سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقب خطاب الرئيس الأخير ب«سيئون» ورد قحطان ..الذارحي ينصح الرئيس بعدم الاستماع للبطانة السيئة التي تخدم الخارج..الشامي يحمل «المشترك» المسؤولية و«أنيس يحيى» يدعو الجميع إلى الحوار
شهدت وسائل اعلامية امس تصعيداً غير مسبوق بين السلطة والمعارضة منذ الانتخابات الرئاسية والمحلية الاخيرة وبعد دعوات من قبل رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح للجميع بطي صفحة الانتخابات والتفرغ لبناء الوطن، إلا انه هذه المرة تدخل شخصياً في هذا التصعيد الاعلامي الذي ينشب بين المؤتمر والمشترك من حين لآخر، بتصريحاته امس في محافظة حضرموت وشنه هجوماً على الاصلاحيين والاشتراكيين واتهامه للحزبين بالتحالف لتدمير الوطن وارجاعه إلى ما قبل الوحدة. وهو ما رد عليه الرئيس التنفيذي للقاء المشترك محمد قحطان بدعوة الرئيس لتجاوز الخطاب المنفعل بصفته رئيساً لكل اليمنيين، وان يركز على تنفيذ الوعود التي اطلقها اثناء حملته الانتخابية، وتصريح قحطان ل«الصحوة نت» بالقول: «نقول يا فخامة الرئيس: هل تستطيع ان تعيد خفض الاسعار كما وعدت، فلو تمكنت من اعادة سعر البيضة إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات فأنت رئيس نموذجي. وعلى خلفية هذا التصعيد دعا القيادي البارز في التجمع اليمني للاصلاح الشيخ حمود هاشم الذارحي السلطة والمعارضة إلى الابتعاد عن المكايدات السياسية، وتجاوز حمى الانتخابات، والوقوف صفاً واحداً لبناء الوطن ولمواجهة التحديات الراهنة المحيطة به والمنطقة عموماً. وقال الشيخ الذارحي ل«أخبار اليوم» ما كنا نحب ان يحصل هذا، خاصة والرئيس كان يدعو في تصريحات سابقة بعد الانتخابات لطي صفحة الماضي، واذا بقينا ننبش الماضي سننتج فعلاً ورد فعل ولن ننتهي، مضيفاً: اتمنى على الجميع ان يتعقلوا لأن المنطقة مشتعلة، ونحن اليمانيين اصحاب العقل والحكمة، ويتطلع العرب الآخرون ان نصلح فيهم، واذا لم نستطع فلنتصالح مع انفسنا لاننا القدوة، واذكر الجميع بكتاب الله الذي هو كتاب المؤتمر والاصلاح والاشتراكي وكتاب كل المسلمين حين قال: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» وبالرغم انها عداوة فتتحول إلى علاقة حميمة فما بالهم بحمى انتخابات فقط، والانتخابات والتعددية والديمقراطية مكسب وطني واقيمت بتراضي الجميع ولا احد ناوي يخرب، ولا احد ناوي يدمر. وتمنى الذارحي على فخامة الرئىس علي عبدالله صالح ألا يصدق البطانات السيئة لانه صاحب صدر واسع وقلبه يتسع لقلوب كل ابنائه، مشيراً إلى ان هذه البطانات تخدم مصالح اجنبية مشبوهة سواءً شعرت ام لم تشعر بذلك، ناصحاً الرئىس بعوة المعارضة لمناقشة قضايا الوطن، ولم يتوقع ان تمتنع الاحزاب عن الجلوس مع الرئيس وإلا ستقام عليها الحجة امام المواطنين، إلا انه يجب ان تأتي الدعوة لمثل هذه اللقاءات والحوارات من رأس الجميع رئىس الجمهورية. من جهته دعا القيادي الاشتراكي البارز انيس يحيى جميع الاطراف في السلطة والمعارضة بالابتعاد عن المكايدات السياسية التي تفسد كل شيء، ولأن بناء الوطن يتطلب صفحة جديدة وانفتاح متبادلاً على الآخرين، وقال انيس يحيى ل«أخبار اليوم» من حق الرئىس ان يقول ما يريد وكذلك من حق اللقاء المشترك ان يقول ما يريد ولكن بعيداً عن المكايدات السياسية، داعياً الجميع للحوار وتجاوز فترة حملة الانتخابات الماضية. وعلى ذات الصعيد حمّل رئىس الدائرة الاعلامية للمؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي احزاب اللقاء المشترك مسؤولية هذا التصعيد الاعلامي المتبادل، وقال الشامي ل«أخبار اليوم»: نحن في المؤتمر كنا تجاوزنا فترة الانتخابات والتزمنا بدعوة الاخ الرئىس لتجاوز تلك المرحلة، ولكن المؤسف ان احزاب المشترك مازالت اسيرة لفترة الانتخابات ولم يتجاوزوا خطابهم المأزوم تجاه الحكومة والمؤتمر، منذ انتهاء الانتخابات إلى الآن. ووصف تصريحات الرئىس الاخيرة التي هاجم فيها الاصلاح والاشتراكي بأنها طبيعية وجاءت في سياقها الطبيعي كون الرئىس يزور المحافظة لاول مرة بعد الانتخابات. واضاف مخاطباً محمد قحطان - الرئىس التنفيذي للمشترك- في رده عليه ان البلاد ستكون اسوأ مما هي عليه الآن، لو كان الاشتراكي والاصلاح من يحكمان البلاد، مشيراً إلى فترة حكم الحزب الاشتراكي للجنوب، ولمشاركة الاصلاح في الحكومة الائتلافية مع المؤتمر منفرداً أو مع المؤتمر والاشتراكي بعد الوحدة. واشار الشامي بأن تصريحات الرئىس الاخيرة ليست تصعيداً اعلامياً ولكنها تنبيه لاحزاب المشترك حتى تستجيب فعلاً لدعوة الرئىس بالخروج من إطار الحملة الانتخابية. واكد ترحيب المؤتمر بأي مبادرة للقاء المشترك أو اي بدائل أو رؤى ايجابية لمصلحة المجتمع، وقال: فليتقدموا بها بعيداً عن المكايدات السياسية والتصعيد الاعلامي. وارجع مراقبون سياسيون هذا التصعيد إلى وجود قوى علمانية وانثي عشرية في المؤتمر والمشترك- وخارجهما تدق منذ فترة على وتر التصعيد ودق «إسفين» بين الرئيس وقيادات وطنية في المعارضة بصورة خاصة وبين المؤتمر والاصلاح والاشتراكي بصورة عامة، متمنين من الجميع ان يدركوا خطورة هذه المرحلة على المستوى الوطني والعربي والاقليمي والدولي، كون المتضرر الاول والاخير الوطن وأبناؤه من الشرفاء، والمستفيد من هذا التصعيد والتوتير قوى وشخصيات تعمل وفق مخططات خارجية تستهدف اليمن ارضاً وانساناً.