جدد رئيس الوزراء إسماعيل هنية موقف الفلسطينيين من تحميل تل أبيب مسؤولية رفضها عرضا تقدمت به فصائل فلسطينية يتيح وقف العمليات العسكرية بين الجانبين. وقال هنية إن الفصائل أبدت استعدادها لوقف إطلاق الصواريخ، مقابل إجراء مماثل من قبل إسرائيل بوقف العدوان على الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أشار إلى أن اتفاق الفصائل الخمسة سيتوسع ليشمل كافة أجنحة المقاومة الفلسطينية، بهدف تطوير هذا الاتفاق في ضوء الالتزام الإسرائيلي وتنفيذه على أرض الواقع. يأتي ذلك في وقت رفضت فيه تل أبيب عرضا تقدمت به خمسة فصائل فلسطينية من بينها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، ووصفت الحكومة هذا العرض بأنه هزلي وغير جادوأكدت حركتا حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أنه لا مجال للحديث عن تهدئة مع إسرائيل، طالما استمر عدوانها على الشعب الفلسطيني. من جهته قال المتحدث باسم فتح، ماهر مقداد، إن التهدئة يجب أن يقابلها من إسرائيل وقف لكل أشكال العنف بكافة المناطق الفلسطينية. وأضاف "حينما يتعرض الشعب الفلسطيني لأي اعتداء له الحق أن يدافع عن نفسه بكل الأشكال التي يراها مناسبة". ميدانيا ردت إسرائيل على عرض هدنة الفصائل الفلسطينية عمليا، حيث قتل جنود الاحتلال ظهر أمس الطفل عبد العزيز الباع (تسعة أعوام) بينما كان يقف أمام منزله شرق جباليا بالقطاع. كما استشهد الناشط بحماس أيمن جودة (22 عاما) برصاص إسرائيلي في بيت لاهيا شمال القطاع، حيث يواصل جيش الاحتلال عملية توغل يقوم بها. وأدت مواجهات مع الاحتلال في نابلس، إلى إصابة شابين فلسطينيين (15 و19 عاما) في صدريهما، وذكرت المصادر أن جنودا إسرائيليين فتحوا النار على مجموعة من الفلسطينيين كانت تقذفهم بالحجارة في مخيم عسكر. وفيما يتعلق بمسألة تشكيل حكومة الوحدة، أوضح إسماعيل هنية أن الحوار بشأنها في بعض محطاته شاق وصعب "لكن النية معقودة على إنجاح الحوار". كما أكد أن استقالة الحكومة الحالية هي "جزء من الإجراءات الدستورية وتأتي عندما نطمئن على كافة التفاصيل ولا مشكلة عندنا في هذا الموضوع، المهم أن نتفق". وفيما يتعلق بموضوع المحاصصة، شدد هنية على أن الحكومة تتشكل على أساس صندوق الاقتراع ونتائج الانتخابات "والجميع مطالب أن يستمر في احترام هذه الأسس وألا يتم الانكفاء أو التراجع عن ذلك". واتهمت حماس فتح ضمنيا أمس بالتراجع عن التفاهمات حول بعض المحطات بخصوص تشكيل حكومة الوحدة، وردت فتح التهمة لحماس حيث قال المتحدث باسمها ماهر مقداد "لدينا شعور أنه كلما تقدمت المشاورات كانت محاولة تراجع من حماس بطريقة أو بأخرى لكن لن نيأس". وكان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس قد ناقش مساء أمس إشكاليات تشكيل حكومة الوحدة مع رئيس الحكومة إسماعيل هنية، ووصفت المحادثات بأنها إيجابية. كما شدد عباس خلال لقائه أمس مع قادة فتح أمس على ضرورة وجود انسجام بين الرئاسة والحكومة المقبلة "التي ينبغي أن تكون قادرة على الاجتماع مرة في الضفة ومرة في غزة، وأن يكون رئيسها ووزراؤها قادرين على التحرك بين الضفة والقطاع والسفر للخارج". وفي القاهرة بحث رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان موضوع حكومة الوحدة مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وشملت المباحثات العقبات التي تعوق تشكيل الحكومة وعملية تبادل الأسرى ووقف العدوان الإسرائيلي وسبل الخروج من أزمة الحصار.