اكدت الاستاذة سميرة رجب-عضو مجلس شورى البحرين وعضو المؤتمر القومي العربي- ان ما يحدث في صعدة ناتج عن تبعات الوضع الاقليمي، بمعنى انه يأتي كرد فعل للسياسات الايرانية أو للضغوط التي تسلط على ايران حالياً، كما هو الحال مع حركة حزب الله في لبنان وما قام به من اعتصامات واضرابات وفوضى، وكذا الحركة الحوثية في صعدة، وما يحصل في البحرين-ايضاً- من بدء جماعات بالتحرك للبحث عن ذرائع للدخول في عمليات عنف. واشارت سميرة رجب في اتصال هاتفي مساء امس ل«أخبار اليوم» انه يجب على حكام المنطقة ان يفهموا ان لتلك التحركات علاقة بما يحدث اليوم بين ايران والولايات المتحدة، وما يقال عن ضغوط تمارس على ايران والتوقعات بضربة أميركية لها أو شن حرب عليها، مما جعل جماعاتها تتحرك في المنطقة. واوضحت رجب ان تلك الجماعات ذات علاقة بايران، فهذه الجماعات لها ارتباطاتها العقائدية والمذهبية، حيث وان تحركات تلك الجماعات ومواسم حركاتها وكل هذه الامور يمكن ان تشير إلى من هم هؤلاء؟ ولماذا يختارون اوقاتاً معينة للتصعيد واوقاتاً للتهدئة، ومن المؤكد ان الانظمة تدرك القصة، قائلة: انا استعجب كيف أن هذه الانظمة غير قادرة على إنهاء هذه الاشياء، ولا يملكون الوسائل للقضاء على هذه الظاهرة التي نعيشها، ومحاولة تفكيك هذه الجماعات من خلال تسليط الاعلام عليهم؟! فشيء غريب ان انظمتنا مع ما تملك من وزارات للداخلية واجهزة مخابرات واجهزة اعلامية إلى غير تلك من الاشياء والمؤسسات، غير قادرة على حل هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر فيما يتعلق بالجماعات الشيعية الموالية لايران وما ينتج عنها من فوضى؟!. وفي ردها على سؤال الصحيفة عن عدم ادانة بعض الاحزاب في اليمن لهذه الظاهرة أو الحركة، قالت سميرة رجب انه ربما لكثير من هذه الاحزاب تفكير آخر عفوي، وتطلق تصريحات عفوية على اساس ان الجماعات وطنية معارضة للدولة، لكن حقيقة يجب ان ندرس هذه الاحزاب مثل هذه الظواهر دراسة حقيقية وتربط الاحداث بالوقت وبالوضع الاقليمي لتفهم ذلك وما يحدث تحديداً، مشيرة :انا في اعتقادي ان الاحزاب هذه اما انها لا تدرك مدى خطورة الاوضاع وتبعاتها واصول هذا التمرد وربطه بالوضع السياسي في البلد والخلاف الحاصل ما بين الشعب والانظمة، وبهذه الرؤية غير مدركين إلى ما وراء «الحوثيين» ووراء الاحداث ووراء الجماعات الطائفية التي تتحرك في مواسم معينة وفق اجندة خاصة بها، واذا كانوا بالفعل غير مدركين فاللوم يرجع إلى الانظمة وسلطاتها المحلية، لانها غير قادرة على توضيح الصورة للمجتمع فيكشفوا حقيقة هؤلاء المتمردين، ولماذا هذا التمرد مستمر، وطبيعة هذا التمرد، ويكشفوا كل اوراقهم والمستندات التي وجدوها، حيث انني اجزم انه تم الحصول على مستندات لدى هذه الجماعات تثبت ولاءهم واتصالاتهم باطراف خارجية. واضافت: وفي كل الاحوال على هذه الاحزاب ان تدين ما يحدث لانهم يقرأون ويرون، والصورة واضحة امامهم، من خلال وجود جماعات متمردة على النظام، واما ان لهذه الاحزاب اجندتها ضد النظام وضد سياسات الدولة فتسلك سلوكاً آخر في ظل عدم توضيح الدولة للصورة كاملة من خلال اجهزة اعلامها المختلفة. واكدت في ختام تصريحها ل«أخبار اليوم» انه يجب على الاحزاب السياسية ان تبحث حقيقة هذا التمرد، أن ويفرقوا ما بين المعارضة السياسية وما بين حركة التمرد والعنف وتأثيرات ذلك سياسياً، وعليها ان تدرك اكثر ما يدور حولها وبعمق، خصوصاً مع تغيير النظام الدولي الجديد، حيث هناك الكثير من الامور بدأت تأخذ مناحي كثيرة اخرى وباجندة مختلفة، مضيفة: مازالت تلك الاحزاب تملك العقلية السابقة وقراءاتها هي نفس القراءات القديمة، بينما كل الوضع الاقليمي والدولي تغير رأساً على عقب، والاحداث والقضايا الاخيرة بدأت تأخذ شكلاً آخر ومضامين اخرى، علينا ان نبحث جميعاً وان نقرأ قراءة سليمة لما يجري حولنا.