انتقد الدكتور فارس السقاف- رئيس الهيئة العامة للكتاب- اداء القائمين على الثقافة في اليمن، واصفاً المشهد الثقافي اليمني ب«الغياب التام والعجز المطلق» نتيجة لاداء وسياسات المسؤولين عنه الذين يعتمدون على الشخصنة والفردية وتبديد الامكانيات المالية وفقدان الرؤية. واشار الدكتور فارس السقاف- في تصريح خاص ل«أخبار اليوم»-إلى ان المتابع لتعليقات المراقبين والمختصين بالشأن الثقافي وحول اداء المسؤولين القائمين على الثقافة في اليمن، يجد ان تلك التعليقات تفصح عن الغياب التام والعجز المطلق لاداء القائمين على الثقافة في اليمن، خصوصاً في الفترة الاخيرة حيث انكشف ذلك، موضحاً ان هذا ليس من قبيل المماحكات انما يجب مراجعة المشهد الثقافي حتى يضطلع بالدور الايجابي خاصة في هذه الظروف. وقال الدكتور فارس السقاف: ان اسباب ذلك الغياب والعجز- كما يجمع الكثير من المثقفين- يعود إلى الشخصانية والفردانية وفقدان الرؤية وبوصلة التحرك وتبديد الامكانيات المالية التي تتمثل في موارد صندوق التراث، والتنمية الثقافية البالغة سنوياً حوالي ملياري ريال، وهي مبددة في صالات المطاعم والهدايا والسفريات، كما تعود الاسباب إلى تعطيل الكوادر والمهارات التي تزخر بها اليمن، وآخر ضحاياها المسرحي الكبير فريد الظاهري الذي عاش حياته وتحرك في مجاله بدون اي امكانيات أو مساندة ودعم، مؤكداً ان الهيئات الثقافية مجمدة في اختصاصاتها وان ذلك واضح ومعروف، قائلاً: قرأنا مؤخراً عن اختزال تمثيل اليمن في المناشط الثقافية في جوقة المداحين الذين يتركون وراءهم فضائح حيثما يذهبون ليس آخرها في الجزائر، وتنحصر مناشط الاداء الثقافي في كتابات عن اقتراحات الشخص الاول وتنشر في الصحف مصطنعة تدعي الانجاز أو تصويراً لتكريمات تمجد الشخصانية وليس المبدع الذي يذهب بعد احتفالية تكريمه دون اعطائه سوى ثمن العشاء الاخير فقط ثم يتسول بعد ذلك فليس هنالك اي دعم أو رعاية لهؤلاء. واكد د. السقاف ان المثقفين يتداعون هذه الايام وبشكل ملح لمراجعة هذا المشهد الثقافي الذي يخلو من اي بنية ثقافية؛ فلا مسرح ولا مكتبة وطنية طوال هذه الفترة، وان لا دور للثقافة في المعارك والفتن التي تمر بها اليمن، خصوصاً في هذه الفترة والتي تستند إلى الفكر، والثقافة لا توضح هذه الامور ولا تقوم باجلائها، مضيفاً: على القيادة السياسية ان تستجيب لهذه النداءات من المثقفين والمهتمين للمراجعة، ولنتحمل جميعنا المسؤولية ولابد من محاسبة المسؤول عن هذا الخسران، وسندرك كما يدرك الآن الجميع وبالادلة- رغم انها غير كافية- ما الذي جناه هؤلاء على «الثقافة» بدلاً من التهرب بمبررات ومعاذير واهية لا تعفيهم عن اهدار اموال الثقافة وتعطيل الطاقات ولا تستطيع حينها ان ترمي الآخرين بدائها وتنسل لأن المواقف واضحة، معتبراً الفترة القادمة ستكون فترة مكاشفة في هذا الجانب لأنه من قبل «الثقافة» تأتينا الكثير من العلل والادواء والامراض فلا بد من الاهتمام بهذا الجانب.