/مشا نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية مقالا أمس الأول توجه فيه رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية مباشرة الى الراي العام الاميركي منتقدا بشدة ادارة الرئيس جورج بوش. ويعيش هنية الذي هددت اسرائيل بقتله وسط اجراءات امنية مشددة اذ لا يغادر غزة الا نادرا ويبيت كل ليلة في مكان سري مختلف عن المكان الذي بات فيه في الليلة السابقة. واتهم هنية البيت الابيض بالعمل على "تقويض" حكومته. وقال هنية الذي يتراس الحكومة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المصنفة حركة "ارهابية" في الولاياتالمتحدة الاميركية في مقال بعنوان "اعتداء بذرائع كاذبة" "اصطدمت حكومتنا الجديدة منذ البداية باعمال واضحة من قبل البيت الابيض لتقويض" عملها.واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية ان "الكابورال الاسرائيلي +المخطوف+ جلعاد شاليت ليس سوى الذريعة لعملية مخطط لها منذ اشهر" مضيفا ان "الاجتياح الحالي لغزة ليس سوى الجهد الاخير الذي يبذل لالغاء نتائج الانتخابات الحرة والعادلة التي جرت في مطلع السنة".وكانت ثلاث مجموعات فلسطينية منها الجناح العسكري لحماس اعلنت مسؤوليتها عن اسر الكابورال الاسرائيلي على مشارف قطاع غزة.واعرب هنية عن استغرابه ازاء "تسامح الاميركيين" مع "جرائم الحرب" الاسرائيلية التي اعتبر انها تنفذ "بضوء اخضر" من واشنطن. وذكر بمقتل سبعة اشخاص من عائلة واحدة على شاطئ في غزة في حادث يحمل الفلسطينيون اسرائيل المسؤولية عنه قائلا "لا استطيع ان اتصور ان الراي العام الاميركي يقبل هذه الاعمال غير الانسانية".وتابع "الاكيد ان الشعب الاميركي سئم هذا الجنون بعد خمسين عاما و160 مليار دولار هي حجم المساعدات الاميركية لاسرائيل التي دفعها المواطن الاميركي طوال نصف قرن للسماح لاسرائيل ببناء قوتها العسكرية +الدفاعية+". اضاف " لعل بعض الاميركيين يتساءلون ان لم يكن بامكان هذه الدماء والاموال ان تعطي نتائج ملموسة في فلسطين لو لم تتنكر السياسة الاميركية منذ البداية للحقيقة التاريخية والعدل والانصاف".وكتب رئيس الوزراء الفلسطيني " عندما كنت اتفحص بنيتنا التحتية المدمرة وارى ان طائرات +اف 16+ والصواريخ الاميركية الصنع اطاحت مجددا بهبات الدول المانحة والجهود الدولية التي بذلت كانت افكاري تتجه الى الاميركيين. بماذا يفكرون امام ذلك؟". وانتقد هنية "اعتقال الالاف من الفلسطينيين منهم المئات من النساء والاطفال بتهم مقاومة الاحتلال غير الشرعي" للاراضي الفلسطينية.اضاف "تستعمل اسرائيل التي تملك السلاح النووي والتي يحل جيشها في المرتبة الثالثة عشرة على صعيد تصنيف افضل القوى المسلحة في العالم قدرتها لاحتلال قطعة من الارض بحجم نيوجيرزي (شرق الولاياتالمتحدة) في مواجهة اخصام لا يملكون حتى اسلحة تقليدية".وقال ان "الدواء" لالام الشرق الاوسط يبدا بايجاد حل لمسالة لاجئي العام 1948 وانشاء دولة فلسطينية "في الضفة الغربية والقطاع تكون القدس الشرقية عاصمة لها".وتعبر هذه النقطة الاخيرة عن توجه جديد نسبيا داخل حركة حماس اذ تنص على اعتراف ضمني بالدولة العبرية. وكانت الحركة الاسلامية لا تزال تنفي تماما حق اسرائيل بالوجود قبل الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني/يناير .كما انتقد هنية بشدة ايضا الانسحاب الاسرائيلي من غزة في ايلول/سبتمبر الماضي والمشروع الذي اقترحه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لاعادة تجميع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية لانهما " لن يقودا الى السلام".وخلص هنية الى القول انه "لو يدرك الاميركيون الحقيقة" لتحولت امكانية التوصل الى حل سلمي للصراع بين اسرائيل والفلسطينيين "الى واقع ملموس".
