مع استمرار وتيرة الحياة على ما هي عليه من تعب وجهد وشقاء وعناء، ما أصعب أن يسود الصمت على أجواء البيوت، في لحظة يغيب فيها الحوار الهادئ والتفاهم المثمر، حيث يسدل ستار مظلم تضيع معه معاني الحب والوئام، ويسيطر سوء الفهم على التعامل وتصبح الفجوة واسعة بين أفراد الأسرة الواحدة، عندها تصبح الحياة أكثر تعقيدا ويزداد عناؤها وتبلغ شقوتها مداها الأبعد والأخطر. خشية هذا الواقع تحتاج أسرنا جميعا إلى حوار هادئ تغلفه المحبة، وتغلب عليه الثقة، وتشمله المودة وينساب الرضا بين جنباته، ولكن هل مفهوم الحوار الأسري مقصور على الكلام وتبادل الآراء؟ أم يشمل أعم من هذا المفهوم الضيق. بداية الحوار عامة معناه: (إرجاع الكلام وتبادله بين طرفين للإقناع بوجهة نظر معينة في جو يسوده التفاهم والاحترام). وللحوار الأسري أيضا له معنى أشمل وأعمق، وهو وسيلة تفاهم قد تتخذ أشكالا عدة، وليست كلاما فقط للتناغم بين أفراد الأسرة الواحدة للوصول إلى رؤى مشتركة. ومن هذه التعاريف تتضح معاني يجب أن يعمقها أفراد الأسرة في حوارهم، وهي: - سيادة جو الحب والوئام والتفاهم. - الوصول إلى رؤى مشتركة. - احترام الرأي الأخر. ولكن مع هذه المعاني النبيلة التي يفرزها الحوار الأسري الناجح بين الزوج والزوجة، أو بين الآباء والأبناء؟