دعا رئيس اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى وقف الإجراءات التي قد تجر البلاد إلى حرب أهلية. وطالب جعجع في خطاب متلفز المعارضة للعودة للجلوس والتفاوض مع الأكثرية النيابية على أمل توصل الجانبين إلى اتفاق، مشددًا على أن هذه الدعوة لا تعني موافقة الأكثرية على مطالب المعارضة. وقال جعجع إن المعارضة لجأت للإضراب العام والعنف يوم الثلاثاء الماضي بعد أن فشلت على مدى شهرين في تحقيق مطالبها بوسائل التعبير الديمقراطية، وحذرها من مغبة اللجوء «للقوة» لتحقيق هذه المطالب، مؤكدا أن مبدأ القوة لن ينجح في بيروت. وعلى ذات الصعيد اتهم النائب اللبناني/عاطف مجدلاني، «حزب الله» الشيعي اللبناني، بأنه تحوّل إلى ميليشيا قطّاع طرق تسعى لإرساء دولة ولاية الفقيه. ووصف النائب «مجدلاني» يوم الثلاثاء الماضي بأنه كان يومًا حزينًا، سقط فيه شهداء وجرحى، وكان يومًا مخزيًا تحوّل فيه «حزب الله» من مقاومة إلى ميليشيا قطاع طرق تحرق الإطارات، وتعتدي على الأملاك الخاصة والعامة من مستشفيات ومدارس ومنازل، وتمنع المواطنين بالقوة والترهيب من كسب لقمة عيشهم. وسأل«لماذا هذا الإرهاب»، والشغب والتهديد للشعب اللبناني، وللنظام الديموقراطي ولدولة الطائف؟، مشيرًا إلى أن «الجواب المستخلص من خطب الأمين العام ل«حزب الله» واضح وضوح النهار: لابد من إرساء قواعد دولة الولي الفقيه، ومرشدها صار معروفًا». وحسب صحيفة «المستقبل» اللبنانية، رأى «مجدلاني» أن مطلب المشاركة بثلث معطل ما هو إلا عنوان للوصول إلى الاستئثار بالسلطة، بعدما قبض «حزب الله» على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب. وإذا ما أضفنا إلى هذا الاستئثار بالمفاصل الدستورية للسلطة، وجود جيش خاص بالحزب يتمتع بتدريب عالٍ، وسلاح متطور، وجهاز أمني مخابراتي فعّال، ومؤسسات اجتماعية تربوية مساندة، فإننا نرى أن دولة الولي الفقيه قد أصبحت حقيقةً واقعة. وأضاف:نقول بتواضع ل«حزب الله»، إن ما تطلبونه وتحاولون الوصول إليه يدمّر لبنان، ومعه المقاومة والحزب ومؤسساته. وتابع:نحن نقول ل«حزب الله» وأتباعه: إنهم أضعف من أن يتحكموا بلبنان، وأكيد أضعف من أن يدمروه؛ لذلك نقول لهم: حفاظًا عليكم وعلى كل لبنان، حكّموا العقل والضمير، وأقرنوا القول بالفعل ولو لمرة واحدة، في ما هو إيجابي. ودعا «مجدلاني» للحوار للاتفاق على حلٍّ شامل ومتكامل، قوامه إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، وتأليف حكومة وحدة وطنية بالصيغة المناسبة، على أن يتضمن بيانها الوزاري النقاط التالية : إعلان لبنان دولة ممانعة على غرار الشقيقة سوريا، ولكن طبعًا من دون الذهاب إلى مفاوضات سرية مع «إسرائيل» في سويسرا أو غيرها، وتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني، وحل التنظيم العسكري والأمني. وأشار إلى أن هذا الموضوع لا يشكّل أي إشكال لدى الحزب كما ادعى أكثر من مرة أمينه العام، وذلك تنفيذًا لاتفاق الطائف، وتحقيقًا للمساواة في الحقوق والواجبات بين اللبنانيين. وإجراء انتخابات نيابية مبكرة في أجواء هادئة، بعيدة عن التهديد والوعيد، تفرز قوى سياسية تنقسم إلى أكثرية تحكم وأقلية تعارض، وهكذا تثبت أسس متينة وسليمة لدولة قوية حرة ديموقراطية، سيدة ومستقلة. من جانبه أعلن الجيش اللبناني أنه قد لا يلجأ لتمديد حظر التجوال على بيروت التي ظلت طوال ساعات النهار تعيش هدوءا نسبيا بعد عشر ساعات من حظر التجوال فرض على شوارعها وضواحيها منذ الثامنة والنصف مساء الخميس وحتى الساعة السادسة من صباح أمس. وقد شهدت شوارع العاصمة انتشارا كثيفا للجيش، خاصة منطقة جامعة بيروت التي شهدت أمس الاول المواجهات الدامية، وقال الصحفيون إن المحلات التجارية أعادت فتح أبوابها، غير أن حركة التسوق ظلت دون مستواها الطبيعي، كما أن الجامعات والمدارس بقيت مغلقة خشية تجدد المواجهات بين الطلبة من أنصار الأكثرية النيابية والمعارضة. وشهدت بيروت يوما داميا على خلفية التوترات القائمة بين فريق 14 آذار الحاكم والمعارضة، فقد تطور شجار بين طالبين في كافتيريا جامعة بيروت العربية أحدهما من أنصار المعارضة والآخر من الموالاة إلى اشتباكات بالحجارة والعصي في حرم الجامعة، وتلاه إطلاق نار من مجهولين استهدف لاحقا عناصر الجيش اللبناني الذي تدخل لفض الاشتباكات. واتسعت الاشتباكات في جنوببيروت لتشمل الأحياء المحاذية السنية والشيعية. ونقلت الجزيرة عن مراسلها إن المواجهات امتدت إلى مناطق الكولا وقصص ومار إلياس وراس النبع. وجاءت هذه التطورات بعد يومين من مقتل «3» أشخاص وإصابة «176» آخرين على الأقل خلال إضراب نظمته المعارضة احتجاجا على حكومة السنيورة ما لبث أن تطور إلى مواجهات بين أنصار الفريقين، كما تزامنت هذه التطورات مع انعقاد مؤتمر «باريس 3» للدول المانحة للبنان الذي أعلن خلاله تقديم مساعدات بقيمة «7. 6» مليارات دولار.