سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر زيارة «لاريجاني» للرياض تهدف لتخفيف الحملة الإعلامية بشأن المطامع الفارسية..د. مكي : على القادة العرب أن يؤكدوا ل«إيران والأميركان» أنهم متمسكون بثوابت
اكد الدكتور يوسف مكي- المحلل السياسي السعودي وعضو المؤتمر القومي العربي- ان زيارة رئيس مجلس الامن القومي الايراني «علي أكبر لاريجاني» إلى المملكة العربية السعودية يوم امس تأتي على خلفية تصريحات مجموعة من القادة العرب في السعودية ومصر والاردن واليمن بشأن مخاطر ما يجري في العراق من الميليشيات الطائفية على الامن القومي العربي واشار د. مكي في اتصال هاتفي مساء امس ل«أخبار اليوم» ان ابعاد زيارة «لاريجاني» للسعودية ربما تأخذ اكثر من جانب بدءًا باهم موضوعين لدى الايرانيين حالياً وهما: موضوع الملف النووي الذي يتوقعون تصعيدهم في الايام القادمة، وكذا موضوع محاولة تهدئة الوضع العربي بشكل عام من خلال السعي لوضع حد نهائي أو تخفيف الحملة الاعلامية العربية على المطامع الايرانية في العراق خصوصاً وفي الوطن العربي عموماً. موضحاً ان هنالك جانباً آخر للزيارة وهي أنها تأتي بالتزامن مع زيارة «كوندوليزا رايس- وزيرة الخارجية الاميركية» لعدد من عواصم الدول العربية وذلك في اطار واضح يتمثل بعد نجاح «الديمقراطيين» في الوصول إلى الكونجرس ووجود قناعة تامة هي ان اي محاولة اميركية الآن في تطبيق مشروعهم «استراتيجية بوش الجديدة» تحتاج إلى اموال من الانظمة العربية على نفس طريقة «الكونترا» في عهد هيجل. فزيارة «لاريجاني»-حسب رؤية د. يوسف مكي استاذ السياسة المقارنة بجامعة الرياض- تأتي في إطار محاولة لخلق استراتيجية في المنطقة تهدف إلى ضمان تخفيف اي حملة قادمة لاستهدافهم، خصوصاً بعد عتقال مجموعة من الدبلوماسيين في الشمال العراقي، كعملية تحشيد لا اكثر. وقال د. مكي :الشيء الذي اعتقده هو ان على القادة العرب ان يؤكدوا ل«لاريجاني» و«الاميركان» انهم متمسكون بثوابت لا انهم يدافعون عن عروشهم ومراكزهم ومواقعهم، لان اي انفلات حقيقي في العراق سيترك بصماته ثقيلة على الوضع العربي بشكل عام، وسوف يهدد الامن القومي في كل الاقطار المجاورة والمحيطة للعراق. واضاف المحلل السياسي السعودي: ان على القادة العرب ان يدركوا ان اللغة الدبلوماسية لم تعد تنفع ولذا فعليهم تحديد مطالبهم بأن يرفع كل الطامعين ايديهم عن شعب العراق وعدم الانخراط في سيادته وهويته وعروبته، كما عليهم ألا يقبلوا بهذه المعايير المزدوجة والتي هي من جهة اعلان عداء للولايات التحدة والمشاريع الاميركية، ومن جهة اخرى اقامة علاقة تكاملية معها من قبل النظام الايراني. وكان رئيس مجلس الامن القومي الايراني «علي اكبر لاريجاني» قد وصل امس الاحد إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونظيره السعودي سعود الفيصل. وكانت آخر زيارة قام بها «لاريجاني» للسعودية في شهر يوليو الماضي عندما قام بتسليم رسالة من الرئيس محمود احمدي نجاد للملك عبدالله. وتأتي زيارة «لاريجاني» بعد حوالي شهر من التصريحات السعودية التي سببت قلقاً في الاوساط الايرانية عندما ألمحت السعودية إلى انها قد تتدخل إلى جانب السنة العراقيين في حالة انسحاب القوات الاميركية من العراق.