اكد الدكتور يوسف مكي-الكاتب والمحلل السياسي السعودي- ان زيارة الرئىس الايراني احمدي نجاد اليوم إلى الرياض تأتي في إطار تحرك ايراني لهدف اعداد وتحشيد للقوى الاقليمية العربية عقب الحديث في الايام الاخيرة عن تهديدات اميركية لايران، خصوصاً وانها تشعر الآن بالعزلة التي تعيشها والضغوطات الدولية فيما يتعلق بقضية المؤسسات النووية، وجملة هذه الاسباب تدفعها لان تتحرك باتجاه اقليمي عربي. واشار مكي في حوار تنشره مجلة «اضواء الشموع» في عددها القادم ان الموقف العربي تجاه ايران ربما يكون موقفاً اعتبارياً اكثر منه مادياً، وهذا الشيء يجعلني أشعر ان التحركات الايرانية ما تزال معالمها غير واضحة، لكن بالتأكيد ان محور التحرك هو الآن منها الضربة الاميركية. وقال مكي ان الايرانيين في تحركهم يعتمدون لغتين: اولها انهم يدركون انه ليس لهم علاقة بالذي يدور في العراق، ولكن الانظمة العربية كلها والشارع العربي والكل يعرف ان النفي الايراني هذا لا يغير من الواقع شيئاً، فالميليشيات معروفة وجيش المهدي وفرق الموت معروفة جميعها ان تسليحها وعقيدتها ايرانية، وكثير من التوجيهات السياسية اسست في العراق ليس بدعم ايراني فقط ولكن بموجب فرمانات ايرانية مثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة، وتحالف التيار الصدري وغيرها. ورداً على السؤال المتصل بعلاقة الزيارة بالمشروع الايراني في المنطقة عموماً، وما يحدث في اليمن من تمرد حوثي تدعمه ايران خصوصاً، اوضح مكي ان الانظمة السياسية العربية قاطبة ليس بوسعها ان تقف متفرجة امام ما يجري من زعزعة الاستقرار باليمن، لانها زعزعة استقرار طائفية في المنطقة بأجملها لأن هذا جزء من استراتيجية ايرانية وهذه الاستراتيجية استمرت الآن اكثر من عقد من الزمن والآن ليس في اليمن فحسب ولكنها موجودة في كثير من البلدان العربية كقنابل موقوتة في السودان وتونس والمغرب العربي والجزائر وفي فلسطين وفي كثير من البلدان العربية كمصر وغيرها. واضاف: ان هذه الزيارات وهذا التحرك الايراني يأتي في وقت ضائع ولن تؤدي إلى نتائج لأن السياسات ثابتة والمطلوب هو تغيير جذري من قبل ايران، وان تبدي نوايا طيبة تجاه النظام الاقليمي العربي وتجاه منطقة الخليج وتجاه موضوع العروبة في العراق التي اصبحت الآن موضع اهتمام كقضية سياسية عربية واسلامية. من جانبها اوضحت الاستاذة سميرة رجب-عضو مجلس الشورى البحريني- ان ايران تواجه ورطة في شأنها الخارجي سواء في مواجهتها مع اميركا أو في شأنها مع العراق أو في الشأن اللبناني، وتأتي زيارتهم هذه للتحرك للبحث عن مساعدة اصدقاء في المنطقة لانقاذهم من الورطة، واعتقد ان السعودية تكون دولة ممكنة تتحرك بهذا الشأن ولو ان السياسات الايرانية في السنوات الاخيرة كانت تتجه باتجاه الدول العربية، حيث يجب ملاحظة حركة وزير الخارجية البحريني بين دول المنطقة لايران ثم لقائه مع الادارة الاميركية خلال الاسبوع الجاري، فالقضية ترتبط بهذا الموضوع، وعن احتمال ضربة اميركية للمصالح الايرانية ولذا فالزيارة في هذا الإطار. وتساءلت سميرة رجب: كيف سيقنع «احمدي نجاد» الانظمة العربية ان ايران لا تمارس تلك الممارسات الطائفية على اراضيها وليس لها اجندة هيمنة واجندة فرض نفوذ؟ مما يجعل بالتأكيد ان هذه الانظمة اصبحت لها مواقف من هذه السياسات خصوصاً الوضع في العراق، ولا اعتقد ان هذه الانظمة سوف تصدق الاكاذيب الايرانية. واكدت ان هذه الزيارة تأتي لطمأنة الدول العربية ان الاحداث التي تحدث في اليمن كحركة التمرد أو في البحرين أو في الخليج بشكل عام لا علاقة لايران بها، وهذه الطمأنة لن تكون صادقة ولن تصدق الانظمة العربية «عملية الطمأنة» هذه لانهم يرون على ارض الواقع عكس ذلك وواقعاً آخر، وهذا الاسلوب لن يجدي ولن ينفع ان تطمئن الانظمة العربية ان هذه الزيارة لا علاقة لها بالاجندة الايرانية سواء في صعدة أو في المنطقة بشكل عام في إطار استراتيجية المشروع الايراني فيها.