات المسلحة واغتيال منتسبيه .
استهداف المدنيين
كما تورطوا في ارتكاب جريمة رفع إحداثيات لعدد من المواقع والمنشئات والمنازل ومخيمات النازحين والأعيان المدنية لاستهدافها بالصواريخ البالستية .
وهو ما أكده جهاز الجاسوس "باسم" ضمن اعترافاته بأنه أبلغ الخيواني أثناء التقاط الصور لمنزل البرلماني السوادي، بأنه لا يوجد إلا نساء وأطفال في المنزل، وذلك قبل استهدافه بساعات، في 23 يناير 2020م، إلا أن المليشيات أصرت على قصف المنزل ومن فيه، جلّهم نساء وأطفال .
وأثبتت الاعترافات تورط تلك العناصر الإرهابية في ارتكاب جرائم إفشاء أسرار الدفاع المتمثل في المعلومات القتالية والحربية ونقل الأخبار والمعلومات المتعلقة بقوام الجيش ومعداته وآلياته وتشكيلاته بقصد الخيانة والإضرار بالعمليات العسكرية .
خيوط الخلية بدأت تتضح بعد استهداف اجتماع سري لوزير الدفاع واستشهاد مرافقه، واجتماع آخر لرئيس هيئة الأركان، استشهد فيه عدد من ضباط الجيش، إضافة للجريمة الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجد الميل، التي استخدمت فيها المليشيات صاروخاً باليستياً وطائرتين مسيرتين .
بدأت أجهزة الاستخبارات العامة للجيش الوطني بإجراءات مشددة، بحثاً عن خيوط الخيانة، وتوصلت إلى هواتف المشتبه بهم، حتى حصلت على كنز ثمين في هاتف الجاسوس" باسم الصامت"، الذي كشف خفايا مهمة .